الأحد 16 يونيو 2024

قبل عرضه.. انتقادات حادة لفيلم تأليه الديكتاتور أردوغان

4-3-2017 | 13:47

استمرت مواقع التواصل الاجتماعي في السخرية والنقد اللاذع لفيلم (رئيس) التركي، حيث ربط الناشطون المعارضون لاردوغان بين ميعاد الفيلم وقرب موعد الاستفتاء فالفيلم يشير الي صبي يشب في شوارع اسطنبول القاسية، يبدو جادًا ومهذّبًا، ويبيع بذور دوار الشمس ويساعد الفقراء ويطلق عليه أصدقاؤه "الزعيم" ليصبح فيما بعد رجلاً يحارب قوى الظلام في سبيل بناء تركيا قوية وعادلة.

هكذا تدور أحداث فيلم جديد بدأ عرضه في دور السينما التركية أمس الجمعة ويتناول حياة  إردوغان، الذي يهيمن على السياسة في البلاد منذ مطلع القرن الحادي والعشرين، ويتهمه خصومه بتسخير كل إمكانات الدولة للظهور بمظهر الزعيم.

ونفى الممثل ريها بيه أوغلو الذي يؤدي دور إردوغان أن يكون عرض فيلم "الزعيم" في هذا التوقيت يهدف إلى مساعدة إردوغان في الفوز باستفتاء مقرر في أبريل ومن شأنه أن يمنحه سلطات جديدة واسعة، مضيفًا أن العرض الأول للفيلم تزامن مع عيد ميلاد إردوغان الثالث والستين.

وقال بيه أوغلو في تصريحات للصحفيين فيما بعد سترافقني هذه المسؤولية الكبيرة على الأرجح طوال حياتي.

ويلعب الممثل دور إردوغان حتى سجنه بسبب مزاعم بأن له نشاطا إسلاميا قبل أن يصعد نجمه ليبلغ أعلى منصب في الدولة التركية. 

وقال مَن يقبلون لمشاهدة الفيلم أناس يعشقونه وأنا منهم، لكن منتقدي إردوغان يرون في الأمر بذور حالة تشبه التأليه وسط اعتقالات جماعية وإقالات شملت القضاء والشرطة والجامعات والإعلام عقب محاولة انقلاب في يوليو تموز.

وإذا أقرّت الإصلاحات التي ستطرح في الاستفتاء فإنها ستغير المشهد السياسي وسيتمكن الرئيس من تعيين الوزراء وكبار مسؤولي الدولة وحل البرلمان وإعلان حالة الطوارئ وإصدار المراسيم.

ويقول مؤيدو التعديلات إنها ضرورية في بلد يتعرض أيضا لهجمات من تنظيم الدولة الإسلامية والمسلحين الأكراد، لكن أحزاب المعارضة تقول إن التغييرات ستزيل الضوابط على نفوذ إردوغان الطاغي بالفعل بعد نحو 15 عامًا قضاها في السلطة نتيجة شعبيته منقطعة.

وقال الزعيم المعارض دينيز بايكال "لا يمكن ائتمان شخص واحد على مصير أمة"، وشارك بايكال في بعض الائتلافات الهشة المفتتة التي يبرر بها إردوغان سعيه لنظام رئاسي قوي.

ويقدم إردوغان نفسه في صورة نصير الملتزمين دينيا الذين عانوا الاضطهاد طويلا من قبل نخبة علمانية أصبحت الآن مشوشة.. ومن ثم يحتفي به الآلاف ممن يشاركون في مسيرات تأييده.

وعقد المعلق السياسي مصطفى أكيول مقارنة تنطوي على مفارقة بين إردوغان الذي يعيد النزعة الإسلامية إلى الحياة العامة في تركيا ومصطفى كمال أتاتورك الذي أقام دولة تركية علمانية على أنقاض الإمبراطورية العثمانية في عشرينيات القرن الماضي.

وكتب في عمود على موقع المونيتور الإخباري “والآن.. وبعد قرن.. تتشكل في تركيا شخصية يكاد يؤلهها أناس هم أنفسهم الذين سخروا لعقود من تأليه أتاتورك".

وفيلم" الزعيم" من إنتاج شركة ليست معروفة على نطاق واسع وهي شركة كافكاسور للإنتاج السينمائي، ولم تتضح ميزانية الفيلم، لكن بعض التقارير الإعلامية أشارت إلى أنها تبلغ ثمانية ملايين دولار، كما لم تتضح مصادر تمويله.

كان العرض الأول للفيلم يوم الأحد الذي وافق عيد ميلاد الرئيس التركي، ويبدأ إردوغان الفيلم كفتى عمره 11 عامًا ويسعى لإثبات نفسه أمام والده ويساعد أهالي حي قاسم باشا باسطنبول.

وبعيدا عن السينما فإن إردوغان قد لا يتحمل خسارة الاستفتاء المقرر في 16 أبريل بعد أن راهن بسمعته في سبيل هذا المسعى منذ سنوات. فإن كانت النتيجة "لا"، فذلك قد يوجه له أقوى ضربة خلال مسيرته السياسية، 

ولا يرى بيه أوغلو النزعة الانقسامية التي يراها الكثير من العلمانيين والليبراليين في إردوغان بل يراه شخصية توافقية ليس فقط لتركيا وإنما للعالم الإسلامي بأكمله.

وقال الممثل في يوم العرض الأول للفيلم "رئيسنا مثل الحبة التي تجعل المسبحة متماسكة" مستخدما بذلك تشبيها استحضره إردوغان نفسه بعد محاولة الانقلاب، مضيفًا:"إذا انفصلت الحبة انفرط عقد المسبحة".