قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن قوات الاحتلال ارتكبت جرائم غير مسبوقة في قطاع غزة، مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية تتعرض لمخططات لتصفيتها عبر محاولات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
وأضاف أبو الغيط، وفقا لما نقلته قناة "القاهرة الإخبارية"، أننا نعرب عن تطلعنا لموقف برلماني عربي موحد لدعم الشعب الفلسطيني.
وفي نفس السياق، أعلن رئيس البرلمان العربي محمد أحمد اليماحي، اعتماد رؤساء المجالس والبرلمانات العربية وثيقة برلمانية لدعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، ورفض مخططات التهجير والضم، ورفعها للقمة العربية الطارئة المقررة في مصر مطلع الشهر المقبل، مؤكدا دعم البرلمان العربي التام للجهود التي تقوم بها مصر بما يضمن حق الشعب الفلسطينى الثابت في البقاء على أرضه، وبناء وطنه، دون أي تهديد لوجوده.
جاء ذلك في كلمة اليماحي أمام المؤتمر السابع للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية الذي انطلقت أعماله اليوم السبت، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، ويتم بتنظيمه بالتعاون والتنسيق مع الاتحاد البرلماني العربي، تعزيزاً لدور الدبلوماسية البرلمانية العربية في خدمة مصالح شعبنا العربي العزيز.
وقال اليماحي: "ينعقد مؤتمرنا هذا العام في ظل لحظة مصيرية فاصلة تمر بها قضية العرب الأولى والمركزية، وهي القضية الفلسطينية، التي تواجه أكبر تهديد لها منذ عام 1967م، في ظل وجود مخططات خبيثة تهدف إلى تصفيتها عبر مقترحات تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه التاريخية، وهو ما يرفضه ليس فقط كل فلسطيني عربي، بل كل إنسان حُر، يدرك قيمة الوطن ويُقدِس ترابه".
وأضاف أن هذه المخططات البغيضة تمثل تعدياً صارخاً على الحقوق الثابتة والمشروعة للشعب الفلسطيني، والتي أقرَّ بها العالم أجمع، وتمثل مساساً مرفوضاً بسيادة دول عربية بذلت كل غال ونفيس من أجل القضية الفلسطينية.
وتابع: "ولعلكم تتفقون معنا أن إثارة هذه المسألة العبثية اللامنطقية -بالإضافة إلى غايتها الخبيثة المرفوضة- فهي تهدف أيضاً إلى صرف أنظار العالم عن المجازر وحرب الإبادة الجماعية التي قام بها كيان الاحتلال في قطاع غزة، وجرائم الحرب والتدمير والاستيطان الاستعماري التي يقوم بها حالياً في الضفة الغربية.
وذكر أن التهجير لو كان خياراً، لما تَحمَّل الشعب الفلسطيني الأبي، كل هذه المجازر وحرب الإبادة الجماعية على مدار أكثر من عام وثلاثة أشهر متواصلين، والتي راح ضحيتها ما يقرب من خمسين ألف شهيد، فضلاً عن آلاف الجرحي والمفقودين، وسط صمت دولي مخز يشكل أكبر وصمة عار على جبين الإنسانية.. مستطردا: " وكلنا نعلم أن هذه المعاناة بكل آلامها ومرارتها، هي جزء مما يتحمله الشعب الفلسطيني الأبي منذ عام 1948م مع بداية هذا الاحتلال البغيض.
وأوضح اليماحي أن رسالتنا للعالم اليوم هي أن أرض فلسطين، التي ارتوت بدماء الآلاف من الشهداء، لا تًباع ولا تُشترى. ونقول لكل واهم، يرى أن مصائر الشعوب يُمكن أن تُتحدد بتصورات عبثية واهية، اقرأ التاريخ جيداً، وستجد أن إرادة الشعوب الحرة لا تنكسر أبداً، وسيظل الشعب الفلسطيني مرابطاً على أرضه، ومدافعاً عنها حتى آخر قطرة في دمه، ومن ورائه الشعب العربي، الذي لم ولن يقبل بأية محاولات لتصفية قضيته الأولى والمركزية، القضية الفلسطينية.
وأضاف: "إننا كعالم عربي أمام لحظة فارقة، شعارها إما نكون أو لا نكون، وسيكون التاريخ شاهداً لنا أم علينا. ولا شك في أن وحدة الصف العربي ووحدة الموقف العربي في هذه اللحظة المصيرية، تمثل حائط الصد الأول، أمام كل مخططات ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية".
وأكد الدعم التام لمواقف كل الدول العربية، في الرفض التام لكل مقترحات تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.. وقال: "ولكننا نؤكد في الوقت ذاته أن الرفض العربي الكامل لمخططات إفراغ قطاع غزة من سكانه الأصليين أصحاب الأرض، ليس كافياً.. إننا أمام هذه المخططات العبثية الخبيثة، مطالبون بأن تكون لدينا تصورات عربية بديلة، تحافظ على الأرض الفلسطينية العربية، وتصون الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني".
وأضاف أنه في هذا السياق، نؤكد دعمنا التام للجهود التي تقوم بها جمهورية مصر العربية بما يضمن حق الشعب الفلسطيني الثابت في البقاء على أرضه، وبناء وطنه، دون أي تهديد لوجوده.
وأعرب عن ثقته في أن القمة العربية الطارئة التي سوف تستضيفها جمهورية مصر العربية في بداية مارس القادم، ستخرج بنتائج مصيرية وحاسمة لدعم شعبنا الفلسطيني المرابط على أرضه، وستوجه رسالة للعالم أجمع، بأن الحقوق التاريخية الثابتة للشعب الفلسطيني، ليست مجالاً للمساومة، ولكنها متجذرة في عقل ووجدان وضمير كل عربي ومسلم.
وتابع اليماحي إننا كبرلمانيين عرب نتحمل مسؤولية عظيمة أيضاً في الدفاع عن حقوق شعبنا الفلسطيني، وفي دعم مواقف وجهود قادة وحكومات دولنا العربية في إجهاض أية مخططات أو محاولات لتصفية القضية الفلسطينية، كما أن شعبنا العربي الذي نتشرف بتمثيله، ينتظر منِّا موقفاً جاداً وصارماً إزاء تلك المخططات التي تُهدد الأمن القومي العربي ومرتكزاته، وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس.
وأعلن أنه في هذا السياق، فقد اعتمد رؤساء المجالس والبرلمانات العربية صباح اليوم وثيقة برلمانية عربية لدعم صمود شعبنا الفلسطيني على أرضه، ورفض مخططات التهجير والضم، ومواجهة مخططات تصفية القضية الفلسطينية.
وأوضح أن هذه الوثيقة تتضمن التأكيد على ثوابت الموقف العربي تجاه القضية الفلسطينية وما تمر به من تطورات خطيرة، كما تتضمن الوثيقة/ سبع عشرة خطوة/ تم التوافق عليها ليقوم بها كلٌ من البرلمان العربي والاتحاد البرلماني العربي والمجالس والبرلمانات العربية خلال الفترة القادمة دعماً لشعبنا الفلسطيني، كما تم التوافق أيضاً على آلية تنفيذية تضمنتها الوثيقة لوضع تلك الخطوات موضع التطبيق على أرض الواقع.
وقال: "وسوف نرفع هذه الوثيقة إلى القادة العرب في قمتهم العربية الطارئة المقرر انعقادها في جمهورية مصر العربية، وذلك في إطار التكامل المنشود بين الدبلوماسية البرلمانية والدبلوماسية الرسمية في دعم صمود الشعب الفلسطيني والانتصار لحقوقه التاريخية غير القابلة للتصرف أو المساومة".