السبت 22 فبراير 2025

عرب وعالم

الانتخابات الألمانية 2025.. صراع التغيير بين الأحزاب الكبرى وصعود اليمين المتطرف

  • 22-2-2025 | 15:51

الانتخابات الألمانية

طباعة
  • دار الهلال

تتوجه ألمانيا إلى صناديق الاقتراع غدا الأحد وسط حملة انتخابية تركز على قضايا الهجرة والاقتصاد ويتصدر المشهد حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي المحافظ الاستطلاعات، مع وعد بتغيير سياسي كبير.

وذكرت إذاعة دويتشه فيله الألمانية في تقرير أن الحملة الانتخابية كانت قصيرة لكنها شهدت منافسة حادة، حيث كانت الرغبة في التغيير واضحة.

وقال فريدريش مرز، مرشح المستشار من الحزبين، إن "السياسات اليسارية التي جرى تنفيذها في ألمانيا طوال الثلاث سنوات الماضية لا يمكن الاستمرار فيها بعد الآن".

وكان مرز يشير إلى الحزب الاجتماعي الديمقراطي وحزب الخضر اللذين حكما معًا منذ عام 2021 بمشاركة الحزب الديمقراطي الحر. وانهار هذا التحالف في نوفمبر 2024 بعد أشهر من الخلافات حول الميزانية، مما أدى إلى دعوة لإجراء انتخابات مفاجئة.

وتشير الاستطلاعات الأخيرة إلى أن حزب الخضر سيحصل على نفس نسبة التصويت التي حصل عليها في 2021، بينما يتوقع أن يعاني الحزب الاجتماعي الديمقراطي والحزب الديمقراطي الحر من خسائر كبيرة. وهناك مخاوف من أن يفشل الحزب الديمقراطي الحر في اجتياز عتبة الخمسة بالمئة اللازمة لدخول البرلمان، بينما يبدو أن الحزب الاجتماعي الديمقراطي في طريقه إلى هزيمة قاسية، حيث تشير التوقعات إلى أنه قد يحصل على أقل من 20% من الأصوات، وهو ما سيكون أسوأ أداء له في تاريخ الانتخابات الفيدرالية منذ الحرب العالمية الثانية.

وإذا تحققت هذه التوقعات، سيصبح المستشار أولاف شولتز صاحب أقصر فترة حكم في ألمانيا في الخمسين عامًا الماضية، كما سيكون أول مستشار من الحزب الاجتماعي الديمقراطي لا يُعاد انتخابه. وفي المقابل، يمتلك فريدريش مرز أفضل فرصة لتولي منصب المستشار، حيث أصبح تحالفه ذو التوجهات الوسطى-اليمنى أكبر قوة معارضة في البرلمان بعد 16 عامًا من حكم المستشارة السابقة أنجيلا ميركل.

وتوقع الاستطلاع أن يفوز حزب البديل من أجل ألمانيا بنسبة 20% من الأصوات، ما يعكس زيادة كبيرة في حصته مقارنة بعام 2021.

وجاء الصعود المفاجئ لحزب البديل من أجل ألمانيا في وقت يعاني فيه الاقتصاد الألماني من تراجع شديد داخل الاتحاد الأوروبي، حيث أفلست نحو 50,000 شركة، وتدفق رأس المال إلى الخارج بنحو 100 مليار يورو سنويًا. وانتقد مرز الحكومة الحالية قائلاً إن الاقتصاد يعاني من الركود للعام الثالث على التوالي، وهو أمر غير مسبوق في تاريخ ألمانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية. كما اتهم شولتز ووزير اقتصاده روبرت هابيك بعدم التواصل مع الواقع، مشبهاً الوضع بإدارة شركتين أفلستا وتريدان الاستمرار في نفس النهج.

وتعتبر الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير 2022 أحد العوامل التي أدت إلى أزمة طاقة وتضخم في البلاد، مما فاقم الوضع الاقتصادي. ورغم أن شولتز حاول الدفاع عن سياسات حكومته، إلا أنه كان في موقف صعب وسط الانتقادات الواسعة لسياساته.

أما القضية الرئيسية في الحملة الانتخابية فقد تمثلت في الهجرة، بعدما هزت جريمة قتل بواسطة سكين ارتكبها طالب لجوء أفغاني مرفوض في مدينة أشافنبورغ البافارية. وعلى إثر هذه الجريمة، قام مرز بمحاولة تشديد سياسات اللجوء في ألمانيا، وتلقى دعماً من حزب البديل من أجل ألمانيا في البرلمان. ورغم أن الحزبين تعهدا بعدم تشكيل ائتلاف حكومي معًا، إلا أن مرز شدد على أهمية تقليص البيئة السياسية التي غذت صعود هذا الحزب.

ويشجع النظام الانتخابي في ألمانيا على تشكيل ائتلافات حكومية بعد الانتخابات. ولذلك، لن يتمكن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي من الحكم بمفرده، وسيحتاج إلى البحث عن شريك ائتلاف. وفي حال تمكنت الأحزاب الصغيرة مثل حزب اليسار وتحالف ساهرا واغنكنيخت الشعبوي من الحصول على تمثيل في البرلمان، قد يتطلب الأمر تشكيل حكومة من ثلاثة أحزاب.

وتظل العلاقات بين الأحزاب الرئيسية في ألمانيا معقدة، وخاصة في ما يتعلق بإمكانية تشكيل تحالفات مع الأحزاب الصغيرة أو حزب البديل من أجل ألمانيا، الذي يبقى معزولًا عن معظم الأحزاب الأخرى.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة