في عالم الأدب الذي تعج فيه الأصوات والأسماء، يظل فتحي غانم واحدًا من الأسماء التي شقت طريقها بثبات، محافظًا على ظله بين رواد الرواية المصرية، هذا الأديب الذي لم تفقد له رواياته وهجها، رغم مرور الزمن وكثرة المتغيرات في المشهد الثقافي، استطاع أن يعبر عن هموم الشعب المصري وآماله بعمق وحرية، وينقش تفاصيل الحياة اليومية بلغة متقنة وأسلوب سردي فريد إنه واحد من أهم كتاب الروايات العربية الصحفي، والكاتب والأديب فتحي غانم.
تمكّن فتحي غانمومن خلال مؤلفاته، تجسيد صورة مصر في تحولات مجتمعية وفكرية، ليمهد بذلك الطريق لجيل من الأدباء الجدد يقتفون أثره و يستوحون منه الإبداع.
و في فضاء الأدب الواسع، يسطع نجم فتحي غانم كرمز للإبداع والثبات، فهو لم يفقد ظله الذي امتد عبر أجيال الزمن، ويُعرف فتحي غانم بقدرته على نسج الكلمات وتحويلها إلى لوحات أدبية تعكس عمق الفكر وروعة التجربة الإنسانية، مما يجعله أديبًا وروائيًا يحافظ على تأثيره ورونقه رغم تقلبات الزمن، إن أعماله، التي تدمج بين الأصالة والحداثة، تُعبّر عن رؤية فنية مميزة، تضيء دروب الأدب العربي وتلهم القراء لاستكشاف معاني الحياة والهوية في كل سطر وكلمة
الميلاد والنشأة
ولد في القاهرة 24 مارس 1924، ونشأ في أسرة بسيطة، كان ابنا وحيدًا على 4 بنات، تخرج من كلية الحقوق جامعة فؤاد الأول «جامعة القاهرة حاليا».
الصحفي المتميز
وانضم فتحي غانم إلي مؤسسة روز اليوسف، ثم عمل في جريدة الجمهورية، وعين رئيسًا لمجلس الإدارة والتحرير، ثم عاد مرة أخرى إلى روزاليوسف، وتميز بكتاباته الأدبية الخالدة والروائية، حصل على العديد من الجوائز المصرية والعربية، وتحولت بعض رواياته إلى أفلام سينمائية، ومسلسلات تليفزيونية.
وترك لنا فتحي غانم في رواياته وأعماله الأدبية، لمحات فنية، والتي ناقش بها مشكلات عصره، واستطاع أن يسطر اسمه بين ألمع الأدباء والكتاب بها فمن أبرز مؤلفاته ورواياته«زينب والعرش»، «الرجل الذي فقد ظله»، «الأفيال»،«الجبل»، «الساخن والبارد»، «ست الحسن والجمال»، وغيرهم.
ومن مجموعاته القصصية: «تجربة حب»، «سور حديد»، وترجمة بعض قصص فتحي غانم إلى لغات أوروبية متعددة، فترجمت «الرجل الذي فقد ظله» إلى الإنجليزية، ورواية «الجبل» إلى اللغة العبرية.
ثمار الرحلة
حصل الأديب فتحي غانم علي العديد من الجوائز والأوسمة و منها: جائزة الرواية العربية، بغداد، وسام العلوم والآداب، جائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة.
رحيل وأثر باق
ورحل فتحي غانم عن عالمنا في مثل هذا اليوم 24 فبراير عام1999م لكنه سيظل باقيا في تاريخ الأدب العربي والمصري الحديث، ومؤلفاته التي تحولت لأعمال مهمة في تاريخ الدراما المصرية المميزة والهادئة في ذاكرتنا ووجداننا لن تمحى وسيظل أديبا مصريًا لم يفقد ظله أبدا