تصدرت منصة FBC الإلكترونية محركات البحث في الساعات القليلة الماضية، إثر تورطها في العديد من عمليات النصب الإلكتروني على عدد كبير من العملاء، حيث أشارت تقارير صحفية أن مقدار ما استولت عليه يقدر ب 6 مليارات دولار، وذلك نتيجة وعود وهمية بأرباح سريعة ومغرية لجذب المستثمرين، وفي هذا التقرير، تقدم لكم بوابة "دار الهلال" معلومات عن هذه المنصة، فضلا عن آراء خبراء التكنولوجيا عن المنصات الربح السريعة المنتشرة هذه الأيام.
الاستثمار عبر الإنترنت في مصر.. لماذا يجب الحذر من منصات مثل FBC
منصة FBC
تعد منصة FBC من المنصات الاستثمارية التي انتشرت بشكل كبير مؤخرا، والتي واجهت عدد من الاتهامات بالنصب والاحتيال مثل عدد من المنصات الأخرى التي حاذت على اعجاب عدد من المستثمرين وهواء الربح السريع.
وكان الحد الأدنى للاشتراك بها 750 جنيه، وكانت توهم عملائها بمشاهدة عدد من فيديوهات اليوتيوب لأجل ربح الأموال وذلك لأجل تحفيزهم لدفع مبالغ أكبر، حتى تم الاستيلاء على مليارات الدولارات ومن ثم أغلق موقعها الإلكتروني، ليتبين لعملائها أنها في الأساس منصة غير مرخصة.
بين عشية وضحاها.. الربح السريع يتحول من حلم إلى كابوس
أفاد بعض المستخدمين بأن هذه المنصة احتالت على عشرات الآلاف، بمبالغ تجاوزت 6 مليار دولار، وذلك عبر أسلوب احتيال يتلخص في تنفيذ بعض المهام السريعة والمريحة والتي توهم مستخدميها بحلم كسب آلاف الجنيهات بين عشية وضحاها، ولكن استيقظ المستخدمون بعدها على كابوس اغلاق المنصة وعدم القدرة على الوصول إلى أموالهم، وتقدم عدد من المواطنين بعدها بمئات البلاغات ضد هذه المنصة الإلكترونية، ومؤكدين أنها قامت بالاستيلاء على أموال آلاف العملاء.
خبير أمن معلومات: منصات الاحتيال الإلكتروني تشتغل سيكولوجيا المستخدمين لجذب الضحايا
قال محمد عزام خبير التكنولوجيا وأمن المعلومات، أن منصة FBC بالتحديد استفادت من توجه عدد كبير من المواطنين في الوقت الحالي نحو الاستثمار السريع والمريح، وذلك اعتمادا على سيكولوجيا بعض من مستخدمي مواقع الانترنت في الفترة الاخيرة.
وأضاف عزام في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال" أن أغلب المراحل العمرية المستهدفة في مثل هذه العمليات من النصب الالكتروني سواء منصة FBC أو غيرها من المنصات المشابهة هم من في سن الشباب والمراهقين، لانهم أكثر الفئات تواجدا على منصات التواصل الاجتماعي وشبكات الانترنت بشكل عام.
وأشار عزام أن الاحتيال الالكتروني دائما ما يتطور بشكل سريع، فعندما نقارن المنصات الالكترونية التي السابقة ومنصة FBC نرى التحول السريع في جذب عدد ضخم من العملاء ، وذلك ربما بني على أسس دراسة سيكولوجيا نفسية هذه الايام والهندسة الاجتماعية في معرفة توجه الرأي العام.
وأوضح أنه بخصوص ذلك يمكن أن يكون للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتطورة دورا في بناء قاعدة قوية لهذه العملية الكبير، مثل تحليل بيانات المستخدمين فمن خلال البصمة الالكترونية يمكننا معرفة كل شيء عن المستخدم، فعن طريق ذلك يتم توجيه الاعلانات الى مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها.
أستاذ تكنولوجيا: منصات الترويج كاذبة بنسبة تفوق ال95%
قال الدكتور أحمد خيري، أستاذ التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، أن مثل هذه المنصات الالكترونية تطرح العديد من الوعود على أساس ترويجي، وذلك عبر أساسات موحدة وهي تصميم إعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي مثل إعلانات لمنصة او شركة تجارية وغيرها.
وأضاف خيري في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال" أن النظام القائم عليه هذه المنصات الإلكترونية هو الحصول على نقاط كثيرة لأجل الوصول إلى مكاسب خيالية والترويج لهذه الأشياء عبر منصات للتواصل والتي يتواجد عليها آلاف من الشباب، وأوضح أن مثل تلك المنصات تكون زائفة تفوق 95%.
وأشار أنه مطلوب تدخل للأجهزة الأمنية مثل قسم أمن المعلومات بوزارة الداخلية حتى يسهل الوصول لهذه المنصات ولتأمين الإعلانات بشكل عام في مصر
وأفاد خيري أن أجهزة الذكاء الاصطناعي لها دور كبير في هذه المنصات الاحتيالية، وذلك من خلال قدرتها على خلق عالم موازي من خلال التوأمة الرقمية مع أدوات التحليل المختلفة، لأجل خلق نظام وكأنه توأم للواقع سواء نظام بنكي أو مالي أو غيره.
وأستطرد: ومن ثم يتم انتحال صفة الأشخاص ومعرفة أسرار هم وممتلكاتهم فضلا عن طريقة تفكيرهم ولذلك لا يمكن التصدي إلى هذه المنصات إلا عبر الأجهزة المضادة.
واختتم حديثه: أنه عمليات النصب والسرقة عبر الإنترنت ليست متواجدة فقط في دول نامية أو متوسطة، بل تتواجد في نطاق الدول المتقدمة أيضا والدليل في شبكة ويكليكس التي استخدمت الذكاء الاصطناعي في معرفة معلومات حساسة عن الأنظمة الأمنية في الدول الكبرى، فما بالك بالمنصات الإلكترونية التي تروج لإعلانات وهمية! في سرقة واحتيال العملاء!.
خبير أمن معلومات: منصات الاحتيال الرقمي هي في الأصل المقامرة عبر الإنترنت
قال أحمد فوزي، خبير أمن المعلومات، أن منصات الاحتيال الرقمي هي في الأصل تستخدم فكرة المقامرة عبر الإنترنت والكثير من الشباب لا يدركون خطورتها في الاحتيال.
وأضاف فوزي في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال" أن الأجهزة الأمنية تلاحق دائما مثل هذه المنصات والتطبيقات، ولكن المشكلة الكبرى تكمن أن هذه التطبيقات متواجدة بالمئات، فكلما تم اغلاق واحدة، يتم إنشاء واحدة أخرى بكل سهولة، والتي أغلبها يتم أنشائه من خارج البلاد، فيصعب ملاحقتها قضائيا.
وشدد فوزي أن فئات المراهقين هم أكثر الفئات انجذابا خاصة من هم في المرحلة الثانوية وذلك عبر المنصات المختلفة، نظرا للهوس الذي لديهم للتطبيقات والربح بدون مجهود.
محمود فرج: سن الشباب دائما ما ينجذبون ناحية منصات الربح السريع
قال محمود فرج خبير أمن المعلومات، أن الذكاء الاصطناعي له دور كبير في الوقت الحالي في عمل المنصات والمواقع الإلكترونية الاحتيالية، وذلك عبر تحديد الفئة العمرية التي تهوى الربح السريع.
وأضاف فرج في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال" أن هذه الفئة العمرية دائما ما تكون في سن الشباب تحديدا بالعشرينات من العمر، والذين يطمحون نحو المكاسب الكبيرة عبر تطبيقات بدون مجهود مثل تيك توك.