الإثنين 3 مارس 2025

ثقافة

ثروت عكاشة.. «الوزير المفكر مهندس الثقافة المصرية»

  • 28-2-2025 | 03:25

ثروت عكاشة

طباعة
  • همت مصطفى

جسد مزيجًا فريدًا من القيادة الرصينة والفكر الثاقب في مسيرة امتزجت بين المسؤولية الحكومية والعمق الفكري، برز ليس فقط كإداري حازم بل كمفكر مبدع سطر بأفكاره رؤى جديدة تهدف إلى رفعة الوطن، ومن خلال إدارته الحكيمة، استطاع أن يحول التحديات إلى فرص للتجديد والإصلاح، مُظهرًا أن القيادة الحقيقية لا تقتصر على إدارة الشؤون بل تمتد إلى بناء جسور ثقافية وفكرية تربط الماضي بالحاضر، وتستشرف مستقبلًا أكثر إشراقًا إنه وزير  الثقافة «مهندس الثقافة المصرية» دكتور ثروت عكاشة. 
 

لقد ترك ثروت عكاشة بصمة لا تُمحى في ميادين السياسة والثقافة، إذ جمع بين الحزم واللين، بين القرار والفكر، مما أكسبه لقب «الوزير المفكر» الذي يرمز إلى القيادة التي تستند إلى الوعي والإنسانية.

 النشأة والدراسة

وُلد  ثروت عكاشة في القاهرة 1921 م وتدرج في المنهج التعليمي حتى حصل على بكالوريوس العلوم العسكرية من الكلية الحربية 1939، ، ثم تدرج ليصبح وكيل أركان حرب 1948م، لم يكتفِ بالعلوم العسكرية، بل توجه إلى الصحافة فحصل على ماجستير في الصحافة 1951م، ثم واصل دراسته الأكاديمية وحصل على دكتوراه في الآداب من جامعة السوربون بباريس 1960م وهو شقيق عالم النفس الشهير أحمد عكاشة.

المؤهلات العلمية
 تخرج في  الكلية الحربية 1939،  ودرس في كلية أركان الحرب في السنوات من 1945 : 1948 دبلوم الصحافة كلية الآداب، جامعة فؤاد الأول 1951م، وحصل على الدكتوراة في الآداب من جامعة السوربون  في باريس 1960.

مناصب عسكرية وثقافية ودبلوماسية

تنقل «عكاشة» بين المناصب العسكرية والثقافية والدبلوماسية، بدأ ضابطًا بالقوات المسلحة ثم رئيسًا لتحرير مجلة «التحرير» (1952: 1953)، وشغل منصب الملحق العسكري في عدة عواصم أوروبية. 

وكان  ثروت عكاشة سفير مصر في روما 1957 : 1958م، وزيرًا لوزارة الثقافة والإرشاد القومي «وزير الإعلام» في الفترة من 8 أكتوبر 1958 حتى 19 سبتمبر 1960 م، ورئيس المجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية 1962 و 1966 - 1970م، ورئيس مجلس إدارة البنك الأهلي المصري 1962 : 1966م، نائب رئيس الوزراء ووزير الثقافة 1966 : 1967م

وشغل منصب وزير الثقافـة  في الفترة من 1967: 1970م، نائب رئيس اللجنة الدولية لإنقاذ مدينة البندقية 1967 : 1977م، مساعد رئيس الجمهورية للشئون الثقافية 1970: 1972م، أستاذ زائر بالكوليج دو فرانس بباريس «تاريخ الفن» 1973م.

انتخب  ثروت عكاشة زميلا مراسلًا بالأكاديمية البريطانية الملكية 1975م، كما انتخب رئيسا للجنة الثقافة الاستشارية بمعهد العالم العربي بباريس 1990: 1993م، 

انتمى ثروت عكاشة للعديد من الهيئات، حيث كان عضو المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو بباريس 1962 : 1970م، عضو مجلس الأمة 1964 : 1966م عضو عامل في المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية، مآب مؤسسة آل البيت 1994م.
وأسهم ثروت عكاشة في العديد من المشروعات الثقافية والحضارية منها إنقاذ معبد أبو سمبل ومعبد فيلة.

الجوائز والأوسمـة
 نال ثروت عكاشة العديد من مظاهر التكريم ومنها .. الجائزة الأولى في مسابقة فاروق الأول العسكرية، وسام الفنون والآداب الفرنسى، عام 1965م، وسام اللجيون دونير
«وسام جوقه الشرف» الفرنسي بدرجة كوماندور، عام 1968، ونال الميدالية الفضية لليونسكو تتويجا لإنقاذ معبدي أبو سمبل وآثار النوبة، عام 1968م.
 

وحصل ثروت عكاشة على الميدالية الذهبية لليونسكو لجهوده من أجل إنقاذ معابد فيلة وآثار النوبة، عام 1970م، كما توجت مسيرة «عكاشة» على جائزة الدولة التقديرية في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة، عام 1987م، ونال الدكتوراه فخرية في العلوم الإنسانية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، عام 1995، وحصل على جائزة مبارك في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة، عام 2002م.

مؤلفات وإبدعات

 ومن مؤلفات الوزير المفكر .. معجم المصطلحات الثقافية، الفن الإغريقي، كما قدم الكثير من التراجم منها.. الترجمات للمسرح المصري القديم ومذكرات ثروت عكاشة، وترجمة مسخ الكائنات لـ  «أوفيد»، القيم الجمالية في العمارة الإسلامية وتاريخ الفن الروماني
 وقدم ثروت عكاشة  إبداعًا في مجال التحقيق.. حيث فدم لمعارف، لابن قتيبة الدينوري، صدر عن الهيئة العامة المصرية للكتاب سنة 1992م.

 المهندس البارع لحضارتنا

وسيظل ثروت عكاشة في سماء الثقافة المصرية يتألق نجمٌ أسطوري، أسس بفكره وجسده جسورا من النور والإبداع؛ فهو المهندس البارع لحضارتنا، وكان عكاشة بمثابة فنانٍ ومهندسٍ، حيث نسج بين عبقرية الفكر وعمق الروح إرثًا ثقافيا خالدًا، نقش فيه قصة مصر من جديد في كل خطوةٍ خطاها، وفي كل قرارٍ اتخذه، كانت لمبادئه أنغامًا تعزف لحن النهضة وتوقظ أرواح الباحثين عن التجديد، هو الذي استطاع أن يحول زخم التاريخ إلى معجزة معاصرة، يجسد فيها الإنسان والفكر، ويضع بصمته على صفحات الحضارة المصرية بخطى ثابتة ونبضٍ لا يلين.

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة