يواصل الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، تقديم الموسم الجديد من برنامج "نور الدين والدنيا"، الذي يركز هذا العام على الشباب في المرحلة الإعدادية والثانوية (12-18 عامًا)، بهدف توجيههم فكريًا ودينيًا في ظل التحديات التكنولوجية والفكرية المتسارعة، من خلال تقديم مجموعة من الأسئلة والاجابة عليها دون التفريط في الهوية الإسلامية أو المقاصد الشرعية، وإليك أبرز تلك الفتاوي التي تم النقاش عليها:
هل أكثر أهل النار من النساء؟
ردًا على سؤال طالبة حول حديث "أكثر أهل النار من النساء"، قال جمعة ساخرًا: "ده أول سؤال في أول حلقة، داخلة شمال فينا!"، ثم أوضح أن الحديث يشير إلى بعض النساء اللاتي كن يكثرن من الغيبة والنميمة والسخرية والتنمر في العصور الماضية، بسبب عدم انشغالهن بالعلم أو العمل.
أضاف على جمعة: "أن المرأة التي قال عنها أكثر أهل النار لم تأخذ فرصة التعليم ولا العمل ولا عمارة الدنيا، ومن هنا كانت تشتغل بهذه الصفات السيئة لتقضى وقتها، وكانوا يغارون من بعضهم غيرة تصل لحد القتل".
وأشار إلى أن الزمن تغير، وأصبحت المرأة تلعب دورًا مهمًا في المجتمع، ما يجعل سياق الحديث مختلفًا عن الواقع الحالي.
الصداقة بين البنت والولد:
أجاب الدكتور علي جمعة عن سؤال إحدى الطالبات حول حكم الصداقة بين البنت والولد، مؤكدًا أنها مباحة بشرط العفاف ومعرفة الأهل. وأضاف:
"إذا كان هناك التزام بالضوابط الشرعية، فلا يمكن اعتبارها حرامًا، تمامًا كما أن الوضوء لا يكون صحيحًا إلا باستيفاء شروطه كافة، وأي نقص فيه يكون نوعًا من العبث."
وأوضح أن الله لا يحاسب على المشاعر القلبية، مستشهدًا بحديث النبي: "من عشق وكتم وعف فمات، مات شهيدًا."
العلاقة العاطفية قبل الخطوبة:
ردًا على سؤال شاب حول اعتباره مرتبطًا بفتاة بموافقة أهلها، أكد جمعة أن الارتباط العاطفي لا يُعد خطوبة، فالخطوبة تعني إعلان نية الزواج بوضوح، بينما العلاقات العاطفية قد تتغير مع مرور الوقت.
وفيما يتعلق بمن يواجه رفض أهل الفتاة لعلاقته بها، نصح جمعة بـالكتمان وعدم التمادي في التواصل، احترامًا للعادات المجتمعية، موضحًا أن بعض المجتمعات بدأت تتقبل هذه الأمور بمرور الزمن.
كيف تتعامل الفتاة مع مشاعر الحب في مرحلة الكتمان؟
أجاب جمعة عن سؤال فتاة تحب شابًا لكنه لا يعلم بمشاعرها، قائلًا:
"إذا كنتِ غير قادرة على مصارحته، فاصبري وانتظري المستقبل، لأن الفتيات بطبيعتهن يفضلن سماع الاعتراف بالحب أولًا." وأضاف مستشهدًا بالقرآن الكريم: "فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون."