استضافت العاصمة الإدارية الجديدة اليوم، "أعمال القمة العربية الطارئة" والتي تأتي في ظل التوترات الإقليمية والدولية والتي تتطلب موقفا عربيا حاسما، وعقدت القمة في وسط تصاعد التحديات السياسية والإنسانية في المنطقة، وعلى رأسها الأوضاع في فلسطين، فضلا عن التوترات الجيوسياسية الأخرى.
وفي هذا السياق، قال صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن رسائل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم بالقمة العربية موجهة للرئيس ترامب وإدارته، وذلك بشأن توحيد عربي وإقليمي ودولي بخصوص مواجهة فكرة التهجير القسري عن طريق الضغط على الشعب الفلسطيني عبر إغراءات وضغوط، والتي تطرحها الإدارة الأمريكية في الوقت الحالي.
وأضاف حليمة، في تصريح لبوابة "دار الهلال" أن تلك القمة وأهدافها ورسائلها ومخرجاتها المختلفة، برعاية الرئيس السيسي، تريد التعاون مع الرئيس الأمريكي لأجل حل الدولتين وإحلال السلام، ومع حضور عدد من قادة الدول العربية والمنظمات الدولي مثل منظمة التعاون العربي، والتعاون الأفريقي، وفضلا عن الأمم المتحدة.
وأشار أن إعلان تشكيل الرئيس السيسي للجنة إدارية مصرية لإدارة القطاع، ناتج عن محاولات إسرائيلية وأمريكية لإبعاد السلطة الفلسطينية وحماس عن القطاع، فضلا عن إبعاد أي منظمة أو فصيل سياسي فلسطيني قد يجب نفسه أمام معارضة دولية.
وأضاف حليمة، أن كلمة الرئيس السيسي اليوم بخصوص الاعتداءات على المسجد الأقصى المتواصلة، في شهر رمضان، خاصة ومع انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، وإنهاء الحرب، هو ليس تركيز بحد ذاته على منطقة دون أخرى، بل تركيز على الاعتداءات التي تقوم بها إسرائيل في كامل فلسطين، من دعمها لما يسمى بالإرهاب الدولي من تسليح بعض المستوطنين الإسرائيليين.
السفير جمال بيومي: قمة القاهرة نجحت قبل انعقادها وطوقت التراجع الأمريكي عن التهجير
ومن ناحيته، قال السفير جمال بيومي، إن القمة التي استضافتها مصر اليوم نجحت من قبل انعقادها، وذلك ظهر أمامنا في محاولة ترامب خلال توجهه إلى الرياض لأجل إقناع الدول العربية كافة بتهجير الفلسطنيين من اراضيهم، وبعد أن واجه رفض كافة الدول العربية التهجير، أن يتراجع مرة أخرى ويقبل بحل الدولتين بل ويعلنها صراحة.
وأضاف بيومي في تصريح لبوابة "دار الهلال" أن تقديم الرئيس السيسي لإنشاء لجنة إدارية كان لأجل محاولة إبعاد حركة حماس عن الصورة، لأجل نجاحها، في ظل رفض المجتمع الدولي لحكم حماس للقطاع.
واستكمل أن الرئيس في رسالته بخصوص خطة الإعمار، أكد أنها ترتكز على ضرورة دخول المساعدات للقطاع مع إعادة بناء المساكن لإيواء الفلسطينيين النازحين، فضلا عن معدات لرفع الركام، وأما بخصوص المدة المتوقعة لإعادة الإعمار هي تترك للفنيين، فضلا عن التمويل اللازم لمشروعات الإعمار، مع الأخذ في الاعتبار المحاولات المتوقعة للإسرائيليين لعرقلة دخول المعدات اللازمة للإعمار
أستاذ علوم سياسية: مقترح الرئيس السيسي لمواجهة التحديات يعكس رؤية استراتيجية لحماية الشرعية الفلسطينية
وقالت نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية، أن رسائل الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال القمة العربية، اليوم، هي في التأكيد على أهمية القضية الفلسطينية ودرأ فكرة التهجير القصري لأهل غزة حيث حرص الرئيس السيسي على إبراز إدارة ملف إعادة الإعمار بشكل فعال و ضرورة وجود إطار مبدئي منظم لإدارة الأوضاع في القطاع، مما قد يسهم في تحسين الخدمات الأساسية والحياة اليومية للمواطنين الفلسطينيين.
وأضافت بكر في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال" أن هذا الاقتراح يمكن أن يعتبر استجابة عملية للتحديات الإنسانية والاقتصادية التي يعاني منها أهل غزة بعد حرب ضروس، والتي وفقاً لتقديرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أدت لتدمير 69% من البنية التحتية في غزة، فضلا عن إلحاق أضرار بحوالي 370,000 وحدة سكنية، بما في ذلك 79,000 وحدة سكنية دمرت بالكامل.
واستطرت: فضلا عن تضرر ما يقرب من 68 في المائة من الأراضي الزراعية المخصصة لإنتاج المحاصيل، مما أدى إلى انخفاض الإنتاجية بشكل كبير، بالإضافة إلى ذلك، تعرضت 80 إلى 96 بالمائة من المرافق الزراعية، بما في ذلك قنوات الري والمزارع الحيوانية ومراكز التخزين والآلات الزراعية، لأضرار جسيمة.
وواصلت: أن مقترح الرئيس السيسي يعد ضروريًا لمواجهة التحديات ، ويعكس رؤية استراتيجية تعتمد على العمل البناء مع الحفاظ علي الشرعية الفلسطينية علي غزة وليس علي المهاترات غير المجدية.
القمة العربية الطارئة.. لمواجهة التحديات
ونستعرض خلال الأسطر التالية، أبرز ما جاء في كلمات الرئيس السيسي، والعاهل الأردني، أمين عام الأمم المتحدة، والرئيس القطري، والأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط.
اجتمع القادة العرب في هذه القمة الاستثنائية اليوم، لمناقشة سبل مواجهة وحل الأزمات، ومن أجل تأكيد وحدة الصف العربي في التعامل مع القضايا المصيرية، فضلا عن تأكيد الثوابت القومية والتي تعكس تطلعات الشعوب العربية، وذلك في مواجهة التحديات الراهنة، وشارك في تلك القمة عدد من القادة الزعماء العرب، إلى جانب ممثلين عن المنظمات الإقليمية والدولية.
الرئيس السيسي: مصر تصدت لتفريغ القطاع منذ اللحظات الأولى من الحرب
ترأس السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أعمال القمة العربية غير العادية، اليوم، وذلك بناء على طلب من دولة فلسطين، وذلك لمناقشة تطورات القضية الفلسطينية، وسبل دعم الشعب الفلسطيني.
وجاء في كلمه الرئيس السيسي بشأن القضية الفلسطينية: تأكيده على الواقع المؤلم الذي نعيشه في الوقت الحالي، سواء على الجانب العربي أو الإقليمي.
وأضاف السيسي: أنه ومنذ اليوم الأول من الحرب، سعت مصر إلى وقت إطلاق النار في القطاع بشتى الوسائل الممكنة، وأشار إلى أنه من نتائج حرب إسرائيل على غزة، هي تدمير كامل سبل الحياة بالقطاع، فضلا عن تهجير سكانه وهو ما تتصدى له مصر منذ الفترة الأولى لتلك الحرب.
الرئيس السيسي عن خطة الإعمار: شكلنا لجنة إدارية لإدارة قطاع غزة
وفي سياق متصل، قال الرئيس السيسي أن مصر عملت لتشكيل لجنة إدارية لإدارة القطاع، وذلك انطلاقا من خبرات الأعضاء، على جانب أخر، حذر الرئيس السيسي من استمرار الاعتداءات على المسجد الأقصى المستمرة، وعلى نتائج هذه الأفعال غير إنسانية.
وعلى جانب الدولة الفلسطينية، أكد الرئيس على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو 1967، وشدد أن القدس لم تكن أبدا مجرد مدينة تقع ضمن الحدود، بل هي رمز لهويتنا العربية، فضلا عن أهميتها لقضية العروبة، وشدد السيسي على أن العدوان الأخير على القطاع وما خلفه من دمار على الأصعدة، لهو وصمة عار على جبين الإنسانية.
الرئيس السيسي عن إعمار القطاع: مصر تدعو إلى الإعمار دون تهجير للشعب الفلسطيني مع الحفاظ على حقوق لإنشاء دولته
وبخصوص خطة الإعمار، أكد الرئيس خلال كلمته بالقمة العربية، أن مصر تدعو لاعتماد الخطة التي قدمتها لإعادة الإعمار، وذلك دون تهجير للشعب الفلسطيني، وتحفظ له حقه بالتالي، في إقامة دولته المستقلة، وأعرب عن أمله في استمرار جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في استمرار الجهود الحثيثة في وقف إطلاق النار في القطاع.
وتابع الرئيس السيسي: أننا عملنا بالتعاون مع الأشقاء في فلسطين على تشكيل لجنة من الفلسطينيين المستقلين لإدارة القطاع، مضيفا أن مصر تتولى تدريب كوادر أمنية فلسطينية، تتولى حفظ السلام بالمرحلة المقبلة.
وأضاف، أنه ورغم القسوة غير الإنسانية والتي مارست بالقطاع في الحرب الأخير، إلا وأنه يظل يقيننا ثابتا بصمود الشعب الفلسطيني، صمود يستحق احترام وتقدير الشعوب الحرة حول العالم.