الخميس 6 مارس 2025

ثقافة

نساء في الإسلام (5ـ 30)| أسماء بنت أبي بكر «ذات النِّطاقَين».. بطلة الهجرة وصانعة التاريخ

  • 5-3-2025 | 13:21

أسماء بنت أبي بكر

طباعة
  • همت مصطفى

في أروقة التاريخ وإشراقة الحضارة، تتلألأ صور «نساء الإسلام» كنجومٍ سطعت في سماء الإيمان والعطاء، خلدهن إيمانهن و مواقفهن القوية دفاعًا عن ديننا الحنيف ينشدون ثواب الآخرة والهدى للبشرية كلها فتركن أثرًا كبيرًا  محفوظًا في ذاكرتنا ووجداننا وهدى وبوصلة لنا في الطريق.


ومع بوابة «دار الهلال» في أيام شهر رمضان الكريم لعام 1446 هجريًا  نقدم كل يوم حلقة من سلسلة «نساء في الإسلام» لتأخذنا إلى عمق النفوس، حيث تتجسد شجاعة المرأة وعزمها في مواجهة تقلبات الزمان، في كل حلقةٍ، نكتشف حكاياتٍ نسجت بخيوط العزيمة والإيمان، رسمت بمسحاتٍ من النور ملامح الحضارة الإسلامية هنا، يتلاقى الجمال الروحي مع القوة الإنسانية، وتنبثق من رحم التحديات أروع معاني التضحية والكرامة، لتكون المرأة ركيزة لا غنى عنها في بناء حضارتنا وإرثها العريق.


و لقاءنا اليوم في خامس أيام رمضان 1446 هجريًا.. 5 مارس 2025 ميلاديًا  مع الصحابية..  أسماء بنت أبي بكر 

ولدت السيدة أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما قبل الهجرة بحوالي ثلاث وعشرين سنة، وهي أخت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، وأمّها هي قُتيلة بنت عبد العزّى العامريّة، وزوجة  سيدنا  الزبير بن العوام  رضي الله عنه، وأم عبد الله بن الزبير وعروة بن الزبير رضي الله عنهما، وكانت من أوائل الذين أسلموا، وآخر المهاجرات وفاةً.


عندما أمر  رسول الله  المسلمين بالهجرة إلى يثرب، كانت السيدة أسماء حامل في مولودها الأول، وعندما ذهبت إلى يثرب وضعت مولودها، فكانت أول امرأة تلد بعد الهجرة ، وقد فرح النبي بذلك كثيرًا وكذلك الصحابة، وكان ذلك من أجل القول الذي أشيع في ذلك الوقت، بأن اليهود قد سحروا المسلمين، فلا يولد لهم أي مولود ،وقد ذهبت السيدة أسماء إلى رسول الله بعبد الله، فقامت بوضعه في حجر رسول الله، وجاء ذلك في رواية أسماء حيث قالت:« عندما ذهبت إلى رسول الله  فوضَعْتُه في حَجرِه، ثمّ دعا بتمرةٍ فمَضَغَها، ثمّ تَفَل في فيهِ، فكان أولَ شيءٍ دخَل جوفَه رِيقُ رسولِ الله».

نطاقين في الجنة

عرف عن السيدة أسماء أنها لقبت بذات النطاقين، وكان ذلك  أثناء هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، فعندما أذن الله لنبيه وصاحبه أبي بكر بالهجرة، ذهبت السيدة أسماء لتعطي لهم الطعام والماء، ولكنها عندما همت أن تضعه فوق الناقة، لم يكن معها أي شيء لتربطه بها، فقامت بنزع النطاق الذي كانت تشد به حول وسطها، بحيث يتم رفع الثياب حتى لا تقع على الأرض، وقامت بتمزيقه إلى جزئيين، ثم قامت بربط الطعام والماء بكل جزء، وعندما رآها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، قال لها أبدلك الله بنطاقين في الجنة، ومنذ ذلك الوقت عرفت باسم ذات النطاقين.

من رواة الأحاديث النبوية

كانت السيدة أسماء بنت أبي بكر من الصحابيات الجليلات التي كانت تتخذ من الرسول أسوة حسنة، وكانت تنفذ كل ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله وكانت السيدة  أسماء من رواة الأحاديث النبوية، حيث روت عن النبي أكثر من 58 حديثًا، وكانت هناك بعض المواقف مع النبي التي كانت تتعلم منه وتسأله في الأمور التي تمر بها.

وأطلق على أسماء  بنت أبي بكر عدد من الصفات وهي الزوجة الصابرة، الأديبة العالمة، الأم المثالية، المرأة الكريمة، الورعة التقية.


توفيت السيدة أسماء بنت أبي بكر في عام 73 من الهجرة، في عمر يتجاوز 100 عام، رحم الله السيدة أسماء وجميع نساء الجليلات من المسلمين.

أخبار الساعة