الخميس 6 مارس 2025

تحقيقات

دور محوري للقاهرة.. سياسيون يوضحون أهم مخرجات ونتائج القمة العربية الطارئة

  • 5-3-2025 | 16:14

القمة العربية غير العادية

طباعة
  • أماني محمد

استضافت القاهرة القمة العربية غير العادية التي عقدت أمس بمشاركة قادة وزعماء الدول العربية، لبحث التطورات الخطيرة التي شهدتها القضية الفلسطينية خلال المرحلة الأخيرة، وأكد خبراء سياسيون أن القمة خرجت بمخرجات مهمة من بينها الخطة المصرية لإعادة الإعمار في قطاع غزة، موضحين أن الدور المصري فعال وحيوي فيما يخص القضية الفلسطينية واستمرار التهدئة في غزة. 

وصدر عن القمة بيان القاهرة الذي أكد عددا من القرارات من بينها التأكيد علي أن خيارنا الاستراتيجي هو تحقيق السلام العادل والشامل الذي يلبي جميع حقوق الشعب الفلسطيني، وخصوصا حقه في الحرية والدولة المستقلة ذات السيادة على ترابة الوطني على أساس حل الدولتين، وكذلك تكثيف التعاون مع القوى الدولية والإقليمية، بما في ذلك مع الولايات المتحدة الأمريكية، من أجل تحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة. 

وتضمنت القمة قرارا باعتماد الخطة المقدمة من مصر - بالتنسيق الكامل مع دولة فلسطين والدول العربية واستناداً إلى الدراسات التي أجريت من قبل البنك الدولي والصندوق الإنمائي للأمم المتحدة - بشأن التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة باعتبارها خطة عربية جامعة. 

مخرجات مهمة

ويقول الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن القمة العربية غير العادية، شهدت مخرجات مهمة ورسائل مهمة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، كان أبرزها التحذير الواضح من الاعتداءات على المسجد الأقصى، والتشديد على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لمعالجة الكارثة الإنسانية في قطاع غزة الذي عانى من ويلات العدوان الإسرائيلي طوال أكثر من 15 شهرًا. 

وأشار في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن القمة ركزت على الحل السياسي للأزمة الفلسطينية، حيث تم التأكيد على أن حل الدولتين هو المسار الأمثل لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وأن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية، موضحا أنها تناولت ضرورة تكاتف المجتمع الدولي لعلاج الأزمة الإنسانية في غزة، وأهمية وجود أفق سياسي لحل الدولتين لتحقيق الاستقرار.

وأضاف أن تناولت القمة التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر إعادة إعمار غزة خلال الشهر المقبل، وكذلك الخطة المصرية لإعادة الإعمار والتي تهدف إلى تنفيذ برنامج للتعافي المبكر وإعادة الإعمار، وإنشاء مناطق سكنية مؤقتة، بمشاركة مصرية ودولية، مع العمل على تشكيل لجنة فلسطينية مؤقتة لإدارة شؤون القطاع وإدارة مرحلة الإعمار.

وفيما يخص الحضور العربي، أوضح الدكتور بدر الدين أن القمة شهدت مشاركة واسعة رغم غياب بعض الدول على المستوى الرئاسي، إلا أن التمثيل الدبلوماسي كان حاضراً عبر رؤساء وزراء ووزراء خارجية، مضيفا أن الغياب لم يكن عن المشاركة ولكن المشاركة كانت بمستويات تمثيل مختلفة، لتؤكد القمة أهمية فكرة حل الدولتين كحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وأن السلام لا يتحقق بالقوة وكذلك رفض تهجير الشعب الفلسطيني.

أما عن الدور المصري، شدد بدر الدين على أن مصر تواصل جهودها الحثيثة لتهدئة الأوضاع في غزة، من خلال تحركاتها الإنسانية عبر تقديم المساعدات، وكذلك عبر المسار السياسي والدبلوماسي، حيث لعبت القاهرة دوراً محورياً في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، إلى جانب تنسيقها المستمر مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لتحقيق تقدم ملموس في هذا الملف.

وأكد أن مصر ستظل داعمة للقضية الفلسطينية، وتسعى دائماً للوصول إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وفقاً للمرجعيات الدولية.

خطة الإعمار أبرز المخرجات

أكد الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية، إن التنسيق العربي بشأن القضية الفلسطينية مستمر، وكان هناك اجتماعا غير عادي في السعودية على مستوى القادة والزعماء في فبراير الماضي، موضحا أن القمة العربية الطارئة التي عقدت في القاهرة أمس خرجت بعدة نتائج مهمة، أبرزها الاتفاق على خطة إعادة إعمار قطاع غزة بجدول زمني يتراوح بين ثلاث إلى خمس سنوات، بالإضافة إلى مناقشة مستقبل الإدارة الفلسطينية، حيث برز توجه نحو إنشاء سلطة فلسطينية جديدة.

وأوضح "عاشور"، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن وجود سلطة فلسيطينية خطوة جوهرية، نظراً لأن وجود حركة حماس في السلطة كان يستخدم كذريعة من قبل إسرائيل للتنصل من الهدنة واستمرار العمليات العسكرية، موضحا أن القمة نجحت في تحويل المبادرة المصرية إلى خطة دولية، بفضل مشاركة شخصيات بارزة مثل الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس المجلس الأوروبي، وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي، مما منحها زخماً دولياً.

وأضاف أن هناك عدة تحديات تواجه تنفيذ هذه الخطة، أهمها تمويل إعادة الإعمار حيث تم الإعلان عن إنشاء صندوق خاص، لكن لا يزال هناك حاجة لتحديد آليات التمويل، مضيفا أن التحدي الثاني هو الموافقة الإسرائيلية والفلسطينية إذ يتطلب التنفيذ موافقة إسرائيل وحركة حماس والمجتمع الدولي، الذي ينظر إلى هذه الخطوة من منظور سياسي أكثر من كونه إنسانياً.

ولفت إلى أن إيصال المساعدات أمر لا يزال يهدد الوضع في غزة، لأن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، مما يجعل استمرار الأزمة الإنسانية تحدياً حقيقياً، ويؤثر على أي جهود لإعادة الإعمار.

أما فيما يتعلق بالدور المصري، شدد أستاذ العلاقات الدولية على أن مصر لعبت دوراً محورياً منذ اللحظة الأولى، من خلال مسارين رئيسيين المسار السياسي والدبلوماسي عبر تحركات الرئيس عبد الفتاح السيسي ولقاءاته المتكررة مع القادة الدوليين والعرب، بالإضافة إلى التنسيق المستمر مع الأطراف الفاعلة في الأزمة، والمسار الإنساني من خلال تقديم المساعدات الإنسانية وفتح المعابر، مما يؤكد التزام مصر بدعم الشعب الفلسطيني وتخفيف معاناته.

وأشار إلى أن مصر استخدمت أدوات "القوة الناعمة" بذكاء لتقليل تأثير "القوة الصلبة"، كما لعبت دوراً رئيسياً في تشكيل الرأي العام الدولي بشأن الأزمة، وهو ما ظهر بوضوح في المظاهرات التي اندلعت في عدة عواصم عالمية دعماً للقضية الفلسطينية.

وفيما يخص التحركات الدولية، أوضح الدكتور بدر الدين أن مصر سعت إلى تعزيز موقفها من خلال عدة أبعاد، منها البعد الأوروبي حيث دعمت إسبانيا التحرك المصري وكانت من أوائل الدول الأوروبية التي اعترفت بفلسطين كدولة، مما شكل ضغطاً على الموقف الأوروبي ككل، تلاها اعتراف دول أوروبية أخرى بالدولة الفلسطينية مثل أيرلندا والسويد والنرويج.

وأضاف أنه فيما يخص البعد الإقليمي، فقد عملت مصر من خلال تعزيز التنسيق مع السعودية التي تلعب دوراً مهماً في التأثير على الموقف العربي والدولي، كذلك عملت مصر من خلال البعد الدولي بمشاركة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وهو ما ساهم في إعطاء زخم دولي للموقف المصري، مما أدى إلى كشف موقف المجتمع الدولي بين الدول الداعمة للقضية الفلسطينية والدول الداعمة للاحتلال، مؤكدا أن الأيام القادمة ستشهد ردود فعل حاسمة من الأطراف المختلفة، والتي ستحدد المسار المستقبلي لهذه القضية المحورية. 

حلول عاجلة

ومن جانبه، الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن القمة العربية الطارئة تبنت الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة، مما جعلها خطة عربية شاملة تهدف إلى التصدي لمخططات التهجير، والتأكيد على عدم وجود سلام حقيقي دون حل الدولتين، وهو ما أكد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته خلال القمة أمس.

وأضاف البرديسي، في تصريح لبوابة دار الهلال، أن الخطة المصرية تتضمن آليات واضحة لمعالجة التعقيدات في قطاع غزة، حيث تشمل حلولًا عاجلة، من بينها تمويل الإغاثة الغذائية المبكرة لمدة ستة أشهر بتكلفة تُقدّر بنحو 3 مليارات دولار، يليها مراحل إعادة الإعمار والتنمية، بإجمالي ميزانية تصل إلى 53  مليار دولار.

وأشار إلى أن الدول العربية أصبحت الآن قادرة على تقديم هذه الخطة إلى المجتمع الدولي، لاسيما إلى الإدارة الأمريكية، في ظل الترحيب الكبير الذي لقيته من شخصيات دولية بارزة، مثل رئيس المجلس الأوروبي، ورئيس منظمة التعاون الإسلامي، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي أعلن دعم الأمم المتحدة الكامل لهذه المبادرة.

وأكد البرديسي أن هذا التأييد الدولي الواسع يعكس مدى نجاح الخطة المصرية، وتكاملها، وعبقريتها في معالجة التحديات، بما يضمن تحقيق السلام والاستقرار وإعادة الإعمار دون تهجير، مما يمثل خطوة محورية نحو حل دائم وعادل في المنطقة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة