في إطار توجه الدولة نحو التحول الرقمي وتطوير منظومة الدعم، أعلنت وزارة التموين والتجارة الداخلية، بالتعاون مع وزارتي الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتأمين الصحي الشامل، عن إطلاق "الكارت الموحد"، وهو بطاقة ذكية متعددة الاستخدامات تتيح للمواطنين الاستفادة من الخدمات الحكومية المختلفة من خلال بطاقة واحدة.
مزايا الكارت الموحد وآلية عمله
يمثل "الكارت الموحد" خطوة محورية في تحقيق العدالة الاجتماعية والشمول المالي، حيث يتيح للمواطنين الاستفادة من التموين المدعم، والخدمات الصحية، والمعاملات المالية، وخدمات النقل، ضمن نظام رقمي متكامل يعتمد على تقنيات متطورة لضمان الشفافية والأمان.
وكشف الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، أن الكارت سيُمنح لكل مواطن مستحق للدعم، حيث سيتم تحميل المبلغ المخصص له مباشرة على البطاقة.
كما أشار إلى أن الحكومة تتحمل التكلفة الكاملة لإصدار الكارت، والتي تُقدر بحوالي 300 جنيه، ولن يُفرض على المواطن أي رسوم عند استخراجه لأول مرة.
وأضاف أن البطاقة التموينية التقليدية ستظل سارية لحين تعميم استخدام الكارت الموحد، لافتًا إلى أن الوزارة تتجه مستقبلًا نحو استبدال البطاقات التموينية بتطبيق إلكتروني على الهاتف المحمول، يتيح للمواطنين الحصول على الدعم والخدمات الحكومية بسهولة.
بدء التجربة في بورسعيد
تم إطلاق المرحلة التجريبية للكارت الموحد في محافظة بورسعيد، باعتبارها نموذجًا للتحول الرقمي المتطور، وذلك لتقييم الأداء وكفاءة تقديم الخدمات قبل تعميمه في باقي المحافظات.
وأكد مصدر مسؤول بوزارة التموين أن التجربة الأولية تهدف إلى تحليل أداء النظام، ورصد العقبات التي قد تواجه المواطنين، والعمل على تطويره بناءً على الملاحظات الميدانية.
كما أشار إلى أن مكاتب البريد في بورسعيد بدأت بالفعل في تسليم الكروت للمواطنين، حيث تم إصدار 500 ألف بطاقة جديدة، مع التأكيد على أن الاستخراج الأول مجاني، بينما سيتم فرض رسوم على بدل الفاقد أو التالف.
دور "الكارت الموحد" في تطوير الخدمات الحكومية
لا يقتصر "الكارت الموحد" على كونه بديلاً للبطاقة التموينية، بل يشمل أيضًا استخدامات متعددة مثل:
- خدمات التأمين الصحي
- صرف المعاشات وبرامج الحماية الاجتماعية مثل "تكافل وكرامة"
- دفع فواتير الخدمات الحكومية مثل الكهرباء والمياه
- استخدام وسائل النقل العام مثل المترو والقطارات
إجراء المعاملات المالية والمشتريات الإلكترونية
وفي إطار متابعة تنفيذ المشروع، عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعًا مع وزير التموين ومسؤولي الجهات المعنية، لمناقشة جهود حوكمة منظومة الدعم وضمان وصوله إلى مستحقيه. وشدد مدبولي على ضرورة تعزيز الأدوات التكنولوجية والرقابية لضمان دقة البيانات ومنع أي تسرب أو إساءة استخدام للدعم.
تحول رقمي شامل
ويمثل "الكارت الموحد" نقلة نوعية في تقديم الخدمات الحكومية، حيث يسهم في تبسيط الإجراءات، وضمان كفاءة إدارة الدعم، وتوسيع نطاق الشمول المالي، ومع نجاح التجربة الأولى في بورسعيد، يترقب المواطنون تعميم المنظومة على مستوى الجمهورية، لتصبح هذه البطاقة بوابة شاملة للتعاملات الحكومية الرقمية، مما يعزز جهود الدولة في بناء اقتصاد رقمي مستدام.