أكد يوسف إدوارد مدير الإعلام بالهيئة الإنجيلية ورئاسة الطائفة الإنجيلية أن المراهنات الإلكترونية واحدة من الظواهر التي تهدد استقرار الأفراد والمجتمعات، وأنها تُروّج للوهم بديلاً عن الواقع، مقدمةً نفسها كطريق مختصر للثراء السريع، بينما في حقيقتها تُحوِّل الطموح إلى مقامرة غير محسوبة العواقب.
وقال يوسف إدوارد - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط الجمعة- إن المسألة ليست مجرد خسائر مالية، بل تتجاوز ذلك إلى تأثيرات نفسية واجتماعية خطيرة، تصل إلى الإدمان، والانهيار الأسري، واستنزاف الموارد التي كان يمكن توظيفها في بناء مستقبل أكثر استقرارًا.
وتابع قائلاً ، تُشكل هذه الظاهرة تحديًا جوهريًا، لأنها تضعف ثقافة العمل والاجتهاد، وتنشر وهم النجاح السريع، مما يؤدي إلى تآكل قيم الإنتاج والابتكار، حين يصبح الربح العشوائي بديلاً عن التخطيط والالتزام، يتحول النجاح إلى مجرد احتمال، لا نتيجة طبيعية للجهد والمثابرة، هذا الخلل لا يؤثر على الأفراد وحدهم، بل ينعكس على المجتمع بأسره، حيث تتراجع منظومة القيم التي يقوم عليها أي اقتصاد مستدام.
ونوه إدوارد إلى أنه في مواجهة هذا التحدي، يتحمل رجال الدين والمجتمع مسئولية كبيرة في نشر الوعي، وترسيخ مفاهيم العمل الجاد والنجاح القائم على الاجتهاد، بدلاً من الرهانات الخطرة، مؤكدا أن التوعية الدينية والمجتمعية تلعب دورًا محوريًا في تحصين الشباب ضد هذه الأوهام، من خلال التأكيد على أن النجاح الحقيقي لا يُبنى بالمصادفة، بل بالصبر والمثابرة والاستثمار في الذات.
وأشار إلى أن مواجهة ظاهرة المراهنات الإلكترونية لا تقتصر على التحذير من مخاطرها، بل تستوجب خلق بيئة تقدم للشباب بدائل حقيقية، تدعم قدراتهم، وتوجه طاقاتهم نحو مسارات بنّاءة تُحقق لهم الأمان والاستقرار، فالمجتمعات لا تُبنى على الحظ، بل على العمل والإبداع، والرهان الحقيقي يجب أن يكون على العقول القادرة على التغيير، لا على احتمالات مجهولة لا تقود إلا إلى الخسارة.