الخميس 13 مارس 2025

عرب وعالم

«واشنطن بوست»: الأزمة الأمنية في باكستان تتفاقم مع اختطاف مسلحين قطارًا واحتجاز رهائن

  • 12-3-2025 | 21:11

باكستان

طباعة
  • دار الهلال

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الأزمة الأمنية في جنوب غربي باكستان تفاقمت للأسوأ بعدما دخلت المعركة بين المسلحين الانفصاليين والجنود الباكستانيين على قطار ركاب مختطف يومها الثاني، اليوم الأربعاء، حيث قُتل العشرات في اشتباكات، ويُعتقد أن عددًا غير معروف من الركاب لا يزالون محتجزين كرهائن لدى المسلحين.

وأوضحت الصحيفة، في سياق تقرير إخباري، إن الحكومة الباكستانية، التي تواجه أزمة أمنية متفاقمة في جنوب غرب البلاد المضطرب، أتخذت موقفًا متشددًا ولم تُعطِ سوى مؤشرات قليلة على نيتها التفاوض، حيث صرح رئيس الوزراء شهباز شريف، يوم أمس الثلاثاء، بأن "الإرهابيين الجبناء، الذين نفذوا هذا الهجوم الدنيء، لا يستحقون أي تسامح".

ورأت الصحيفة أن حادثة اختطاف القطار تمثل ضربة موجعة للقيادة العسكرية والمدنية الباكستانية، التي تُكافح من أجل تحقيق خططها لدمج المقاطعة الجنوبية الغربية المضطربة في الممر التجاري الباكستاني مع الصين. ويُعد ميناء جوادر في المياه العميقة جنوب بلوشستان عنصرًا أساسيًا في هذه الخطة.

ووفقًا لتقرير صادر عن معهد باكستان لدراسات السلام، ارتفعت هجمات المسلحين في ذلك الجزء من باكستان بنسبة تزيد عن 80% العام الماضي، مما أسفر عن مقتل أكثر من 320 شخصًا.

وقد تبنى جيش تحرير بلوشستان وحليفه الأيديولوجي، جبهة تحرير بلوشستان، معظم هذه الهجمات.

وقال المحلل الأمني ​​الباكستاني حسن عسكري رضوي إن هجماتهم جعلت أجزاء من المقاطعة "غير قابلة للحكم"، مضيفًا أن اختطاف القطار يوم الثلاثاء يُشير إلى "تحدٍّ أمني خطير لباكستان".

وأوقف مسلحون ينتمون إلى جماعة انفصالية بلوشية، جيش تحرير بلوش، قطار "جعفر إكسبريس" وصعدوا إليه في منطقة جبلية بإقليم بلوشستان يوم الثلاثاء. وقال مسؤولون في السكك الحديدية الباكستانية إنه يُعتقد أن أكثر من 350 شخصًا كانوا على متن القطار عندما اختُطف، من بينهم حوالي 150 من أفراد قوات الأمن.

وزعمت جماعة جيش تحرير بلوشستان في البداية أنها احتجزت حوالي 180 رهينة، مهددةً بقتلهم إذا ما جرت محاولة إنقاذ، وحثّت المسؤولين الباكستانيين على التفاوض بشأن تبادل الأسرى حيث منحت الجماعة الحكومة الباكستانية 48 ساعة للرد، وينتهي الموعد النهائي ظهر الخميس تقريبا.

وفي بيان صدر اليوم الأربعاء، هددت الجماعة بأنه "مع كل ساعة تمر بعد انتهاء المهلة، سيُعاقب خمسة رهائن" - وهي عبارة يُفهم على نطاق واسع أنها تعني إعدامهم. وأكد مسؤولون باكستانيون محليون أن الجماعة احتجزت رهائن، لكنهم قدروا أعدادهم بالعشرات.

وبعد اشتباكات عنيفة دارت ليلة أمس، صرح مسؤولون باكستانيون يوم الأربعاء بأنه تم تحرير 190 شخصًا ومقتل 30 مسلحًا، لكن وضع الرهائن لا يزال دون حل.

واتخذت الحكومة الباكستانية، موقفًا متشددًا ولم تُعطِ سوى مؤشرات قليلة على نيتها التفاوض كما اتهم مسؤولون باكستانيون اليوم الأربعاء المسلحين باستخدام النساء والأطفال كدروع بشرية على متن القطار المختطف - وهو ادعاء نفته الجماعة.

وقال محمد أشرف، أحد الركاب الذين أُطلق سراحهم، إن المسلحين سمحوا لبعضهم بالمغادرة بعد أن فصلوه هو وكبار السن والنساء والأطفال عن الركاب المتبقين. وقال لفرق التلفزيون الباكستاني: "كان الجو هادئًا للغاية - لكن كان الجميع في حالة خوف".

وغادر قطار جعفر إكسبرس كويتا، عاصمة بلوشستان، حوالي الساعة التاسعة صباحًا، وكان من المتوقع أن يجتاز معظم أنحاء إقليم البنجاب قبل أن يصل إلى بيشاور، عاصمة إقليم خيبر بختونخوا، بعد أكثر من 30 ساعة لكنه تعرض للهجوم بعد حوالي ثلاث إلى أربع ساعات من بدء الرحلة.

ويستقل العديد من المواطنين هذا القطار لأنه، بعد أشهر من تفاقم الحوادث الأمنية على طول الطرق السريعة في بلوشستان، كان يُنظر إليه على أنه آخر وسيلة نقل آمنة.

ووفقا للصحيفة، يحذر المحللون من أن التشدد في بلوشستان مدفوع، جزئيًا على الأقل، بمظالم أوسع نطاقا وأكثر شعورا بالفقر المتفشي والإهمال. ويرى الانفصاليون أن الحكومة - وشركاءها الأجانب - يستغلون الموارد الطبيعية الهائلة في المنطقة دون تحقيق فوائد تُذكر للمجتمعات المحلية.

وأعلن جيش تحرير بلوشستان مسؤوليته عن ما لا يقل عن 10 هجمات على أهداف صينية منذ عام 2017، بما في ذلك انفجار مميت في كراتشي في أكتوبر الماضي أسفر عن مقتل عاملين صينيين.

الاكثر قراءة