أكد سفير صربيا بالقاهرة ميروسلاف تشيستوفيش، أن العلاقات مع مصر تشهد عصرها الذهبي الثاني في أعقاب زيارة الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش للقاهرة عام 2024 ، وزيارة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لبلجراد في عام 2022، في أول زيارة لرئيس مصري منذ 35 عاما، والتي خلقت زخما قويا لتعزيز التعاون بين البلدين في كافة المجالات، فضلا عن زيارة سيدة صربيا الأولى تمارا فوتشيتش لحضور قمة الاستثمار العربي والإفريقي في أسوان في نوفمبر الماضي.
ونوه تشيستوفيش، في حوار خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم السبت إلى أهمية زيارة وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبد العاطي إلى بلجراد في يناير الماضي والتي بحث خلالها مع الرئيس فوتشيتش، نتائج الزيارتين التاريخيتين له وللرئيس عبد الفتاح السيسي .. موضحا أنه ن المتوقع زيارة رئيس وزراء صربيا لمصر، فضلا عن عقد اللجنة العليا المشتركة هذا العام، بجانب تبادل الزيارات لرجال الأعمال من الجانبين.
وأضاف أنه تم التوقيع على 25 اتفاقية للتعاون بين البلدين تشمل مجالات عديدة من أبرزها اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة، واتفاقية التجارة الحرة، وكذلك مذكرات تفاهم للتعاون في مجالات الجمارك وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والزراعة والري والبيئة والتعليم والثقافة والسينما والمتاحف، كما تم التوقيع على مذكرة تفاهم بشأن الإلغاء المتبادل للتأشيرات لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والرسمية والخاصة وخطة عمل للتعاون بين هيئة الاستثمار والمناطق الحرة ووكالة التنمية الصربية.
وعبر عن اعتقاده بأن اتفاقية التجارة الحرة سينتج عنها تضاعف التجارة الثنائية بمقدار خمس مرات، موضحا أن هذه الاتفاقية تنص على أن 70 في المئة من السلع سوف يتم تبادلها بدون جمارك، موضحا أن التبادل التجاري مع مصر بلغ 120 مليون دولار عام 2024 والميزان التجاري يميل نحو مصر.
وأكد تشيستوفيش أن هناك إمكانات تصدير القمح لمصر على غرار الدول الأخرى مثل روسيا ورومانيا وأوكرانيا، فضلا عن تصدير الذرة والتفاح والتوت الصربي، مشيرا إلى أن مصر تصدر لصربيا، البرتقال والمانجو والموز.
وقال إن عدد السائحين الصرب الذين يقضون أجازاتهم في مصر بلغ 80 ألف سائح، وإن بلاده تشجع على زيادة أعداد السائحين لمصر في ضوء استتباب الأمن وما حققته من أرقام قياسية بوصول عددهم إلى 16 مليون سائح عام 2024.
وأفاد بأن بلجراد تعد مصر بوابة لدخول إفريقيا وفتح أسواق للمنتجات الصربية في القارة، مضيفا أن غرفة التجارة الصربية تقدمت بمبادرة لفتح أول مكتب تمثيلي لها في القاهرة وهو الأول في القارة الإفريقية، ومشيرا إلى قرب فتح ناد لرجال الأعمال الصرب بالقاهرة سيضم أكبر شركات صربية، كما تعتزم كبرى الشركات الصربية فتح مكاتب تمثيل لها في مصر.
وأكد تشيستوفيش تطلع الشركات العاملة في مجال القمح في صربيا إلى البحث عن مراكز لتخزين منتجاتها في مصر لاستمرار تدفق هذه المنتجات لمصر وللدول الإفريقية.
وأكد أن بلاده تولي اهتماما كبيرا بتعزيز التعاون مع مصر في مجالات الزراعة والأدوية وتكنولوجيا المعلومات، في ضوء الرئاسة الحالية للمنتدى العالمي لتكنولوجيا المعلومات.. موضحا أن بلاده تمتلك قدرات في مجالات عديدة في تكنولوجيا المعلومات مثل الأمن السيبراني وألعاب الفيديو التي تعد الأفضل في العالم لافتا إلى زيارة وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عمرو طلعت لبلجراد العام الماضي والتي شهدت التوقيع على اتفاقية للتعاون في هذا المجال.
وأضاف أن الشركات الصربية العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي تستخدم التكنولوجيا المتطورة لزيادة الإنتاجية في مجال الزراعة وهذا يعد مجالا واعدا للتعاون مع مصر، مؤكدا استعداد بلاده لنقل التكنولوجيا في مجالي الزراعة وتنقية المياه .
وعن الطاقة، قال السفير الصربي " إننا نجري مباحثات مع مصر للتعاون في مجال الطاقة الجديدة و المتجددة من بينها الهيدروجين في ضوء سعينا لتنويع مصادر الطاقة، موضحا أن بلجراد تبني خطوط أنابيب تربطها بكافة خطوط الأنابيب مع دول أوروبية أخرى من بينها اليونان.
وأكد رغبة صربيا في أن تكون جزءا من شبكة الغاز التي تضم مصر وقبرص واليونان .. مشيرا إلى أن بلاده تتابع باهتمام كبير مشروع "جريجي" للربط الكهربائي مع أوروبا.
وبشأن الوضع في الشرق الأوسط ، ثمن السفير الصربي ، جهود مصر الدؤوبة من أجل استقرار المنطقة بخاصة وقف الحرب في غزة، فضلا عن دورها المحوري والفريد للتوصل إلى حل الدولتين على أساس القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، مؤكدا التزام بلاده بدعم القضية الفلسطينية، وأن بلجراد تعترف بدولة فلسطين على حدود عام 1967.
وأشار إلى أنه معتمد كسفير لصربيا لدى السلطة الفلسطينية، مؤكدا ضرورة احترام القانون الدولي ووحدة أراضي الدول الأخرى.
وقال سفير صربيا بالقاهرة ميروسلاف تشيستوفيش" إن صربيا قدمت 5ر3 مليون يورو من المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية لسكان قطاع غزة، فضلا عن الدعم المالي لمنظمات الأمم المتحدة .. معبرا عن أمله في استمرار اتفاق وقف إطلاق النار وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني والإفراج عن جميع الرهائن وإعادة إعمار غزة".