افتتح الجهاز القومي للتنسيق الحضاري برئاسة المهندس محمد أبو سعدة، تحت رعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، المعرض الاستيعادي مآذن وقباب من المحروسة، بقصر الأمير طاز، وفي ضوء ذلك عقد "التنسيق الحضاري" ندوة عنوانها "حكاوي المحروسة".
وتضمن المعرض الذي تم افتتاحه حوالي 110 صورة فوتوغرافية تستعرض فكرة وفلسفة بناء المآذن بالمساجد وكأنها آيادي مرفوعة للسماء بالدعاء ومكان إطلاق الدعوة لمواقيت الصلوات الخمس كل يوم.
وتحدث خلال الندوة د. محمد الكحلاوي رئيس اتحاد الآثاريين العرب وأستاذ التاريخ والآثار الإسلامية، الذي أسهب عن الليالي الرمضانية في حكايات المحروسة ومظاهر الاحتفال بالشهر الكريم التي ترسخت في عصر الدولة الفاطمية كالعمارة الفاطمية التي تبدأ بسور القاهرة الشمالي وباب الفتوح وباب زويلة ومنطقة بين القصرين بالمعز، والتي تتجلى فيها مظاهر الاحتفالات بحلول الشهر المعظم بعد ثبوت الهلال وتبشير الخليفة بنتيجة الرؤية وتوزيعه المنح والعطايا للرعايا ودق طبول المسحراتي لكل منطقة وإعلان الصيام، فكل مظاهر الاحتفالات الرمضانية كانت من نتاج الدولة الفاطمية بطقوسها التي لا تزال حكايتها والاحتفالات بها قائمة حتى الآن، أيضًا عرض احتفالات خروج كسوة الكعبة من القلعة في أول يوم شوال على خمس حوامل حتى تلحق الحج بمباركة الخليفة.
وشبه الكحلاوي مسجد عمرو بن العاص بالكعبة المشرفة بمصر حيث إنه المسجد الوحيد الذي بناه صحابة رسول الله ووصف مشهد صلاة التراويح به كالصلاة في الحرم المكي، وله نفس الروحانيات والإجلال، وأشار إلى صلاة العيد وطقوسها الفريدة التي توارثناها من العهد الأموي وحكى حكاية مدفع الإفطار التي كانت صدفة ولاقت استحسان المصريين ولا تزال حتى يومنا هذا، واستعرض الكحلاوي أيضًا التطور العمراني للقاهرة التاريخية الفاطمية الشامخة حتى الآن وعرض لقصة بناء قصر الأمير طاز مقر الندوة وحاكمه ومراحل تطوره وإعادة إحيائه.
من جهته تحدث الدكتور أيمن فؤاد المؤرخ والمفكر المصري المتخصص في التاريخ والحضارة العربية الإسلامية عن القاهرة التي هي رابع العواصم الإسلامية لمصر بعد الفسطاط للقائد عمرو بن العاص ثم العسكر بقدوم الدولة العباسية ثم العاصمة التي بناها احمد بن طولون التابعة لمدينة القطائع للدولة العباسية ثم العاصمة التي بناها جوهر الصقلي وهي أول مدينة مسورة بأسوار وبوابات بناها أمير الجيوشي الجمالي وتبدأ بسور القاهرة الشمالي وباب النصر، مرورًا بمسجد الحاكم بأمر الله ثم تم بناء القصرين بشارع المعز وبينهم مجموعة الناصر قلاوون ومسجد أحمد بن طولون مرورًا بباب زويلة ومئذنتيه.
وأضاف فؤاد أن مدينة القاهرة هي المدينة الوحيدة التي بها آثار وطرز معمارية تراثية إسلاميه في العالم ولا بد من الحفاظ عليها وإدراجها على قائمة السياحة العالمية.
أدار الندوة الإعلامي الدكتور جمال الشاعر الذي أوضح أن مصر بها تنوع ثقافي وطرز معمارية متنوعة ومبهرة ومحمية ومحفوظة من التاريخ بعلامتين النصر التي حباهم الله لهما.
كما تناول المتحدثون الأهمية التاريخية والمعمارية للمآذن والقباب في مصر، ودورها في تشكيل الملامح البصرية للقاهرة التراثية، وأوضح رئيس الجهاز أن ثراء التراث المعماري المصري وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الحفاظ على الطابع العمراني المميز للقاهرة التاريخية القلب النابض للمدينة الحية التي ما زالت صامده بعمرانها وتراثها المعماري المتميز والتي يتم الحفاظ عليها وإحيائها من خلال المبادرات التي طرحها الجهاز والتي تعمل على تكاتف كل المصريين من خلال مبادرة "تراثنا هويتنا فلنحمه معا ".
شهد الندوة قيادات وزارة الثقافة، كما شهد حفل الافتتاح مجموعة من أساتذة الآثار والعمارة والتاريخ من مختلف جامعات مصر ولفيف من المهتمين وعاشقي التراث بمصر.
وتتميز مدينة القاهرة بالتنوع الهائل بالمآذن عن أي مدينة إسلامية أخرى بالعالم الإسلامي حتى أطلق عليها مدينة الألف مئذنة.


.