الثلاثاء 18 مارس 2025

تحقيقات

فتاوي رمضان| هل الصيام في شدة الحرّ له ثواب أكبر؟ وما حكم النوم كثيرًا وترك الصلاة ومشاهدة الأفلام؟

  • 18-3-2025 | 12:40

فتاوي رمضان

طباعة
  • محمود غانم

أجاب الأزهر الشريف عن مجموعة من الأسئلة الفقهية المتعلقة ببعض القضايا الهامة التي تشغل الصائمين في شهر رمضان المبارك، مؤكدًا إجابته بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة النبوية، مصحوبة بشرح مفصل.

فتاوي رمضان

وفي إجابة على هل الصيام في شدة الحرّ له ثواب أكبر من الصوم في الأيام العادية؟، يوضح الأزهر الشريف، أن الصوم من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله -سبحانه وتعالى- فمن صام لله يومًا واحدًا إيمانًا واحتسابًا باعده الله عن النار سبعين سنة، فعن أبي هريرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، بَعَدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا».

وأكمل الأزهر: وعن أبي موسى قال:«خرجنا غازين في البحر، فبينما نحن والريح لنا طيبة والشراع لنا مرفوع، سمعنا مناديًا ينادي: يا أهل السفينة، قفوا أُخبركم، حتى والى بين سبعة أصوات، قال أبو موسى: فقمت على صدر السفينة فقلت: من أنت؟ ومن أين أنت؟ أما ترى أين نحن؟ وهل نستطيع وقوفًا؟ قال: فأجابني الصوت: ألا أُخبركم بقضاء قضاه الله -تعالى- على نفسه؟ قلت: بلى أَخبرنا، قال: فإن الله تعالى قضى على نفسه أنه من عطش نفسه لله -تعالى- في يوم حار كان حقًا على أَنْ يَرْوِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ: فَكَانَ أَبُو مُوسَى يَتَوَخَّى ذَلِكَ الْيَوْمَ الْحَارَّ الشَّدِيدَ الْحَرِّ الَّذِي يَكَادُ يَنْسَلِخُ فِيهِ الْإِنْسَانُ فَيَصُومُهُ»، وعلى هذا فإن أجر الصيام عظيم، ولكنه في شدة الحر يكون أعظم أجرًا.

 

ما حكم النوم كثيرًا في نهار رمضان من أجل عدم الشعور بمشقة الصيام؟

أجاب الأزهر، أنه إذا نام الإنسان أثناء الصيام فإن صومه صحيح، ولا علاقة لصحة الصوم بكثرة النوم أو قلته في النهار، إلا أن أهل العلم كرهوا كثرة النوم لما يُفوته على الإنسان من الأعمال الصالحة في نهار رمضان، أما إذا لم يؤدِ النوم لفوات العبادة كالصلاة مثلًا، فلا شيء في ذلك.

 

ما حكم من يترك الصلاة في رمضان؟

أكد الأزهر الشريف، أنه لا يجوز لمسلم أن يترك الصلاة، لا سيما أن وعيد الله -تعالى- ورسوله الله لمن تركها وفرّط فيها شديد؛ قال الله -تعالى-: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ) (الماعون: ٤-٥)، وقال الله -تعالى-: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: ١١٤]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «... والصلاة نور...».

وأوضح أن هذا مع العلم بأن العبادات المفروضة لا يتعلق قبول أحدهما على قبول الآخر؛ لأن لكل منهما أركانها وشروطها الخاصة بها، حيث إن أداها المسلم على الوجه الصحيح مع تركه لغيرها من العبادات، فقد أجزأه ذلك وبرئت ذمته من جهتها، ولكنه يأثم لتركه أداء العبادات الأخرى.

وبناء عليه، فإن من صام وهو لا يصلي، فصومه صحيح، ولكنه أثم شرعًا من جهة تركه للصلاة، ومرتكب بذلك لكبيرة من كبائر الذنوب، ويجب عليه أن يبادر بالتوبة إلى الله -تعالى- وإقامة الصلاة، كما جاء في فتوى الأزهر.

 

هل مشاهد الأفلام في رمضان على سبيل التسلية يؤثر ذلك على الصيام؟

أجاب الأزهر، قال -تعالى-:{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}، (البقرة: 185)، وقد أمرنا الله بحفظ الجوارح من سمع وبصر وفؤاد، قال -تعالى-:{وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا، (الإسراء: 36).

وتابع: حفظ الجوارح وغض البصر والكف عن مشاهدة المحرمات واجب في رمضان وفي غير رمضان، هذا بالإضافة إلى أن شهر رمضان بالأساس شهر لغذاء الروح، والتي يجب أن تسمو فيه وترتقي وتعلو؛ بيد أن مشاهدة الأفلام الاجتماعية والمسلسلات على سبيل التسلية ليست ناقضة للصيام ما لم تكن مضيعة لفرض أو واجب أو مؤدية إلى الإخلال بغذاء الروح في شهر الروح، فتكون ناقضة لكمال الصيام.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة