ضمن برنامج المركزي لليالي رمضان الثقافية والفنية، الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، استضاف الصالون الثقافي بقصر الإبداع الفني بمدينة السادس من أكتوبر، في دورته الخامسة، الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، في لقاء بعنوان "العبادات في رمضان بين الفريضة والسنة"، في إطار احتفالات وزارة الثقافة بالشهر المبارك.
أقيم اللقاء بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، وأدارته نورا كرامة، مدير القصر، بحضور قدرية حسن، مشرف الصالون، إلى جانب عدد كبير من المثقفين ورواد القصر.
استهل "الهلالي" حديثه بتوضيح مفهوم الفقه في الدين، ودور العلماء في تفسير القرآن، مشيرا إلى أن الإمام الطبري كان أول من فسّر القرآن الكريم.
كما تناول تفصيليا نشأة المذاهب الفقهية، موضحا أن الإمام أبو حنيفة أسس أول مدرسة فقهية، ثم توالت بقية المذاهب، مؤكدا أن هذا التنوع الفقهي يمثل رحمة من الله للعباد.
كما تطرق اللقاء لحديث عن عدة موضوعات مهمة منها: حكم الإفطار أثناء الحمل وكيفية القضاء، ليلة القدر، المواريث، زكاة الفطر وأحكامها.
كما شهد اللقاء نقاشات حول الفرق بين الفريضة والسنة، وما يجب اتباعه خلال الشهر الكريم، وأشار الهلالي أن الأصل في العبادات هو المبادئ وليست الأحكام، فالأحكام تتغير، أما المبادئ فتبقى ثابتة.
وتواصلت الفعاليات بفتح باب المداخلات من قِبل الحضور، وطرحت قدرية حسن سؤالا عن فضل العشر الأواخر، كما استفسر أحد الحاضرين عن حكم إخراج الزكاة من أموال ذات مصدر غير مشروع، فأجاب "الهلالي" بأن متلقي الزكاة لا يُحاسب على مصدرها، بل يتعلق الأمر بين مُخرج الزكاة وربه.
وبسؤاله عن سبب إتمام الزواج على مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان، رغم تعدد المذاهب، أوضح "الهلالي" أن المذاهب الأربعة انتشرت قديما في مناطق مختلفة، فكان المذهب الشافعي في شمال مصر ودمشق، والمالكي في المدينة المنورة والمغرب العربي وصعيد مصر، والحنفي في العراق وشرق آسيا، والحنبلي في الجزيرة العربية، ونتيجة غياب القوانين والمحاكم الشرعية في الماضي، ظهرت الحاجة إلى توحيد القضاء، فتم الاعتماد على المذهب الحنفي باعتباره الأكثر انتشارا.
وفي ختام اللقاء أشاد الدكتور سعد الدين الهلالي بدور وزارة الثقافة ممثلة في الهيئة العامة لقصور الثقافة وقصر الإبداع للحرص على نشر الفكر الإيجابي، وأكد أهمية الدعاء في هذه الأيام المباركة لكونه من أعظم العبادات التي تقرب العبد من ربه.
جاء اللقاء ضمن فعاليات الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، برئاسة د. حنان موسى، والإدارة العامة للقصور المتخصصة، برئاسة د. منى شعير، وذلك ضمن جهود قصر الإبداع الفني لتعزيز الوعي الثقافي خلال شهر رمضان المبارك.
وأعدت الهيئة العامة لقصور الثقافة برنامجا مكثفا لاحتفالات ليالي رمضان الثقافية والفنية، يشمل أكثر من 1640 فعالية كبرى في 11 موقعا مركزيا بالقاهرة والأقاليم، بالإضافة إلى أكثر من 3000 فعالية ثقافية وفنية في مختلف المواقع الثقافية بالمحافظات.