كشف الأزهر الشريف عن الحكم الشرعي في مجموعة من الأسئلة الفقهية المتعلقة بالصيام في شهر رمضان، داعمًا إجابته بالأدلة الشرعية من القرآن والسنة.
فتاوي الصائمين
أثناء تناولي السحور أذن الفجر وفي فمي بعض الطعام.. ماذا أفعل؟
أجاب الأزهر الشريف: يتعين على الصائم الامتناع تمامًا عن الطعام متى أذن لصلاة الفجر، فإذا دخل وقت صلاة الفجر امتنع عن الأكل والشرب حتى لو كانت اللقمة في فمه؛ لأن وقت الصوم يبدأ بطلوع الفجر، فقد روى الإمام البخاري في صحيحه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أرشد الصحابة أن يأكلوا ويشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم الذي كان يؤذن لصلاة الفجر، وأما الحديث الشريف: «إِذَا سَمِعَ أَحَدُكُمُ النِّدَاءَ وَالْإِنَاءُ عَلَى يَدِهِ، فَلَا يَضَعْهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ مِنْهُ»، قال أبو حاتم: «هذا الحديث ليس بصحيح».
ويوضح الأزهر، أنه على فرض صحة هذا الحديث، فقد حمله العلماء على الأذان الأول، الذي يؤذن بليل وليس الفجر، أما الأذان الثاني (أذان طلوع الفجر الحقيقة) فلا يحل الأكل بعده.
ماذا يفعل من صام في بلد ثمانية وعشرين يومًا فانتقل إلى بلد عيد أهله؟
يوضح الأزهر، أن من صام في بلده ثم انتقل إلى بلد عيد أهله يعيّد معهم، فإن كان مجموع ما صام تسعة وعشرين يومًا فلا شيء عليه، وإن كان مجموع ما صام ثمانية وعشرين وجب عليه قضاء يوم؛ لأن الشهر لا يكون ثمانية وعشرين.
أيهما أفضل في نهار رمضان: قراءة القرآن أم صلاة التطوع؟
بيّن الأزهر، أن على المسلم أن يجعل لنفسه برنامجًا لقراءة القرآن في رمضان، فإذا أتم ورده، اشتغل بغيره من الطاعات، ومنها صلاة النافلة، والصلاة تسمى قرآنًا لأن غالب ما فيها قراءة للقرآن، قال الله -تعالى-:{أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}.
ما حكم من يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام فيرمضان.. هل يقبل صيامه؟
أفتى الأزهر، بأن صيامه صحيح، إلا أنه لم يحقق معنى من معاني الصيام، وهو تهذيب النفوس، وحب الناس، والرحمة، والرأفة التي يجب أن يتصف بها الصائم.
هل الزواج في رمضان حرام؟
يقول الأزهر، إنه ليس في الشريعة أي نهي عن الزواج في رمضان لذات رمضان ولا في غيره من الأشهر، بل الزواج جائز في أي يوم من أيام السنة، لكن الصائم في رمضان يمتنع عن الطعام والشراب والجماع من الفجر إلى غروب الشمس، فإن كان يملك نفسه ولا يخشى أن يفعل ما يفسد صيامه، فلا حرج عليه من الزواج في رمضان.
وتابع: والظاهر أن الذي يريد أن يبدأ حياته الزوجية في رمضان -غالبًا- لا يستطيع الصبر عن زوجته الجديدة طوال النهار، فيخشى عليه من الوقوع في المحظور وانتهاك حرمة هذا الشهر الفضيل، فيقع في الإثم الكبير، مع وجوب القضاء والكفارة المغلظة.
ونصح الأزهر، السائل إذا خشي ألا يملك نفسه، أن يؤجل زواجه إلى ما بعد رمضان مباشرة، وليشغل نفسه في رمضان بالعبادة وتلاوة القرآن وقيام الليل، ونحو ذلك من العبادات.