تربية الأطفال على الثقة بالنفس أمر مطلوب ومهم، ولكن هناك خط رفيع بين تعزيز الثقة وتحويلهم إلى أفراد يشعرون بالاستحقاق والتفوق غير المبرر، وذلك بسبب بعض العادات التي يتبعها الأهل دون وعي، ما يؤدي إلى نشأة أبناء مدللين ومتغطرسين يعتقدون أن العالم يدين لهم بمعروف، وفيما يلي نستعرض أهم العادات الشائعة التي تؤدي إلى تربية أولاد متغطرسين وفقا لما نشر على موقع " geediting"
1- الإفراط في تلبية طلبات الأطفال:
غريزة الأهل الطبيعية تدفعهم إلى منح أطفالهم كل ما يرغبون فيه، إلا أن الإفراط في ذلك يؤدي إلى مشكلة خطيرة، لأن الأبناء الذين يحصلون دائمًا على كل ما يريدونه دون قيود أو تأخير قد يكبرون بشعور بالاستحقاق، ويعتقدون أن الحياة ستلبي رغباتهم بشكل دائم، ومن المهم أن يجد الأهل توازنًا بين تلبية احتياجات الأطفال وتعليمهم قيمة الصبر والعمل الجاد لتحقيق ما يرغبون فيه.
2- عدم تعليم الأطفال تحمل المسؤولية:
تجنب تكليف الأطفال بأي مسؤوليات أو أعمال منزلية قد يؤدي إلى تربيتهم على الاعتماد على الآخرين وعدم إدراك أهمية المشاركة المجتمعية، ولذلك يعد تعليمهم تحمل المسؤولية منذ الصغر، مثل تنظيف غرفهم أو المساعدة في إعداد الطعام، أمر يعزز شعورهم بأنهم جزء من منظومة أكبر ويؤهلهم لتحمل مسؤولياتهم في المستقبل.
3- تجنب فرض العواقب على الأفعال الخاطئة:
الأطفال الذين يكبرون دون مواجهة عواقب أفعالهم قد يطورون شخصية نرجسية، كما أشارت دراسات علمية، حماية الأطفال باستمرار من نتائج تصرفاتهم تُفقدهم فهم مفهوم "السبب والنتيجة"، لذلك، يجب على الأهل تعليم أطفالهم أن لكل فعل عواقب، سواء إيجابية أو سلبية، مما يغرس فيهم حس المسؤولية والمحاسبة.
4- الثناء المبالغ فيه وغير المبرر:
مدح الأطفال أمرٌ مهم، ولكن عندما يتحول إلى ثناء مبالغ فيه على كل صغيرة وكبيرة، فإنه يُولد لديهم شعورًا زائفًا بالتفوق، ويجعلهم يعتقدون أنهم يستحقون معاملة خاصة دائمًا، ولذلك لابد من تقديم الثناء بشكل متوازن، وتقدير الجهد الحقيقي بدلاً من مدح النتائج فقط، لتعليمهم أن النجاح يتطلب المثابرة والعمل الجاد.
5- منع الأطفال من الفشل:
من الطبيعي أن يرغب الأهل في حماية أطفالهم من الفشل وخيبات الأمل، إلا أن هذا قد يؤدي إلى عرقلة نموهم العاطفي وتطوير قدرتهم على مواجهة التحديات، لأن الفشل يُعتبر درسًا مهمًا يعلم الأطفال الصمود والمثابرة.
6- إهمال تعليم التعاطف:
إذا لم يتم تعليم الأطفال التعاطف مع الآخرين، فقد يكبرون معتقدين أن احتياجاتهم أهم من حولهم، ولذلك لابد من تدريب الأطفال على وضع أنفسهم في مكان الآخرين وفهم مشاعرهم، يتعلمون أن العالم لا يدور حولهم فقط، مما يعزز لديهم قيم الاحترام والإنسانية.
7- الدفاع عنهم دائمًا حتى عندما يكونون مخطئين:
تدخل الأهل المستمر للدفاع عن أطفالهم في كل موقف قد يؤدي إلى تربيتهم على الاعتقاد بأنهم دائمًا على حق، وأن الآخرين هم المخطئون، و من الضروري تعليم الأطفال الاعتراف بأخطائهم وتحمل نتائجها، مما يجعلهم أكثر تواضعًا واستعدادًا للتعلم والتطور.
8- عدم وضع حدود واضحة:
الحدود تمنح الأطفال شعورًا بالأمان وتعلمهم احترام الآخرين، والذين يكبرون دون قيود أو حدود قد يعتقدون أنهم يستطيعون فعل ما يحلو لهم دون مراعاة مشاعر أو حقوق الآخرين، وضع حدود واضحة ومراعاتها يعزز لديهم فهم أهمية احترام القواعد والأنظمة، ويهيئهم للتكيف مع العالم الخارجي.