اعتبرت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية أن الاتحاد الأوروبى هو الضحية الرئيسية فى الحرب التجارية بين العملاقين الولايات المتحدة الأمريكية والصين.
وقالت الصحيفة فى افتتاحيتها اليوم إن الرئيس الصينى شى جين بينج استشهد خلال زيارته الرسمية الثالثة لفرنسا فى مايو الماضى بحكمة للفيلسوف الصينى كونفوشيوس تقول :"إن الحكيم يقف فى الوسط دون أن يميل على جانب أو آخر" .. والآن وبعد أقل من 24 ساعة من تعرض وول ستريت لأحد أسوأ الأيام فى تاريخها ، يأتى الرد الصينى على الرسوم الجمركية التى أعلنها ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية بنفس القوة بنسبة 34% .
وأضافت ان الضحية الرئيسية فى هذه الحرب التجارية غير المنضبطة بين العملاقين قد يكون طرفا ثالثا وهو الاتحاد الأوروبى .. فمع اعتماد الاف الشركات الأوروبية على السوق الأمريكية ومئات الملايين من المستهلكين المعرضين للإغراق الصينى ، تقع أوروبا بين نارين والمستثمرون على يقين من ذلك .
ففى أسبوع واحد ، خسر مؤشر "ستوكس" للأسهم الأوروبية أكثر من 8 % .. وعلى شاشات أسواق الأوراق المالية ، اللون الأحمر فى كل مكان معلنا دمارا فيما يتصل بالوظائف وإغلاق المصانع والمشاريع التى لن ترى النور فى فرنسا وغيرها من الدول .
وقالت "ليبراسيون" إنه تم الاعلان عن تشكيل "مجلس صناعى وطني" يوم الثلاثاء القادم فى بيرسى لمعالجة ما وصفه وزير الصناعة مارك فيراسى بأنه وضع " استثنائى ومقلق للغاية ".
وفي هذا السياق، حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بروكسل من احتمال تدفق هائل للسلع الصينية إلى أوروبا، وهو ما ترفضه واشنطن.
وتساءلت الصحيفة : ولكن إذا استطاعت الصين أن تظل سيدة مصيرها، فهل تستطيع فرنسا أن تفعل ذلك؟ وقالت : ربما يكون من الحكمة انتظار التحولات التالية في الولايات المتحدة، حيث رفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أمس الجمعة خفض أسعار الفائدة خوفا من الركود، واستمر الدولار، الذي كان في يوم من الأيام ملاذا آمنا، في التراجع .
واختتمت "ليبراسيون" افتتاحيتها بالقول إن الصبر أيضا علامة على الشجاعة السياسية، مع كل الاحترام لـ"كونفوشيوس".