تسلط القمة الثلاثية بين مصر والأردن وفرنسا، المقرر لها غدًا الاثنين، للتباحث حول الأوضاع الخطيرة في الأراضي الفلسطينية، الضوء على قمة عام 2021، التي عقدت بين هذه البلاد، في ذات الشأن، وظروف مماثلة كذلك، ما يكسب التعرف عما أثمرت عنه هذا اللقاء الأهمية في هذا الوقت، في ضوء ترقب أخرى مماثلة لها.
وقد أسفرت هذه القمة من قبل عن تأكيد مصري أردني فرنسي، على مقترح حل الدولتين استنادًا إلى القانون الدولي، باعتبار أن المحددات المتفق عليها، وهو الحل الوحيد الذي من شأنه تلبية تطلعات كل من الإسرائيليين والفلسطينيين بشكل دائم.
قمة 2021
وقد استضاف قصر الإليزيه في العاصمة الفرنسية باريس، في مايو 2021، قمة ثلاثية، وذلك مع كلٍ من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، والملك عبد الله الثاني بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، حول تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، في ظل تصعيد إسرائيلي طال مختلف هذه الأراضي، في ذلك الوقت.
وجاءت هذه القمة بهدف بلورة تحرك دولي مشترك من قبل الدول الثلاث لوقف العنف ولاحتواء التصعيد الخطير في الأراضي الفلسطينية، الذي أدى إلى تفاقم الوضع الإنسانى والمعيشي داخل قطاع غزة، بالإضافة إلى تداعياته السلبية على السلم والأمن الإقليميين.
وعقدت هذه القمة بمبادرة من الرئيس الفرنسي، بما يتسق مع التشاور والتنسيق المنتظم ما بين مصر والأردن وفرنسا تجاه قضايا المنطقة، خاصة الوضع في الأراضي الفلسطينية.
وفي القمة، أكد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أنه لا سبيل من إنهاء الدائرة المفرغة من العنف المزمن واشتعال الموقف بالاراضى الفلسطينية إلا بإيجاد حل جذري عادل وشامل للقضية الفلسطينية يُفضي إلى إقامة دولة فلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية، يعيش ويتمتع بداخلها الشعب الفلسطيني بكامل حقوقه المشروعة كسائر شعوب العالم.
وشدد الرئيس علي خطورة تداعيات محاولات تغيير الوضع الديموجرافى لمدينة القدس، وهي المحاولات التي تستوجب الوقف الفوري.
وجاءت هذه القمة في خضم عدوان إسرائيلي ضد قطاع غزة، بجانب تصعيد إسرائيلي في الضفة الغربية، وذلك على إثر محاولات إسرائيلية إخلاء سبع عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح في الجانب الشرقي من البلدة القديمة في القدس لإسكان مستوطنين، وما أعقب ذلك من اقتحام آلاف من جنود الشرطة الإسرائيلية -في عمليةٍ استفزازيةٍ- باحات المسجد الأقصى واعتدوا على المصلين، ما أدى إلى تفجر الأوضاع في مختلف الأراضي الفلسطينية.
رؤى مشتركة
وقد عقد اجتماعًا تنسيقيًا على مستوى وزراء خارجية هذه البلاد، في يونيو من نفس العام، بغرض دفع الجهود المُنسَقة بخصوص خطط البلاد الثلاثة لمعالجة الأزمة الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، ولا سيما في قطاع غزة.
وإضافة إلى ضرورة وجود استجابة إنسانية فورية، شددت هذه الدول على ضرورة وقف جميع الإجراءات الأحادية التي تقوض حل الدولتين وفرص التوصل للسلام، وكذا ضرورة الحفاظ على الوضع الراهن للأماكن المقدسة.
وجددوا التأكيد على التزامهم بحل الدولتين استنادًا إلى القانون الدولي، والمحددات المتفق عليها، وهو الحل الوحيد الذي من شأنه تلبية تطلعات كل من الإسرائيليين والفلسطينيين بشكل دائم، حسب ما أفاد به بيان صادر عن وزراء الخارجية المصرية.
القمة المصرية الأردنية الفرنسية
وينتظر أن تشهد القاهرة -غدًا الاثنين- عقد قمة ثلاثية بحضور السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وملك الأردن عبد الله الثاني، للتباحث حول تطورات الأوضاع في قطاع غزة.
وتتوافق رؤى هذه الدول في دعم جهود حل الدولتين، بما يفضي إلى قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، كون ذلك السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم في المنطقة.
وسيصبح استئناف إسرائيل حربها في قطاع غزة الشغل الشاغل لهذه القمة، حيث تتوافق هذه الدول على ضرورة التوصل إلى اتفاق وقف دائم لإطلاق النار هناك، يعقبه البدء في عملية إعادة الإعمار، في ضوء الخطة المصرية المدعومة دوليًا.