الأحد 13 ابريل 2025

عرب وعالم

الصحف الفرنسية تبرز توافق الموقفين المصري والفرنسي بشأن القضية الفلسطينية

  • 8-4-2025 | 13:01

الرئيس السيسي ونظيره الفرنسي

طباعة
  • دار الهلال

اهتمت الصحف الفرنسية الصادرة، اليوم /الثلاثاء/، بالنتائج المثمرة للمباحثات المصرية الفرنسية التي جرت بالأمس بين السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون على الصعيدين العربي والثنائي، والتي أبرزت توافق الموقفين المصري والفرنسي بشأن القضية الفلسطينية.

فمن جانبها.. تحدثت صحيفة "لوفيجارو"- في البداية- عن الاستقبال الحافل للرئيس الفرنسي بنيران المدفعية لدى وصوله إلى قصر الاتحادية.

وقالت "لوفيجارو"، إن ماكرون أكد للرئيس المصري رفضه لخطة الرئيس الأمركي دونالد ترامب لتحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" غير المتوقعة، ونقلت عن ماكرون قوله مع السيد الرئيس السيسي: "نحن نعارض بشدة أي نقل للسكان وضم غزة والضفة الغربية". وأضاف أن "هذا سيشكل انتهاكا للقانون الدولي وتهديدا خطيرا لأمن المنطقة بأكملها، بما في ذلك أمن إسرائيل". وكان هذا تذكيرا واضحا في اليوم الذي بدأ فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارته إلى واشنطن للقاء حليفه دونالد ترامب.

وأشارت "لوفيجارو" إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي ـ الذي يواجه ضغوطا أمريكيةـ أعد خطة بديلة لإعادة إعمار القطاع الفلسطيني، والتي أقرتها الدول العربية في قمة عقدت في الرابع من مارس على ضفاف النيل .. وأكد إيمانويل ماكرون أن هناك "خطة واقعية" تدعمها فرنسا، من شأنها أن "تفتح الطريق أمام حكم جديد" في قطاع غزة الذي مزقته ثمانية عشر شهراً من القصف الإسرائيلي (أكثر من 40 ألف قتيل).

أما صحيفة "لوموند" الفرنسية فقد أبرزت أيضا استقبال السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي لنظيره الفرنسي بوابل من طلقات المدفعية، ثم تطرقت إلى القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفرنسية، والتي بدت ـ حسبما قالت ـ تغلب عليها قلق مشترك يمليه الموقف الحالي في الأراضي الفلسطينية، ومطالبتهم باستئناف تسليم المساعدات الإنسانية التي أوقفتها إسرائيل منذ الثاني من مارس ثم وضع حد في أسرع وقت ممكن للضربات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، بعد ثلاثة أسابيع من انتهاك الدولة العبرية لوقف إطلاق النار.

وقالت إنه في أعقاب اجتماعهم، أجرى القادة الثلاثة- اتصالا هاتفيا- مع دونالد ترامب لعرض مواقفهم، قبل أن يستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي في البيت الأبيض. وتركزت المناقشات، بحسب بيان الإليزيه، على "السبل الكفيلة بتأمين وقف إطلاق النار بشكل عاجل في قطاع غزة، مع التأكيد على الحاجة إلى استعادة الوصول الكامل على الفور لتسليم المساعدات الإنسانية والإفراج عن جميع الرهائن والمعتقلين"
وذكرت "لوموند"، أن القائدين العربيين والرئيس الفرنسي أكدوا أيضا "ضرورة تهيئة الظروف المواتية لإيجاد أفق سياسي حقيقي وحشد الجهود الدولية لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني واستعادة الأمن والسلام للجميع وتنفيذ حل الدولتين".

ورأت الصحيفة أنه رغم أن الرسالة التي بعثت بها القمة الثلاثية ليست بجديدة، إلا أن المناورة التي قام بها الرئيس الفرنسي تعطي فكرة عن مدى الإلحاح الذي ظهر منذ استئناف المواجهات في قطاع غزة في 18 مارس، بعد شهرين من الهدنة بين إسرائيل وحماس. قرار اتخذه بنيامين نتنياهو بدعم من دونالد ترامب، في تحد لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التفاوض عليه تحت ضغط الرئيس الجمهوري، عشية عودته إلى السلطة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بالنسبة لباريس، فإن الحكومة الإسرائيلية لديها، أكثر من أي وقت مضى، حليف سياسي وأيديولوجي في واشنطن لا يستطيع إلا أن يدفعها إلى التعنت، سواء فيما يتصل بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، أو حتى فيما يتصل بالبرنامج النووي الإيراني، حتى لو كان ذلك يعني، كما هي الحال مع روسيا وأوكرانيا، إظهار القليل من الاهتمام بالأوروبيين.

وأعربت "لوموند" عن اعتقادها أن إيمانويل ماكرون يسعى إلى إعطاء جوهر لشكل من أشكال التقارب الدبلوماسي بين العواصم العربية والأوروبيةــ لندن وبرلين وباريس على الأقل ــ من أجل محاولة التأثير في مواجهة الثنائي الإسرائيلي الأمريكي. مشير إلى أن مصر والأردن دولتان تملكان معاهدات سلام مع إسرائيل. يقول مقربون من الرئيس الفرنسي: "علينا دعمهما لإظهار وجود شركاء للسلام في المنطقة".

وأبرزت الصحيفة الفرنسية إشادة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالجهود الحثيثة التي تبذلها مصر كوسيط مشارك مع قطر والولايات المتحدة من أجل تحقيق هدنة في الأراضي المحتلة، وأشار ماكرون أيضا إلى تعزيز الشراكة الاقتصادية والأمنية والأكاديمية والثقافية مع مصر.

كما أبرزت "لوموند" تأكيد السيد الرئيس السيسي على "الوضع المأساوي" في قطاع غزة وتأكيده مع الملك الأردني رفضهما لأي "تهجير للفلسطينيين" ردا على "خطة ترامب" لإجلاء جزء كبير من سكان غزة بهدف تحويل القطاع إلى "كوت دازور الشرق الأوسط" مع إعادة إعماره. حتى لو كان ذلك يعني ضم الولايات المتحدة للأراضي، وهو ما كرره دونالد ترامب بعد ذلك بقليل أمام بنيامين نتنياهو، على الرغم من المكالمة الهاتفية الفرنسية العربية، ونقلت الصحيفة عن الرئيس السيسي قوله إن "السلام لن يتحقق دون حل للشعب الفلسطيني".

وأشارت الصحيفة الفرنسية أيضا إلى تأكيد الرئيسين السيسي وماكرون والملك عبدالله على "أن الحكم والقانون والنظام والأمن في غزة، وكذلك في جميع الأراضي الفلسطينية، يجب أن يكون مسؤولية السلطة الفلسطينية المعززة وحدها، مع دعم إقليمي ودولي قوي".

بدورها.. أبرزت صحيفة "ليبراسيون" معارضة الرئيسين عبد الفتاح السيسي وإيمانويل ماكرون بشدة أي تهجير للسكان وأي ضم لغزة والضفة الغربية وتأكيدهماـ خلال المؤتمر الصحفي المشترك ـ أن هذا سيكون انتهاكا للقانون الدولي وتهديدا خطيرا لأمن المنطقة بأكملها، بما في ذلك أمن إسرائيل.

وقالت إن الرئيسين المصري والفرنسي حرصا على إظهار تقاربهما واتفاقهما على سبل إيجاد حل للحرب في غزة، التي بدأت في 7 أكتوبر 2023، في أعقاب هجمات حماس. وقد فعلوا ذلك بشكل قصصي مساء الأحد، حيث تجولوا وتناولوا الطعام في سوق خان الخليلي.. وفي اليوم التالي، وبشكل أكثر رسمية، وقع البلدان على "شراكة استراتيجية"، تتألف من اتفاقيات تعاون وشراكات صناعية في مجال النقل والطاقة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة