تركت الفنانة الراحلة نوال أبو الفتوح، التي يصادف اليوم 10 أبريل ذكرى ميلادها، بصمة بارزة في مجال الدراما الاجتماعية، التاريخية، والدينية بأدوارها التي لا تُمحى من ذاكرة المشاهدين.
مشوارها الفني
لا أحد ينسى شخصية "دولت هانم" المتسلطة، المرأة التي تجسد الشر والكراهية بملامحها وانفعالاتها في مسلسل "الشهد والدموع"، أو دورها القوي كشخصية "شجرة الدر" في المسلسل التاريخي "الفرسان".
كذلك قدمت شخصية "خاتون" في مسلسل "الأبطال"، وزوجة أبرهة في "الوعد الحق"، وأظهرت براعتها كـ"جلبهار هانم" في "قصة مدينة"، و"إست نفرت" في العمل الديني الشهير "لا إله إلا الله"، إلى جانب عشرات الأدوار التي أتقنت فيها تجسيد المرأة الحديدية أو المتسلطة، بما يحوي ذلك من قوة شخصية وتجاهل للمشاعر والأحاسيس.
غيابها عن الفن
واختارت نوال أبو الفتوح الابتعاد عن الساحة الفنية لمدة خمس سنوات لتربية ابنها، لكنها عادت في بداية الثمانينات لتعيد تعريف نفسها فنياً وتُبدع في تقديم شخصيات المرأة القوية
. تلك العودة كانت نقطة تحول بارزة، حيث تألقت بشكل أكبر في أعمال جمعت بين الأداء المتميز والانفعالات المؤثرة، فكانت إطلالتها مجدداً بمثابة وجه إبداعي جديد أضاف إلى رصيدها الفني.
و استمرت مسيرتها الإبداعية حتى عام 2004 حين قدمت آخر أعمالها مثل "المعمورة" و"حدث في الهرم"، لكن بعدها بدأت معاناتها مع سرطان العظام الذي أثر على حياتها بشكل كبير.
معانتها مع المرض ووفاتها
نوال أبو الفتوح لم تكن فقط تجسد شخصية المرأة القوية على الشاشة، بل حملت الكثير من تلك القوة في حياتها الشخصية، حتى مع اشتداد المرض الذي أنهكها واستنفد مواردها بالكامل.
و رغم ذلك، رفضت قبول مبادرة علاجية اقترحها النجم الكبير عادل إمام بتخصيص إيراد يوم واحد من مسرحيته "بودي جارد" لها، مبررة ذلك بأنها لا تقبل الإحسان من أحد، مهما بلغت مكانته أو صداقته لها، بذلك أثبتت أنها ليست فقط ممثلة بارعة، بل أيضاً إنسانة تملك كبرياء وصلابة لا تُضاهى.
وبعد رحلة طويلة وصعبة، قضت نوال أبو الفتوح آخر أيامها في العناية المركزة لمدة 17 يوماً، حتى رحلت عن عالمنا في نفس يوم ميلادها الموافق 10 أبريل عام 2007، تاركة وراءها إرثاً فنياً عظيماً وشخصية لن ينساها محبو الفن. رحلت عن عمر يناهز 67 عاماً، لكنها ستبقى خالدة في ذاكرة الفن العربي.