أكد الدكتور علي عبد الحكيم الطحاوي، الخبير في الشؤون السياسية والاقتصادية، أن رفع التعريفة الجمركية الأمريكية على الصين قد يسهم في تعزيز التبادل التجاري بين الصين والاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن هذا التحول في التجارة الدولية يأتي كنتيجة مباشرة للتوترات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين، مما سيدفع الصين نحو البحث عن بدائل من خلال زيادة صادراتها وتعميق علاقاتها التجارية مع أوروبا للتعويض عن الخسائر التي تكبدتها بفعل الرسوم الجمركية الأمريكية.
وأضاف الطحاوي، في تصريحات خاصة لبوابة دار الهلال، أن مصر يجب أن تسعى للاستفادة من هذه الحرب التجارية، خاصة بين الولايات المتحدة والصين، وذلك في أعقاب القرار الأمريكي بفرض رسوم جمركية بنسبة 104% على الصين باعتبارها المنافس التجاري الأكبر لأمريكا، بينما تبلغ تلك النسبة 10% على الاتحاد الأوروبي ودول أخرى، بما في ذلك مصر.
وأشار إلى أن فرض الرسوم الجمركية على مصر يمكن اعتباره فرصة اقتصادية بدلًا من عبء على الاقتصاد، كما يعتقد البعض.
واقترح أن تستفيد مصر من الوضع من خلال جذب الاستثمارات وإقامة مصانع وشركات إنتاجية للدول التي فرضت عليها رسوم جمركية أعلى من مصر، مثل الصين، بحيث يمكن لهذه المصانع التصدير إلى الولايات المتحدة برسوم أقل.
وشدد على أهمية الاستفادة من البنية التحتية المتطورة في مصر وتعزيز الصناعات والتكنولوجيا وكذلك توسيع مجالات التعاون والشراكات التجارية التي أسسها الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال فترة حكمه.
ولفت الطحاوي إلى أنه ينبغي العمل على استغلال الفرصة الحالية لجذب الاستثمارات الأجنبية إلى مصر وتعزيز الترويج لها، ما سيسهم في توفير فرص عمل جديدة وتحسين الاقتصاد المصري.
وأضاف أن التوسع في العلاقات التجارية بين مصر ودول أخرى يمكن أن يؤدي إلى زيادة الصادرات المصرية، خاصة إلى السوق الأمريكية، مما يساعد في تقليل العجز التجاري.
وفي ختام حديثه، شدد الطحاوي على أن الرسوم الجمركية المفروضة على الصادرات المصرية إلى الولايات المتحدة الأمريكية يمكن أن تصبح أداة لتعزيز تنافسية المنتجات المصرية في الأسواق الأمريكية والدولية على حد سواء، فضلًا عن المساهمة في رفع معدلات النمو الاقتصادي وزيادة الناتج المحلي.