في ظل تصاعد التوترات التجارية والسياسية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، تدخل العلاقات بين البلدين مرحلة غير مسبوقة من التصعيد، لم تقتصر تداعياتها على الساحة الاقتصادية فحسب، بل امتدت لتشمل مجالات التعليم، والسفر، بل وحتى الأمن القومي.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتزايد فيه المؤشرات على احتمالية حدوث ركود اقتصادي عالمي، ما يدفع الدول إلى إعادة تقييم تحالفاتها وخططها الاستراتيجية، وفي هذا السياق، أطلقت الحكومة الصينية تحذيرات مباشرة لمواطنيها بشأن السفر إلى الولايات المتحدة، في خطوة تعبّر عن حجم التوتر بين القوتين العظميين، وتعكس عمق الأزمة التي باتت تلقي بظلالها على المشهد الدولي بأكمله.
تحذير من السفر الى الولايات المتحدة
ناشدت حكومة الصين مواطنيها التفكير قبل السفر الى الولايات المتحدة، وذلك في اطار رد بكين الموسع على الخطوات التصعيدية التي اتخذها ترامب بزيادة الرسوم الجمركية، وحذرت وزارة السياحة الصينية المواطنين بمغادرة البلاد الى الولايات المتحدة مع توخي الحذر اذا اقدموا علىمثل تلك الخطوة خاصة بالايام المقبلة.
وطالبت وزارة التعليم الصينية أيضا طلابها الذين يريدون الانتقال للدراسة بالولايات المتحدة بان يقيموا أولا المخاطر الأمنية نتيجة الأحوال إقرار المشروع الجديد الذي تم إقراره في ولاية اوهايو.
متحدث الخارجية الصينية: ترامب سيفشل في النهاية
قال لين جيان، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية اليوم، إن بكين ليست مهتمة بالدخول في معارك لكنها لا تخشى مواصلة الولايات المتحدة تهديداتها بفرض مزيد من الرسوم.
وأضاف أن قرارات ترامب لا تحظى بالجماهيرية أبدًا، لذلك سوف يتعرض للفشل في النهاية، وعلى العكس تمامًا صرحت المتحدثة اسم وزارة التجارة الصينية يونغ تشيان بأن بكين ما تزال على استعداد للدخول في حوار متبادل مع واشنطن قائم على الاحترام والمساواة.
البيت الأبيض: التعريفات الجمركية تصل إلى 145٪
وعلى الجانب الأخر، أعلن البيت الأبيض اليوم، أن معدل التعريفات الجمركية المفروضة على الصين تصل الى 145 %، وقد بدأ سريانها على الفور، هذا وقد تحدث كيفن هاسيت، رئيس المجلس الاقتصادي الوطني بالبيت الابيض، ان هناك 15 عرضا من مختلف الدول بشأن إبرام اتفاقيات تجارية مع الولايات المتحدة.
هذا وقد افتتحت مؤشرات الاسهم الامريكية اليوم الخميس على انخفاض، بسبب ارتفاع عمليات البيع بعد ارتفاع هائل حققته بورصة وول ستريت، مدفوعة بإعلان ترامب تأجيل بعض الرسوم الجمركية التبادلية لمدة 90 يوما، وقد تصدرت مؤشرات "داو جونز" الصناعي انخفاضا بمقدار 1548 نقطة، ايضا مؤشر ستاندرد آند بورز، فضلا عن مؤشرات ناسداك المركب، وفيما ارتفعت بعض المؤشرات الاخرى مثل مؤشر vIx وشركتا أبلللالكترونيات وتسلا للصناعة السيارات الكهربائية.
آراء الخبراء في الأزمة الاقتصادية ما بين الصين والولايات المتحدة
هذا وقد قال الخبير الاقتصادي محمد عبد الهادي، في تصريحات سابقة لبوابة دار الهلال، تعقيبا على هذه الأزمة الاقتصادية انه نظرا للمخاوف من دخول الاقتصاد في حالة ركود، انعكس ذلك على تراجع أسعار النفط الى 60 دولارا للبرميل، وعلى جانب آخر تحدث الخبير الاقتصادي احمدمعطي، بأن الصين قد اتخذت عدة اجراءات على قرارات ترامب التعسفية والتي من ضمها تخفيض قوة العملة الصينية إلى 20 في المئة من قيمتها.
واضاف ان الصين قد باعت عددا كبير من السندات الأمريكية، فضلا عن فرضها 84 في المئة من الرسوم الجمركية على الولايات المتحدة، وفيسياق متصل، قال الدكتور محمد الشوادفي، أن صراع الولايات المتحدة ليس فقط مع الصين بل مع كافة الدول التي المنضمة لمنظمة التجارةالعالمية والتي حققت مكاسب على مدار الاربعين عاما الماضية.
واكمل ان الصين لن تتأثر ابدا بما قامت به الولايات المتحدة بالفترة الاخيرة من التضييق الاقتصادي عليها، بل ان الصين لديها قدرة كبيرة فيالتكيف مع كافة المتغيرات العالمية نظرا لتنوع اقتصادها، وتكتلاتها مع عدد من الدو المختلفة مثل مختلف دول الاتحاد الاوروبي والجانبالروسي.
و قال مصطفى بدرة، الخبير الاقتصادي، إن كل رئيس أمريكي يتبنى أسلوبا مختلفا في التعامل مع العالم، مشيرا إلى أن ترامب، قد أعلن في أحد لقاءاته التلفزيونية، أن سياسته الاقتصادية ستكون مغايرة تماما عن من سبقوه، وأكد أيضا أولوية مصلحة الاقتصاد الأمريكي، فضلا عن أن ترامب بدأ بالفعل بفرض رسوم جمركية كبيرة على العديد من دول العالم، وفي مقدمتها الاتحاد الأوروبي والصين، بالإضافة إلى فيتنام وكندا.
واستكمل: أن هذه الرسوم التي فرضها ترامب، قد أثرت على الاقتصاد العالمي بشكل كبير، مما أدى إلى خسائر بمليارات الدولارات، مع انخفاض أسعار النفط، فقدرت أسعار البرميل الواحد حوالي 60 دولار، مع انخفاض قيمة العديد من العملات حول العالم، ومنهم الجنية المصري، وكان أكثر الدول تضررا من هذه التداعيات، هي كندا وفيتنام والصين مع الاتحاد الأوربي.
الولايات المتحدة تتهم الصين بالتجسس على البنية التحتية في قناة بنما
هذا وقد طالبت الصين ممثلة بوزارة خارجيتها الولايات المتحدة بالتوقف عن إثارة الشائعات و المشكلات وربط الصين بقضية قناة بنما لتبريرسيطرتها على القناة، وجاء ذلك ردا على تصريحات وزير الدفاع الامريكي بيت هيجيسيت خلال زيارته الاخيرة الى بنما، اذ ترتب على ذلك تشويه سمعه الصين وتقويض التعاون بينهما وبين بنما، بحيث قالت تقارير امريكية ان الصين نفذت انشطة تجسس في بنكا من خلال السيطرة على البنيةالتحتية الرئيسية في القناة ، وهو ما يعرض سيادة بنما والولايات المتحدة للخطر