تحل اليوم السبت 12 أبريل، ذكرى ميلاد الفنانة زوزو شكيب، التي استطاعت أن تخلد اسمها في تاريخ السينما المصرية من خلال أدوارها القوية والتي اشتهرت بها على مدار مسيرتها الفنية، لُقبت بـ "شريرة السينما المصرية" بفضل شخصيتها الحادة وأدائها المميز، وعلى الرغم من مسيرتها الحافلة بالإنجازات الفنية التي تجاوزت 115 عملًا في السينما والمسرح والتلفزيون، كانت حياتها الشخصية مليئة بالتحديات والاختيارات المثيرة للجدل، التي جعلتها واحدة من أكثر الشخصيات التي لاقت اهتمامًا في الوسط الفني.
حياتها
كان اسمها الحقيقي زينب شكيب، وتنتمي لأسرة ثرية من أصول شركسية، حيث كان والدها ضابطاً شرطياً «مأمور قسم عابدين»،وجدها ضابطاً في جيش الخديوي إسماعيل، وشقيق والدتها هو إسماعيل صدقي باشا.

وفي عام 1929، بدأت زوزو شكيب مشوارها الفني مع فرقة نجيب الريحاني في مسرحية "الدكتور"، وقدمت مع الفرقة العديد من المسرحيات، وانتقلت بعدها إلى فرقة فؤاد المهندس، حيث كان أول ظهور لها في السينما عام 1937 بدور صغير في فيلم "مبروك".
القصر الملكي السبب في تعطيل مسيرتها
رشحها الفنان سليمان بك نجيب للدخول إلى القصر الملكي، فاختارتها الملكة نازلي، والدة الملك فاروق، وصيفة لها، وكان هذا الأمر هو السبب الأساسي وراء تعطيل مسيرتها الفنية، إذ كانت ترفض العديد من الأدوار خوفًا من إثارة غضب القصر.

تميزت زوزو شكيب بإتقانها خمس لغات أجنبية وهم الإيطالية، الألمانية، الفارسية، الإنجليزية، والفرنسية، في حين كانت لغتها العربية ضعيفة، ما جعلها تقرأ القرآن الكريم باللغة الفرنسية. كما ساهمت في تعليم الأميرات داخل القصر الملكي تلك اللغات الأجنبية.
جلسات «الزار» للتخلص من الجن
عُرفت زوزو شكيب بخوفها الشديد من الجن والعفاريت، وكانت تؤمن بأنها تسكن جسدها كيانات من جنسيات مختلفة، أنفقت مبالغ كبيرة على جلسات "الزار" للتخلص منهم، وارتبط رفضها لفكرة الزواج بإيمانها القوي بالخرافات والشعوذة، فقد أقنعها بعض الدجّالين بأنها ستموت إذا تزوجت، ما دفعها لرفض الارتباط، حتى حين تقدم لها طبيب أوروبي شهير.
رفضها للإنجاب
واشتهرت زوزو شكيب، بشخصيتها القوية وملامحها الحادة، ورغم هذا كانت ترفض فكرة الإنجاب بعد أن تجاوزت عقدة الزواج. وفسّرت موقفها قائلة: «أرفض إنجاب أطفال لأني رقيقة القلب جدًا، ولا أحتمل رؤية كلبي مريضًا، فإذا أصابه مكروه أطوف به على عيادات البيطريين وأنا أبكي، فكيف سيكون حالي إذا مرض ابني؟». تصريحها كشف جانبًا إنسانيًا غير متوقع من فنانة ارتبطت في أذهان الجمهور بأدوار القوة والشر.
اتهامها وشقيقتها في قضية مخلة للآداب
خاضت زوزو شكيب تجربة الإنتاج السينمائي إلى جانب شقيقتها ميمي شكيب وزوجها الفنان سراج منير، وذلك في عام 1945 من خلال فيلم "قلوب دامية" من إخراج حسن عبد الوهاب، وقدمت الشقيقتان عددًا من الأعمال الناجحة تحت مظلة شركتهما، في وقت كانت فيه ميمي تحظى بشهرة أوسع.

وفي عام 1974، تعرضت مسيرة الشقيقتين الفنية لهزة عنيفة بعد القبض على ميمي شكيب وعدد من الفنانات الشابات خلال إحدى الحفلات، حيث وُجهت لهن تهم تتعلق بإدارة منزل للأعمال المنافية للآداب، في القضية المعروفة إعلاميًا باسم «الرقيق الأبيض»، وشملت الاتهامات زوزو شكيب أيضًا، غير أن النيابة لم تتمكن من إثبات التلبس، ليتم الإفراج عنهن بعد محاكمة استمرت 170 يومًا.
ورغم صدور حكم البراءة، إلا أن آثار القضية ظلت تطارد الشقيقتين، وأثرت بشكل بالغ على حياة زوزو شكيب النفسية، ما دفعها للابتعاد عن الأضواء.
وفاتها
رحلت زوزو شكيب عن عالمنا في 14 سبتمبر 1978، قبل أن يُعرض آخر أفلامها «رجب فوق صفيح ساخن» مع عادل إمام على شاشة السينما.