تتواصل الجهود الأمريكية الرامية إلى حل الأزمة الروسية الأوكرانية، غير أنه لا يوجد حتى الآن أساس صلب ترتكز عليه، في ظل السياسات التي يتبعها الأطراف، والتي تستهدف إلقاء اللوم على الآخر في استمرار الصراع، تجنبًا لتحمل المسؤولية.
مباحثات أمريكية - روسية
وقد بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أمس الجمعة، سبل حل الأزمة الأوكرانية، خلال لقاء جمعهما في مدينة سان بطرسبورغ الروسية.
الاجتماع الفائت، قالت عنه أصوات روسية إنه كان بناءً ومثمرًا، ومع ذلك، فإن الجانب الروسي وكذلك الجانب الأمريكي لم يعلنا عن أي نتائج أسفر عنها هذا الاجتماع، رغم أنه استغرق أربع ساعات.
وتتهم الولايات المتحدة الأمريكية الجانب الروسي بأنهم يستهدفون من وراء هذه المحادثات إضاعة الوقت فقط لا أكثر عبر إطالة أمدها، كما يقول الدكتور نبيل رشوان، المتخصص في الشأن الروسي.
وفي غضون ذلك، يلفت الدكتور نبيل رشوان، في حديث لـ"دار الهلال"، إلى الاجتماع الذي جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، أمس الجمعة، موضحًا أنه رغم استغراقه أربع ساعات، فإنه لم يسفر عن نتائج ملموسة.
وأكد رشوان أن دلالة نجاح هذه المحادثات، هي التفاهم على اتفاق لوقف إطلاق النار، حيث يعتبر أنه في حال حصول ذلك سيكون بارقة نحو إنهاء الحرب، أما غير ذلك، فإن الأمر لا يزال غاية في الصعوبة.
وفي السياق، أشار إلى التصريحات الأمريكية التي أمهلت الروس حتى نهاية أبريل للتوصل إلى تفاهمات بشأن إنهاء الحرب، وفي حال لم يتحقق هذا، فسوف يفرضون عقوبات على موسكو.
روسيا لم تعد قوية
ويؤكد الدكتور نبيل رشوان، أن روسيا لم تعد قوية كما مضى لمواجهة العقوبات الأمريكية، وذلك نظرًا لانخفاض أسعار النفط عالميًا، ما يمثل ضغطًا أكبر عليها، لأن ميزانيتها تقوم على أساس سعر البرميل، موضحًا أن هذا الضغط سيتزايد عليها كذلك حال زودت دول الشرق الأوسط إنتاجها من البترول، وهو أمر وارد، لأن "أوبك بلس" أخذت هذا القرار فعلًا.
وشدد على أن ذلك يمثل ضغطًا كبيرًا على روسيا، ولذا فإن من المحتمل أن توافق روسيا على مسألة اتفاق وقف إطلاق النار، وليس حل الصراع بشكل نهائي.
وأوضح أنه في هذا السياق تتبادل الولايات المتحدة الأدوار مع الأوروبيين، الذين يتحدثون عن إرسال قوات حفظ سلام لأوكرانيا، وإعطائها ضمانات أمنية، لافتًا إلى اقتراح كيث كيلوج، المبعوث الأمريكي إلى أوكرانيا، بإنشاء مناطق سيطرة لحلفاء كييف في البلاد على شاكلة ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، عندما كانت هناك منطقة روسية، ومنطقة فرنسية، ومنطقة بريطانية، ومنطقة أمريكية.
وإلى جانب ذلك، هناك حديث فرنسي بريطاني عن إمكانية وجود قوات لهم في غربي أوكرانيا، كما يضيف الخبير في الشأن الروسي، الذي أوضح أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد سلم أخيرًا لمسألة أن هناك أراضٍ ستضيع منه، لكنه أكد أنه لن يعترف بها كجزء من روسيا، مهما كانت الظروف.
لا يوجد تقدم
ويؤكد رشوان أن الموقف الحالي بشأن إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية لا يوجد به أي تقدم يذكر، مستشهدًا بأن اجتماع ستيف ويتكوف مع الرئيس الروسي، أمس الجمعة، لم يقدم أي نتائج، رغم أنه استغرق أربع ساعات.
وأوضح أن انخراط الروس في المحادثات بشكل جاد قد يكون رهين العقوبات المفروضة عليهم، لكن الولايات المتحدة الأمريكية أكدت صراحة أنها لن تقدم على ذلك طالما لم يحدث تقدم في مسألة التفاوض نحو إنهاء الحرب.