انطلقت السبت الماضي الجولة الأولى من المحادثات الأمريكية الإيرانية بشأن برنامج طهران النووي المتطور، حيث عقدت مفاوضات غير مباشرة بين الجانبين في سلطنة عمان، مع احتمالات عقد جلسة أخرى من المفاوضات السبت المقبل في العاصمة الإيطالية روما.
المفاوضات الأمريكية الإيرانية
وفي أرفع مستوى من المفاوضات النووية الإيرانية الأمريكية منذ انهيار اتفاق عام 2015، عقدت الجولة الأولى من المفاوضات بين الجانبين في سلطنة عمان السبت الماضي، وصفها المسؤولون الإيرانيون والأمريكيون بأنها بناءة.
بينما نقلت وسائل إعلام إيرانية، عن عقد جلسة محادثات موجزة بين المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، ووزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، بحضور وزير الخارجية العماني، قبل أن يتم الاتفاق على عقد جلسة أخرى الأسبوع المقبل.
وصرح عراقجي بأن الجولة القادمة من المحادثات ستُعقد في 19 أبريل الجاري، حيث أكد وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني صرّح أن روما ردّت "إيجابيًا" على طلب استضافة المحادثات، مضيفًا: "نحن مستعدون لبذل كل ما يلزم".
تأتي المفاوضات وسط تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران في الأشهر الأخيرة، حيث هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرارًا وتكرارًا بشن غارات جوية تستهدف البرنامج النووي الإيراني إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.
أكد مسؤولون إيرانيون كبار أن طهران تُجري هذه المفاوضات بنوايا جادة، موضحين أن طهران لن تقبل بالتخلي عن برنامجها النووي للأغراض السلمية كجزء من أي اتفاق محتمل، وسط تحذيرات أمريكية لإيران من سعيها لامتلاك سلاح نووي باستخدام مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى مستويات قريبة من مستويات الأسلحة وهو ادعاء نفته طهران باستمرار، مؤكدةً أن برنامجها مخصص للأغراض السلمية فقط..
صرح علي شمخاني، المستشار السياسي للمرشد الأعلى الإيراني، بأن المشكلة يمكن حلها إذا أظهرت الولايات المتحدة صدقًا وإرادة سياسية.
ومن المقرر أن يجري وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي زيارة إلى روسيا في وقت لاحق من هذا الأسبوع لمناقشة المفاوضات النووية الأخيرة مع الولايات المتحدة، حيث أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي للصحفيين: "سيزور الدكتور عراقجي موسكو نهاية الأسبوع"، مضيفًا أن الزيارة "مُخطط لها مسبقًا" وستكون "فرصة لمناقشة آخر التطورات المتعلقة بمحادثات مسقط".
وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن عراقجي سيلتقي نظيره الروسي سيرجي لافروف ومسؤولين آخرين.
رحّبت موسكو بالمحادثات الإيرانية الأمريكية، وسعت جاهدةً إلى إيجاد حل دبلوماسي، وحذّرت من أن المواجهة العسكرية ستُشكّل "كارثة عالمية".
رسالة ترامب للمرشد الإيراني
جاءت هذه المفاوضات بعد أسابيع من إرسال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يدعو فيها إلى محادثات نووية، محذرًا من عمل عسكري محتمل في حال رفض طهران.
وأكدت الخارجية الإيرانية أن الجولة التالية من المحادثات ستستمر بشكل غير مباشر بوساطة عُمانية، مضيفًا أن المحادثات المباشرة "غير فعّالة" و"غير مفيدة"، وسط تأكيد بأن التركيز الوحيد للمحادثات القادمة سيكون على "القضية النووية ورفع العقوبات"، وأن إيران "لن تُجري أي محادثات مع الجانب الأمريكي حول أي قضية أخرى".
زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية لإيران
وأكد إسماعيل بقائي أن إيران ستستضيف رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في الأيام المقبلة، موضحا أن تفاصيل زيارته لم تُحدد بعد".
وفي منشور على موقع X، أكد جروسي أنه سيتوجه إلى طهران "في وقت لاحق من هذا الأسبوع"، مضيفا أن إن استمرار التواصل والتعاون مع الوكالة أمر ضروري في وقت تشتد فيه الحاجة إلى حلول دبلوماسية".
وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية، أن جروسي سيصل يوم الأربعاء ويلتقي عراقجي ومحمد إسلامي، رئيس الوكالة الإيرانية للطاقة النووية.
يأتي ذلك بعد أن كانت آخر زيارة لرئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإيران في نوفمبر الماضي، حيث أجرى محادثات مع كبار المسؤولين، بمن فيهم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
وفي تقريرها الفصلي الأخير الصادر في فبراير الماضي، أفادت الوكالة أن إيران تمتلك ما يُقدر بـ 274.8 كيلوجرامًا (605 أرطال) من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60%، وهو ما يتجاوز بكثير حد 3.67% المحدد بموجب اتفاق عام 2015، وهو أقرب بكثير إلى عتبة 90% المطلوبة لمواد صالحة للاستخدام في صنع الأسلحة.