السبت 10 مايو 2025

عرب وعالم

مفوض شؤون اللاجئين: السودان كارثة إنسانية لا يجب على العالم تجاهلها بعد عامين من الزمن

  • 15-4-2025 | 12:49

اللاجئين

طباعة
  • دار الهلال

حذر فيليبو جراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من ان السودان ينزف، وقد طالت معاناة شعبه، حيث يتعرض المدنيون للقصف يومياً، فيما ملايين الأشخاص عالقون بين براثن الصراع والإهمال ومحنة الفرار.

وقال جراندي - في بيان نقله مكتب المفوضية في القاهرة - إن الحرب المستمرة منذ عامين أدت إلى ما هو الآن أسوأ أزمة إنسانية وأزمة نزوح في العالم، وقد تفاقمت بسبب الخفض الحاد في المساعدات الدولية. في الأيام القليلة الماضية، شهدنا هجمات دموية على الفئات الأكثر ضعفاً في شمال دارفور. وكان من بين الضحايا عمال إغاثة، وهي انتهاكات صارخة للقانون الإنساني.

وأضاف المفوض أن السودانيين محاصرين من كافة الجهات - ويواجهون حالة من اللامبالاة من العالم الخارجي، والذي لم يُبدِ خلال العامين الماضيين اهتماماً يُذكر بإحلال السلام في السودان أو إغاثة جيرانه .

وقال جراندي انه عاد لتوه من تشاد، وهي الملاذ الآمن لما يقرب من مليون لاجئ سوداني فروا من هذه المذبحة. وروى له أشخاص التقاهم على الحدود قصصاً عن تجارب لا ينبغي لأحد أن يمر بها. مع ذلك، ورغم الألم، أخبروه أنهم لم يعودوا يشعرون بالخطر. إنها القوة الهادئة للجوء.

وأضاف جراندي ان النقص الحاد في التمويل يعني أننا سنعاني في سبيل التخفيف من المعاناة. فالإمدادات الغذائية والدوائية آخذة في التناقص، والمآوي بدائية، ولا يمكننا نقل اللاجئين إلى مناطق أكثر أماناً .

واشار قائلا : ليس السودانيون وحدهم من خرجوا من دائرة الأضواء، فقد أدار العالم ظهره إلى حد كبير للدول والمجتمعات التي استقبلت أعداداً كبيرة من اللاجئين. وعلى الرغم من شح الموارد في تشاد، إلا أنها سمحت للاجئين بالتماس الأمان على أراضيها، فيما فر عدد كبير بلغ 1.5 مليون إلى مصر. وقد عاد مئات الآلاف من مواطني جنوب السودان إلى ديارهم، وهم من كانوا لاجئين في السابق، هرباً من العنف في السودان، ليجدوا وطنهم على شفا الحرب مرة أخرى .

ونبه فيليبو جراندي إن استقرار المنطقة بأسرها معرض للخطر. ليست هناك حاجة ملحة للحماية الإنسانية فحسب، بل أيضاً للمساعدات الإنمائية حتى تتمكن الحكومات المضيفة من توفير مستقبل أفضل للاجئين وشعوبها. إنهم بحاجة للاستثمار في السلام والرخاء والاستقرار، وهم بحاجة إلى ذلك الآن.

وأشار إلى أن تأثير هذه الحالة الطارئة بات ملموساً في أماكن أبعد، حيث يصل اللاجئون السودانيون إلى أوغندا، ويعبرون ليبيا في رحلات محفوفة بالمخاطر باتجاه أوروبا. هؤلاء اللاجئون بحاجة إلى حقوقهم الأساسية في الأمان والكرامة، والتعليم والعمل، والصحة والسكن، والسلام، وهم يستحقونها. لقد خاض الكثيرون هذه الرحلات بحثاً عن تلك الحقوق، وسيتبعهم كثيرون آخرون.

وقال مفوض شؤون اللاجئين انه بعد عامين من المعاناة المتواصلة، لم يعد بإمكان العالم تجاهل هذه الحالة الطارئة. واضاف : علينا بذل قصارى جهدنا لإحلال السلام في السودان، ويجب تكثيف الدعم الإنساني والتنموي، إذ أن الاستمرار في تجاهل هذه المعاناة ستكون له عواقب وخيمة.