الجمعة 2 مايو 2025

محافظات

جامعة قناة السويس تستضيف المؤتمر الرابع للحوار الحضاري بين الصين وأفريقيا

  • 16-4-2025 | 20:46

جامعة قناة السويس

طباعة
  • دار الهلال

استضافت جامعة قناة السويس اليوم الأربعاء فعاليات المؤتمر الرابع للحوار الحضاري بين الصين وإفريقيا، تحت عنوان "القيمة المعاصرة للحكمة الكلاسيكية - إلهام الحضارات القديمة الصينية والإفريقية في مواجهة التحديات العالمية الراهنة" والذي نظمه معهد كونفوشيوس بالجامعة بالتعاون مع المعهد الصيني الإفريقي في بكين.

وقالت جامعة قناة السويس اليوم في بيان صحفي إن الجلسة الافتتاحية شهدت مشاركة لياو لي تشيانغ، سفير الصين بالقاهرة، والدكتور قاو شيانغ، رئيس الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، ورئيس معهد التاريخ الصيني.

وأعرب رئيس جامعة قناة السويس الدكتور ناصر مندور عن اعتزازه باستضافة هذا الحدث الدولي المهم، مؤكداً أن استضافة جامعة قناة السويس للمؤتمر تعكس مكانتها الأكاديمية ودورها المحوري في تعزيز التعاون الثقافي والعلمي بين الشعوب، خاصة في ضوء العلاقات الوثيقة التي تربط مصر بالصين والدول الإفريقية، مشيراً إلى أن التقاء الحضارات القديمة يحمل قيماً إنسانية نبيلة تسهم في إلهام العالم في مواجهة التحديات الراهنة.

من جانبه، أكد السفير الصيني لياو لي تشيانغ على تميز العلاقات الصينية الإفريقية والمصرية على وجه الخصوص، مشيرًا إلى أن المؤتمر يعد منصة فكرية رفيعة المستوى لتبادل الخبرات والثقافات، ويعكس الرؤية الصينية القائمة على بناء مجتمع عالمي ذي مستقبل مشترك للبشرية يقوم على الحوار والتفاهم والتكامل الحضاري. 

وأوضح أن مصر كانت من أوائل الدول الداعمة لمبادرة الحزام والطريق، وتمثل بموقعها الجغرافي المتميز وممرها الملاحي العالمي "قناة السويس" نقطة ارتكاز رئيسية على الحزام الاقتصادي لطريق الحرير.

وأشار إلى أن الصين تعمل على دعم خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية في أفريقيا، ومن بينها مصر، من خلال بناء منصات لتبادل الخبرات في مجالات الحوكمة والتحديث وبناء نظم معرفية مستقلة تقوم على الشراكة وتكامل الرؤى.

ولفت إلى أن الصين أصبحت من أكثر الدول نشاطًا في الاستثمار داخل مصر، حيث تم تسجيل أكثر من 2500 شركة صينية، في مقدمتها مشروع "تيدا" بمنطقة التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر في السويس، والذي يُعد نموذجًا ناجحًا للشراكة الاقتصادية. كما أشار إلى وجود عدد من المصانع الصينية في المنطقة الصناعية والمنطقة الحرة بمحافظة السويس، تعمل في مجالات المنسوجات، والملابس الجاهزة، والصناعات الكهربائية، وتدوير البلاستيك.

وأكد نائب رئيس الجامعة الدكتور محمد سعد زغلول أن الجامعة تربطها شراكات قوية مع الجانب الصيني من خلال معهد كونفوشيوس، ومعهد الاستزراع السمكي والكلية المصرية الصينية للتكنولوجيا التطبيقية، بالإضافة إلى تدريس اللغة الصينية في كلية الألسن، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية، وقسم الترجمة الفورية بجامعة الإسماعيلية الجديدة الأهلية، مما يجعلها في مقدمة الجامعات المصرية في التعاون الأكاديمي والثقافي مع الصين. وأضاف أن الجامعة تضم 17 كلية و4 معاهد، وتمثل بقوة في كافة التصنيفات الدولية، معربًا عن تطلع الجامعة إلى توسيع آفاق التعاون مع المؤسسات الأكاديمية الصينية.

وبدوره أكد عزت سعد، رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، على عمق العلاقات الصينية الإفريقية، مشيرًا إلى ما تحمله هذه العلاقات من جذور تاريخية وشراكات استراتيجية متنامية.

وأوضح أن عام 2024 شهد تطورًا ملحوظًا في مستوى التعاون بين الجانبين، خاصة في ظل التحديات الراهنة والضغوط الأمريكية المتزايدة على الدول الإفريقية والعربية، الأمر الذي دفع نحو تعزيز الشراكات.

وأعرب عن تقديره للدور الفاعل الذي تقوم به الصين في دعم التنمية بالقارة الإفريقية، مشيرًا إلى أن الحكومه تولي اهتمامًا كبيرًا لتعزيز العلاقات المصرية الصينية، ويدعم بقوة مسار التعاون المشترك بين الصين وإفريقيا، انطلاقًا من إيمان مصر العميق بأهمية التعددية والتكامل بين الحضارات في بناء مستقبل أكثر عدالة واستقرارًا.

وفي السياق ذاته، أكد الدكتور قاو شيانغ، رئيس الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ورئيس معهد التاريخ الصيني، أن الشراكة مع مصر ليست فقط اقتصادية بل حضارية وتنموية طويلة الأمد، تستند إلى الاحترام المتبادل والرؤية المشتركة للمستقبل. وأوضح أن تعزيز هذا التعاون سيدعم مبادرة الحزام والطريق ويرتقي بمستوى الشراكة الصينية الإفريقية إلى آفاق جديدة وغير مسبوقة، وهو ما يعكس التزام الصين بدعم جهود التنمية المستدامة في إفريقيا.

كما أكد الدكتور حسن رجب المدير التنفيذي لمعهد كونفوشيوس أن مصر كانت أول دولة عربية وإفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين في عام 1956، وهو التاريخ الذي تتخذه الصين مرجعية لعلاقاتها بالقارة الإفريقية، مشيرًا إلى أن لمصر دوراً رياديًا في هذا الإطار.

وأضاف أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يحرص دائمًا على تأكيد أهمية التعاون بين الصين وأفريقيا كنموذج يُحتذى به بين الدول النامية، لما يتسم به من مصداقية وفاعلية، مؤكداً على استمرار مصر في دعم وتفعيل هذه الشراكة.

وتضمنت أعمال المؤتمر أربعة منتديات رئيسية، ناقش الأول منها تبادل الخبرات في الحوكمة من الحضارات الكلاسيكية الصينية والأفريقية، بينما تناول المنتدى الثاني التحديات والحلول في إدارة المدن والريف في ظل التحديث، وناقش المنتدى الثالث العلاقة بين التقاليد والحداثة وتبادل التجارب في الحكم والإدارة، واختتم المؤتمر بمنتدى رابع حول التعاون في علم الآثار وحماية الآثار.

أدار جلسات المؤتمر نخبة من الأكاديميين المرموقين إلى جانب عدد من كبار الباحثين من الصين وإفريقيا.

وشارك في المؤتمر وفود رسمية وأكاديمية من مصر وعدد من الدول الإفريقية، من بينها المغرب، تونس، نيجيريا، مدغشقر، الصومال، الكاميرون، وزيمبابوي، بالإضافة إلى وفد صيني رفيع المستوى ضم نخبة من الأكاديميين والدبلوماسيين والمستشارين.

الاكثر قراءة