بدأ الأمر، حينما انطلقت البعثة غير العادية التي استمرت 60 يومًا على متن سفينة الأبحاث الجليدية RSV Nuyina، متجهة نحو نهر دينمان الجليدي عبر المحيط الجنوبي.
وبحسب صحيفة ذا صن، فخلال عمليات السحب البحري في أعماق القطب الجنوبي، اصطدمت أدوات البحث بعالم غريب من الكائنات البحرية ، حيث تم العثور على خنزير بحري، وهو نوع غير مألوف من خيار البحر، يتميز بجسم منتفخ وأرجل قصيرة تشبه الأرجل الخنزيرية.

هذا الكائن الهلامي عديم العيون يعيش عادةً على أعماق تتراوح بين 3,300 و19,500 قدم، أي في بيئة يبلغ ضغطها 380 ضعف ضغط سطح الأرض، وعند صعوده إلى السطح، يتحول من مخلوق زاحف إلى كتلة لزجة لا تشبه شكله في موطنه الأصلي.

وخلال نفس الرحلة، تمكن العلماء من جمع أنواع أخرى من الكائنات المدهشة، من بينها "عناكب بحرية" تقترب أحجامها من كف اليد، والتي تتميز بأرجل طويلة وهياكل دقيقة، رغم أنها أقرب إلى السرطانات منها إلى العناكب الحقيقية.
كما عثروا على نجوم بحر ضخمة تتسع لتغطي طبق طعام بالكامل، بعض هذه الكائنات سجلت أطوال أرجل وصلت إلى 51 سنتيمترًا.

ومن بين المخلوقات الرقيقة التي أُبقيت على قيد الحياة في خزان خاص يحتفظ بمياه البحر على متن السفينة، كان هناك "فراشة البحر"، وهي حلزونة بحرية تنساب برشاقة في المياه.
المفاجأة أن أحد هذه الكائنات – أطلق عليه العلماء اسم "كليو" – وضع بيوضًا داخل الحوض، مما أتاح للباحثين فرصة نادرة لدراسة دورة حياتها وتطور البيض لأول مرة.

ووصفت البروفيسور جان سترغنيل، المتخصصة في علم الأحياء البحرية بجامعة جيمس كوك، التنوع الكبير الذي جُمِع من قاع البحر بأنه يحتمل أن يحتوي على أنواع جديدة لم تُوثّق علميًا بعد.