منذ يومين أثار زواج السيدة نادية التي تبلغ من العمر 79 عامًا، من صديقها يوسف 81 عامًا، تفاعلًا واسعًا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، خاصة بعد رؤية فرحة أبنائهم المتزوجون وأحفادهم بتلك الخطوة، متحديين بذلك النظرة التقليدية التي تربط الحب والزواج بمرحلة عمرية معينة، ولذلك نستعرض في السطور التالية أهم الأبعاد النفسية والاجتماعية لزواج كبار السن، ومدى تقبل المجتمع لتلك الفكرة.
من جهتها أكدت الدكتورة سوسن فايد أستاذ علم النفس الاجتماعي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، إن هذا النوع من القرارات أصبح أكثر تقبلًا في ظل تغير الثقافة المجتمعية، حيث كانت هناك نظرة سائدة بأن من تجاوز عمرًا معينًا لا ينبغي له التفكير في الزواج أو الارتباط العاطفي، بل يفترض على كبار السن التفرغ للعبادة أو التقاعد الهادئ والاستمتاع بتجمع أبنائهم وأحفادهم، ودعمت بعض المصطلحات البالية ذلك التفكير النمطي، من خلال عبارات مثل " إديني عمر وإرميني فالبحر" و " رجليه والقبر" وغيرها من الأمثال الشعبية التي تدل على سطحية التفكير وعدم التعقل.

وأضافت، أن الثقافة المجتمعية أصبحت أكثر انفتاحا، وتقبل الأبناء لمثل هذه القرارات ينطوي على مرونة كبيرة، خاصة مع الوعي بأن الإنسان في هذه المرحلة العمرية قد يعاني من الوحدة أو الاحتياج النفسي لشريك، يشاركه تفاصيل الحياة ويمنحه شعورًا بالأمان والدعم، كما يعد المحرك الأساسي لزواجهما، هو تفهم كلا الطرفين لنفسه وللآخر، مع قلة احتمال المفاجآت أو الصدامات، نظرًا لنضج التجربة الحياتية، وإدراكهم طبيعة ما يعيشوه، مما يخلق أرضية للتفاهم والقبول دون محاولة لتغيير أحدهما للآخر.
وأكملت، أن زواج كبار السن، لا يبنى فقط على العاطفة، بل على دراسة دقيقة لمدى التوافق النفسي والقدرة على مشاركة الحياة اليومية، كما لا يعتبر عبئًا على الأبناء، بل مصدر راحة لهم، حيث يشعرون بأن آباءهم ليسوا وحيدين، بل هناك رعاية متبادلة تغنيهم عن القلق أو الشعور بالذنب تجاه المسؤولية المستمرة.
واختتمت مؤكدة، على أن الزواج في سن متقدم، ليس مجرد حدث اجتماعي عابر، بل رسالة قوية تعيد تعريف مفاهيم الحب، والسعادة، وحق الإنسان في العيش كما يريد، فالحب لا يعترف بالعمر.