الجمعة 9 مايو 2025

ثقافة

ديوان العرب| أَرِقتُ وَهاجَتني الهُمومُ الحَواضِرُ.. قصيدة أبو الأسود الدؤلي

  • 18-4-2025 | 22:38

أبو الأسود الدؤلي

طباعة
  • فاطمة الزهراء حمدي

تُعد قصيدة «أَرِقتُ وَهاجَتني الهُمومُ الحَواضِرُ» للشاعر أبو الأسود الدؤلي، إحدى أهم القصائد التي عرفها تاريخ الشعر العربي، تميز شعره بسلاسة الأسلوب والتنوع بين المدح والكرم والذم، والنصائح.

وأبو الأسود الدؤلي هو من أبرز الشُعراء، لُقب بـ ملك النحو لوضعه علم النحو، لأنه أول من ضبط قواعد النحو، ووضع باب الفاعل، والمفعول به، والمضاف، وحروف النصب والرفع والجر والجزم، وكانت مساهماته في تأسيس النحو الأساس الذي تكوَّن منه لاحقًا المذهب البصري في النحو.

وتعتبر قصيدته «أَرِقتُ وَهاجَتني الهُمومُ الحَواضِرُ» من أبرز ما قيل في الشعر العربي، ومن أشهر القصائد، وتحتوي على 16 بيتًا.

نص قصيدة «أَرِقتُ وَهاجَتني الهُمومُ الحَواضِر»:

أَرِقتُ وَهاجَتني الهُمومُ الحَواضِرُ

وَهَمُّ الفَتّى سارٍ عَليهِ وَباكِر

وَلي صاحِبٌ قَد رابَني أَو ظَلَمتُهُ

كَذَلِكَ ما الخَصمانِ بَرٌّ وَفاجِر

إِذا قالَ يَلحاني وَيعذُرُ نَفسَهُ

وَفي اللَهِ لِلمَظلومِ عِزٌّ وناصِرُ

وَإِنّي امرؤٌ عِندي وَعمداً أَقولُهُ

لآتي الَّذي يَأتي امرؤٌ وَهوَ خابِرُ

لِسانانِ مَعسولٌ عَليهِ غَراوَةٌ

وَآخَرُ مَذروبٌ عَليهِ الشَراشِرُ

يَبيتانِ عِندي ثُمَّ كُلٌّ إِذا غَدا

بِكُلِّ كَلامٍ قالَهُ الناسُ ماهِرُ

وَكانَ الَّذي يَلقى الوُعوثَةَ مِنهُما

عَلى سُبُلٍ قَد أنهَجَتهَا العَيائِرُ

فَقُلتُ وَلَم أَبخَل عَلَيهِ نَصيحَتي

وَلِلمَرءِ ناهٍ لا يَراهُ وَزاجِرٌ

إِذا أَنتَ حاولتَ البَراءَةَ فاجتَنِب

حَرا كُلِّ أَمرٍ تَعتَريهِ المَعاذِرُ

فَقَد تُسلِمُ المَرءَ المَعاذيرُ لِلرَدى

فَيردى وَقَد تُردي البَريءَ الجَرائِرُ

وَشاعِرِ سَوءٍ غَرَّهُ أَن تَرادَفَت

لَهُ المُفخِمونَ القَولَ إِنَّكَ شاعِرُ

عَطَفتُ عَليهِ مَرَّةً فَتَرَكتُهُ

لِما كانَ يَرضى قَبلَها وَهوَ حاقِرُ

بِقافِيَةٍ حَذّاءَ سَهلٍ رَوِيُّها

كَسَردِ الصَناعِ لَيسَ فيهِ تَواتُرُ

نَطَقتُ وَلَم يَعجِز عَليَّ رَوِيُّها

وَلِلقَولِ أَبوابٌ تُرى وَمَخاصِرُ

يُعَدّي الكَرى عَن عَينِهِ وَهوَ ناعِسٌ

إِذا اِنتَصَفَ اللَيلَ المُكِلُّ المُسافِرُ

إِذا ما قَضاها عادَ فيها كَأَنَّهُ

لِلَذَّتِهِ سَكرانُ أَو مُتَساكِرُ

الاكثر قراءة