يحل علينا يوم الـ25 من أبريل من كل عام، ذكرى تحرير أرض سيناء الغالية من الاحتلال الإسرائيلي، ليذكرنا بالدماء الطاهرة التي روت هذه الأرض الطاهرة عبر العصور زودًا عنها في مواجهة الأعداء.
وفي ذكرى كهذه، نتذكر الشهيد أحمد منسي، أحد أبطال قواتنا المسلحة، الذي سقط دفاعًا عن الأرض الغالية قبل أكثر من سبع سنوات، أثناء حرب الدولة المصرية على الجماعات الإرهابية التي أرادت أن تخطف أرض الفيروز.
أحمد منسي
بتاريخ الرابع من أكتوبر عام 1978، وُلِد أحمد صابر محمد علي منسي في مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، والتحق بالكلية الحربية وتخرج ضمن الدفعة الـ92 ليعمل كضابط في وحدات الصاعقة بالقوات المسلحة.
وقد خدم أحمد منسي لفترة طويلة في "الوحدة 999 قتال"، التي تختص بالمهام القتالية شديدة الحساسية خلف خطوط العدو في السلم والحرب، حيث تعتبر من أقوى وأعتى الوحدات الخاصة في الجيش المصري.
وانضم "منسي" إلى أول دورة للقوات الخاصة الاستكشافية المعروفة باسم الـ"SEAL" عام 2001، وفي عام 2013، حصل على درجة الماجستير في العلوم العسكرية من دورة أركان حرب.
وخلال مسيرته العسكرية، تجلى "منسي" كرمز يُحتذى به لمن حوله، إذ أظهر حبًا وولاءً عميقين لوطنه وعمله، مما أكسبه احترام ومحبة كل من عرفه.
في عام 2016، تولى "منسي" قيادة الكتيبة 103 ضمن سلاح الصاعقة بالجيش المصري خلفًا للشهيد العقيد رامي حسنين، الذي استشهد في أكتوبر 2016 في خضم عملية حق الشهيد.
أثناء قيادته لهذه الكتيبة المتمركزة بمدينة العريش فى شمال سيناء، أظهر كفاءة ملحوظة في محاربة الإرهابيين، ستتوج فيما بعد بنيل أعظم الدرجات، وهي الشهادة في سبيل الدفاع عن أرض الوطن.
محلمة البرث
في فجر يوم السابع من يوليو 2017، اقتحمت إحدى السيارات المفخخة، التي تم تدريعها بشكل جيد وتمويهها داخل إحدى المزارع، كمين البرث في رفح، حيث كان العقيد أحمد منسي ورفاقه متواجدين.
تبع ذلك، مهاجمة الكمين بواسطة 150 عنصرًا إرهابيًا معهم 12 عربة كروز محملة بالسلاح، بالإضافة إلى أسلحة خفيفة ومتوسطة وقذائف "آر بي جي" وقذائف "هاون" ومدافع "جرينوف" وقنابل يدوية ومفخخات.
وقد تصدت قوات الكمين بقيادة العقيد منسي بكل بسالة إلى العناصر الإرهابية، التي قامت بتطويق الكمين بالكامل وزرع عدد من الألغام، لصد أي محاولة للدعم البري.
أسفر الهجوم الإرهابي على كمين "البرث" عن سقوط 26 فردًا من أبناء قواتنا المسلحة ما بين شهيد وجريح، وتضمنت قائمة الشهداء العقيد أحمد منسي، جراء إصابته بطلق ناري، في حين قتل ما يزيد عن 40 فردًا من العناصر الإرهابية، فضلًا عن تدمير ست عربات تابعة لهم.
وكان "منسي" قد أوصى قبل وفاته بعدم غسله أو تكفينه، وأن يُدفن بملابسه العسكرية، وهو ما تحقق له بنيله الشهادة.
وقد شُيع جثمان العقيد منسي، فى جنازة عسكرية مهيبة من مسجد المشير طنطاوي، أعقبها دفنه في مقابر الأسرة بـ"الروبيكي" بالعاشر من رمضان، في محافظة الشرقية.
وتكريمًا لروحه، تم تسمية الكوبري العائم الذي يربط بين قناة السويس القديمة والجديدة بـ"الشهيد أحمد منسي"، كما جرى إطلاق اسمه على عدد من المدارس في محافظة الشرقية، بالإضافة إلى تكريم أسرته بشكل مستمر.