فاز الكاتب المصري محمد سمير ندا بجائزة البوكر العربية لعام 2025 عن روايته "صلاة القلق" الصادرة عن دار مسكلياني، وبذلك يصبح ندا ثالث كاتب مصري يحصد هذه الجائزة المرموقة بعد بهاء طاهر (2008) ويوسف زيدان (2009)، ما يضعه في مصاف كبار الأدباء العرب.
من هو محمد سمير ندا؟
وُلد محمد سمير ندا عام 1978 في بغداد، في أسرة ثقافية حيث كان والده، الصحفي والأديب سمير ندا، من الأسماء اللامعة في الأدب المصري، قضى ندا سنوات طفولته في بغداد قبل أن ينتقل مع عائلته إلى مصر، ثم يسافر إلى طرابلس وفرنسا ومالطا بسبب عمل والده.
تخرج ندا في كلية التجارة وعمل محاسبًا في القطاع السياحي، بدأ الكتابة في سن مبكرة، وأصدر أولى رواياته "مملكة مليكة" عام 2016، تلتها "بوح الجدران" عام 2021. أما روايته الثالثة "صلاة القلق"، فقد فازت بجائزة البوكر العربية لعام 2025.
وعن رواية "صلاة القلق"
تدور أحداث رواية "صلاة القلق" في عام 1977، في "نجع المناسي"، قرية نائية في قلب صعيد مصر، حيث يعتقد أهلها أن تجاوز حقل الألغام الذي يفصلها عن العالم هو أمر بالغ الخطورة، يعيش سكان النجع في عزلة تامة عن باقي العالم، ولا يعلمون أن حربًا بين مصر وإسرائيل قد استمرت لعشر سنوات منذ عام 1967، وأن العدو الإسرائيلي يحاول التوغل إلى مصر عبر هذه القرية، في الرواية، يُعتبر النجع خط الدفاع الأول على الحدود المصرية.
لا يتواصل السكان مع العالم سوى من خلال خليل الخوجة، الذي يمثل السلطة المحلية ويدير محلًا يطبع صحيفة محلية بعنوان "صوت الحرب"، الخوجة يتحكم في بيع وشراء احتياجات سكان النجع، ويشرف أيضًا على تجنيد أبناء القرية للمشاركة في الحرب، الرواية صدرت عن منشورات ميسكلياني.
وقال الكاتب محمد سمير ندا عن روايته: "القلق أصبح جزءًا من حياة المواطن العربي منذ عام 1948، وأصبح يشبه الصلاة في حياته اليومية"، وأشار ندا في كلمته خلال جلسة حوارية مع كتّاب القائمة القصيرة لجائزة البوكر في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات إلى أن "نجع المناسي" هو مكان خيالي من وحي المؤلف، لكنه يمكن أن يكون واقعًا في أي جزء من العالم العربي أو غيره، وأضاف أن الرواية تغطي الفترة من النكسة عام 1967 حتى عام 1977، وهي فترة شهدت تحولات كبيرة في الموقف المصري، أبرزها إعلان مصر استعدادها لزيارة الكنيست الإسرائيلي.