قال الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، إن مرور 100 يوم على حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتبنيه سياسة "أمريكا أولًا"، كان له تأثيرات سلبية واسعة على النظام الاقتصادي العالمي.
وأوضح خلال حديثة لبوابة "دار الهلال"، أن فرض ترامب رسوما تجارية على معظم دول العالم، وتصعيده الحرب التجارية مع الصين، واستهدافه لحلفاء الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي، ساهم في اهتزاز النظام القائم على التجارة الحرة والاحترام المتبادل، مما أدى إلى اضطراب الأسواق المالية وزيادة المخاوف من دخول الاقتصاد العالمي في حالة ركود.
وأشار "غراب" إلى أن مؤشر الدولار الأمريكي فقد نحو 9% من قيمته خلال المائة يوم الأولى من ولاية ترامب، لافتًا إلى أن السياسات التجارية المتبعة دفعت المستثمرين للاتجاه نحو الأصول خارج الولايات المتحدة، مما أدى إلى ضعف الدولار وارتفاع قيمة عملات أخرى مثل اليورو والين الياباني والفرنك السويسري بأكثر من 8% وفقًا للإحصاءات، إلى جانب ارتفاع أسعار الذهب.
وأضاف أن السياسة التجارية للرئيس الأمريكي ساهمت في رفع مخاطر حدوث ركود اقتصادي داخل الولايات المتحدة مع تزايد معدلات التضخم، الأمر الذي حد من قدرة البنك الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة المحتمل.
وتابع "غراب" أن التوقعات الاقتصادية ترجّح استمرار تراجع الدولار خلال السنوات المقبلة، بما قد يدفعه إلى أدنى مستوياته أمام اليورو بحسب توقعات دويتشه بنك.
وأوضح أن الفترة الماضية شهدت خسائر ضخمة في أسواق الأسهم بلغت تريليونات الدولارات، بالإضافة إلى تقليص شركات الطيران لعدد رحلاتها، وتزايد التشاؤم في التوقعات السنوية لكبرى الشركات، كما توقف العديد من تجار التجزئة في الولايات المتحدة عن بيع السلع الصينية بسبب ارتفاع الرسوم الجمركية، إلى جانب خفض صندوق النقد الدولي لتوقعاته بشأن نمو الاقتصاد الأمريكي، وتجميد بعض الشركات لعمليات التوظيف الجديدة.