قال الدكتور محمد عبد الهادي، الخبير الاقتصادي، إن سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال أول مئة يوم من توليه الحكم، والتي قامت على مبدأ "أمريكا أولًا"، كان لها تأثير بالغ على الاقتصادين المحلي والعالمي.
وأوضح عبد الهادي في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن ترامب حاول خلال تلك الفترة إصدار مجموعة من القرارات التي تهدف إلى خدمة المصالح الأمريكية بالدرجة الأولى، أبرزها فرض رسوم جمركية على دول العالم.
وأشار إلى أن البداية كانت بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات القادمة من المكسيك وكندا، تلتها إجراءات مماثلة شملت دول الشرق الأوسط بمتوسط رسوم بلغ 10%، كما تصاعدت التوترات إلى نشوب حرب تجارية مع الصين، ثاني أكبر اقتصاد عالمي، حيث فرضت إدارة ترامب رسومًا جمركية بلغت 145%.
وأضاف الدكتور عبد الهادي أن هذه السياسات أدت إلى ردود فعل عالمية سلبية، حيث اضطرت العديد من الدول إلى اتخاذ مواقف عدائية تجاه السياسة التجارية الأمريكية، مما انعكس بشكل مباشر على حركة الأسواق العالمية، فقد فقد مؤشر "داو جونز" الأمريكي نحو 2000 نقطة خلال إحدى الجلسات، نتيجة تراجع معنويات المستثمرين.
وفي السياق ذاته، تطرق عبد الهادي إلى الإجراءات الصارمة التي اتخذها ترامب ضد المهاجرين، ومنها إغلاق الحدود مع المكسيك وبدء أكبر عملية ترحيل للمهاجرين غير الشرعيين، بالإضافة إلى إلغاء بعض برامج الحماية للمهاجرين وبرامج اللجوء، وهو ما أسهم في تصاعد حالة عدم الاستقرار الداخلي.
وحول تداعيات هذه السياسات على أسواق الذهب والنفط، أوضح الخبير الاقتصادي أن التخوف العالمي من الركود والتضخم دفع الدول الكبرى إلى اللجوء للذهب كملاذ آمن، مما تسبب في ارتفاع أسعاره عالميًا وتخطيه حاجز 3400 دولار للأونصة، وهو مستوى غير مسبوق، كما سجل الدولار الأمريكي تراجعًا حادًا، إذ انخفض بنسبة 1.09% خلال إحدى الجلسات، في سابقة لم يشهدها الاقتصاد الأمريكي.
أما بالنسبة لأسعار النفط، فأكد عبد الهادي أن فرض الرسوم الجمركية تسبب في تباطؤ حركة التجارة العالمية، مما أدى إلى تراجع الطلب على النفط، وسجلت الأسعار انخفاضًا حادًا إلى مستوى 55 دولارًا للبرميل خلال إحدى جلسات التداول، وسط مخاوف متزايدة من الركود التضخمي.
وشدد الدكتور محمد عبد الهادي على أن محاولات إدارة ترامب لإنقاذ الاقتصاد الأمريكي عبر السياسات الحمائية باءت بالفشل، وألحقت أضرارًا بالغة بالأسواق المالية والاقتصاد العالمي ككل.