الأربعاء 7 مايو 2025

مقالات

الدراما التليفزيونية المصرية.. حياة جديدة في عالم جديد! (1)

  • 6-5-2025 | 13:12
طباعة

ثمة فجوة واضحة في الدراما المصرية بين ما تقدمه والمأمول منها،  وهذا المأمول لا يتوقف فقط على المحتوى، بل على  التقنيات المستخدمة والتمويل والإنتاج والتسويق والمنافسة مع القنوات العالمية والعربية التي تقدم محتوى يمكن للجمهور المصري أن يقبل عليه وبشكل مكثف مما يعرض الهوية والتاريخ للتشويه المتعمد.

إن المتتبع لتاريخ الدراما المصرية منذ ظهور السينما والإذاعة والتليفزيون سيلاحظ التفاعل الشديد بينها وبين الأحداث الاجتماعية والسياسية والثقافية والتاريخية خلال عقود الأربعينيات وحتى التسعينيات، لكن السؤال الذي ألقي في بحيرة هذه الدراما عن مدى صلاحيتها مؤخرا للتجاوب مع الأحداث المحلية والوطنية والعالمية، وعلاقة الدراما بالهوية المصرية، وملامح هذه الهوية من الإسكندرية وحتى حلايب وشلاتين ومن طابا في الشرق حتى السلوم وحدود مصر مع السودان وليبيا في أقصى الغرب، ثم علاقتها بالقيم الإنسانية الراسخة في المجتمع المصري،  وكذلك وهو الأمر الرابع ما الذي نريد تقديمه للعالم وما الذي نريد تقديمه لأنفسنا، هذان أمران محوريان، وهو ما يحتاج إلى وقفة  لكي نلقي أولا بالأسئلة الحقيقية ثم نحاول الإجابة عليهاـ كي لا نطلق أحكاما غير حقيقية ونفترض رؤية لا علاقة لها بالواقع.

هل بدأت الدراما بروح مصرية أم اقتبست من الدراما العالمية ممصرة لأعمالها؟ ومتى بدأ ظهور الحس الوطني والقومي في الدراما المصرية؟ ومتى لجأت الدراما للرواية المصرية؟ وما العلاقة بين الدراما المصرية والواقع المصري؟ وهل هناك علاقة بين الدراما وبين ما نهدف إليه من خلق أجيال ممتلئة بالثقافة والخيال؟ ومتى تدخلت الدولة في الدراما لتصحيح وجهتها أو توجيهها لطريق معينة؟ ومتى احتل التليفزيون المرتبة الأولى متقدما على السينما المصرية؟ وهل يعبر الإنتاج الفني المصري عن هموم الوطن والمواطن، وعن الخيال وعن الهوية، وحين نتحدث عن ذلك فنحن نتحدث عن واقع نعيشه في ظروف عالمية اقتصادية وسياسية متشابكة، ولا يمكن تقديم محتوى درامي خال من رصد كل هذه القضايا.

إن عمليات التحسين المستمر في  الدراما التليفزيونية ضرورة،  استجابةً للمتغيرات السريعة التي يشهدها المجال الفني. لذا، يتعين على الكُتّاب والمخرجين والممثلين التعاون بشكل أعمق لإنتاج محتوى يلامس الجمهور بصدق. يُعَدُّ الابتكار في الكتابة وتطوير الشخصيات أحد المفاتيح الأساسية لجذب المشاهدين. كما ينبغي إدراج التقنيات الحديثة في التصوير والمونتاج، مع الأخذ في الاعتبار أهمية الجودة في المحتوى الفني. إنه من الضروري دمج أساليب جديدة، مثل تقنيات التفاعل مع الجمهور عبر المنصات. الرقمية، بحيث لا تقتصر الدراما على الشاشة التقليدية فقط. 

إن الفحص النقدي لما يُنتَج اليوم وتقييمه من منظور ثقافي وإعلامي يمكن أن يسهم في رسم معالم مستقبل الدراما التليفزيونية المصرية. بالاستفادة من التجارب العالمية والمحلية، يمكن وضع استراتيجيات مبتكرة تلبي تطلعات الجمهور، وتعكس هويته وتعزز من ثقافته. من خلال البحث المستمر والاهتمام بآراء الجمهور وتشكيل شراكات مع المبدعين في مجالات مختلفة، يمكن للصناعة أن تشهد نهضة حقيقية وأن تستعيد مكانتها الرائدة في العالم العربي، مما سيعمل على توسيع دائرة التأثير ويعزز الإبداع في قضايا متنوعة.

تاريخ الدراما التليفزيونية المصرية

بدأ الإنتاج الفني السينمائي والدرامي المصري بالاقتباس من الفنون العالمية وأخذ منها واعتمد على العديد من الأعمال الأجنبية (الناجحة) من خلال تمصيرها وإكسابها الروح المصرية، في بداياته في العشرينيات والثلاثينيات وحتى الأربعينيات إلى أن بدأ يأخذ الواقع المحلي في الاعتبار بأفلام خلدتها السينما  مثل  العزيمة (1939) حيث تظهر الحارة المصرية بشكلها الواقعي للمرة الأولى على شاشة السينما بتمثيل الرائدة فاطمة رشدي وحسين صدقي، بفيلم من تأليف وإخراج رائد الواقعية السينمائية كمال سليم في هذا الوقت وممهدا الطريق لأعمال تهتم بالشأن المصري الاجتماعي والثقافي، وخلدها التليفزيون وكذلك الإذاعة المصرية.

أما فيما يتعلق بتاريخ الدراما التليفزيونية المصرية فقد بدأت  تلك الرحلة الفريدة في خمسينيات القرن العشرين عندما تم تأسيس ماسبيرو، التلفزيون المصري. في البداية، كانت الدراما التليفزيونية تعتمد بشكل كبير على النصوص الأدبية والمسرحية، حيث كانت تحاكي الجوهر الثقافي والأدبي للمجتمع المصري، وذلك من خلال تقديم قصص محلية تعكس القضايا الاجتماعية والسياسية السائدة. انطلقت أولى المسلسلات المصرية في عام 1960، مع عرض مسلسل "المفتش العام" الذي تمحور حول الصراعات السياسية والفكرية، ليتوجّه بعد ذلك إلى تطور أكبر في مضامين الدراما، متمثلاً في سلسلة من الأعمال التي عالجت قضايا الحياة اليومية.، وهو ما يختلف مثلا عن الدراما التليفزيونية الأمريكية التي بدأت في الأربعينيات من القرن الماضي وأصبحت هناك شركات عالمية متخصصة باستثمارات مليارية من أجل التعامل مع الشارع الأمريكي والعالمي مع عشرات المنصات الرقمية المتاحة بكل اللغات‘ وربما هنا يجب أن أشير إلى أهمية الدراما التليفزيونية المصرية  وإعادة وجودها وتثبيتها في الشارع العربي وليس المصري فقط، هذا أمر حيوي  وحازم في حركة هذه الدراما.، وهذا يعني أهمية النظر للإنتاج الأدبي العربي وواقعية إنتاجه للتليفزيون المصري.

في السبعينيات والثمانينيات، شهدت الدراما التليفزيونية المصرية انفجارًا إبداعيًا مع زيادة الإنتاج، وانتشار العديد من المسلسلات الكلاسيكية التي تمكنت من كسب شعبية واسعة. فمسلسلات مثل "أبو العلا البشري" و"ليالي الحلمية" تدل على العمق الفكري والخيال الإبداعي الذي كان يحاول دمج الأحداث التاريخية مع الدراما الاجتماعية. وقد برزت مسلسلات مثل "رأفت الهجان" وغيرها من المسلسلات ذات الطابع الوطني التي لا تخلو من التشويق كنماذج على كيفية استخدام الدراما للتعبير عن القضايا السياسية الملحة، وتعزيز الهوية الوطنية للمشاهد.

مع دخول الألفية الجديدة، غصّت الدراما المصرية بتحديات جديدة، لكن ذلك لم يثنِ من عزيمة الكتاب والمخرجين الذين لجأوا إلى الابتكار، من خلال دمج القضايا الحديثة مع الأساليب التقليدية. ونمت اتجاهات جديدة تشمل الكوميديا الاجتماعية، والدراما النفسية، التي عكست التحولات الاجتماعية والاقتصادية في مصر، مما أعطى بعدًا إضافيًا لفهم الحياة اليومية لدى المصريين. اليوم، تمثل الدراما التليفزيونية المصرية جسرًا يربط بين الماضي والحاضر، مع قدرة واضحة على التكيف مع متطلبات العصر الحديث، واستمرارية التأثير في الثقافة العربية ككل.

أهمية الدراما التليفزيونية في المجتمع

تعتبر الدراما التليفزيونية واحدة من أهم الوسائل التي تعكس واقع المجتمع المصري وتساهم في تشكيل ثقافته وهويته. منذ بداياتها، لعبت الدراما دورًا محوريًا في نقل القضايا الاجتماعية والسياسية التي تؤرق المجتمع، مما جعلها منصة حوارية تسلط الأضواء على الموضوعات الحساسة مثل الفقر، والفساد، والمرأة، والعائلة. من خلال حبكات متقنة وشخصيات متنوعة، تستطيع الدراما التليفزيونية تجسيد تجارب الإنسان المصري اليومية، مما يجعلها تعبر عن مشاعر وآمال الجمهور. تصبح المشاهد حينئذ أمام مرآة عكست انفعالاتهم ومشاكلهم، مما يعزز التفاعل الاجتماعي والفهم الأعمق للواقع.

إلى جانب ذلك، تتجاوز الدراما حدود الترفيه لتصبح أداة تعليمية وتثقيفية. عبر سرد القصص، يمكن للدراما التليفزيونية توصيل أفكار قيميّة، وتعليم الدروس الحياتية، وتعزيز القيم الوطنية. تعمل هذه الأعمال على تحفيز النقاشات العامة، سواء كانت تتعلق بالأسرة أو بالصحة النفسية أو بالعلاقات الإنسانية، مما يغذي الوعي الاجتماعي بين الأفراد. كما أنها تدعو إلى التفكير النقدي وتقديم حلول غير تقليدية للمشاكل المعاصرة.

في السياق ذاته، يمكن اعتبار أن الدراما تخدم كحلقة وصل بين الأجيال، حيث تعيد إحياء التقاليد والقيم الثقافية عبر قصصها ومشاهدها. يساعد هذا التواصل بين الأجيال في الحفاظ على التراث الشعبي وموروثات الهوية، بينما يتم تحديثها لتتناسب مع التغيرات الحضارية والجديدة. إن هذا التوازن بين التراث والمستقبل يجعل من الدراما التليفزيونية ركيزة أساسية في تشكيل نمط الحياة والمجتمع المصري، مما يسهم بشكل فعّال في تعزيز روح الانتماء الوطني والهوية الثقافية.

العوامل المؤثرة على جودة الدراما

تتأثر جودة الدراما التليفزيونية المصرية بعدد من العوامل المتداخلة، التي تلعب دوراً حاسماً في خلق تجربة مشاهد غنية وملهمة. من أبرز هذه العوامل الكتابة والسيناريو، حيث يعتبر النص المحوري الذي يحدد توجه العمل الفني. فكتابة سيناريو متوازن يتضمن حبكة واضحة وشخصيات معقدة وغير نمطية يمكن أن يرفع من مستوى الدراما ويجذب المشاهدين للتفاعل مع الأحداث. الكتابة الجيدة تُسهم أيضًا في تطوير الحوار، وبالتالي فإن قدرتها على توصيل المفاهيم والمشاعر بصورة فعلية ومصداقية تُعتبر جوهرية. يزداد التحدي عندما يتعلق الأمر بإضفاء الطابع الثقافي والاجتماعي الذي يعكس قضايا المجتمع المصري، مما يسهم في تعزيز الاتصال العاطفي بين المشاهد والدراما المقدمة.

علاوة على ذلك، يلعب الإخراج دورًا محوريًا في نقل النص إلى الشاشة، حيث إن الرؤية الإخراجية تحدد كيفية تقديم الصورة الصوتية والمرئية. يقوم المخرج بتوجيه الممثلين، وتحديد الإضاءة، واختيار المواقع، وتوظيف التقنيات الحديثة مثل التصوير المتقدم والمونتاج لإضفاء عمق درامي كبير. هذه العناصر مجتمعة تخلق تجربة بصرية مميزة تساهم في مدّ المشاهد بالنشوة والرغبة في متابعة القصة.

من جهة أخرى، يعتبر الأداء التمثيلي أساسياً في التأثير على استجابة الجمهور، حيث يتطلب الأمر من الممثلين تجسيد الشخصيات بشكل واقعي ومؤثر. إن القدرة على التعبير عن العواطف بصورة صحيحة وتقديم أداء طبيعي يعزز من مصداقية العمل، مما يجعل الجمهور يشعر بأنهم جزء من الحكاية. بالإضافة إلى ذلك، تلعب تقنيات الإنتاج والتكنولوجيا الحديثة دوراً متزايد الأهمية، حيث تتيح تحسينات مثل المونتاج الرقمي والمؤثرات الخاصة إمكانية خلق تجارب درامية غامرة. يجمع كل ما سبق بين العناصر الإبداعية والإنتاجية بطريقة متكاملة تسهم في تحسين جودة الدراما التليفزيونية المصرية، مما يساعد على مواجهة التحديات المعاصرة في صناعة الفن.

قياس مدى جودة الدراما

في عصر الشبكات الاجتماعية والذكاء الاصطناعي تلجأ شركات الإنتاج التليفزيوني في الدول المتقدمة كالولايات المتحدة واليابان والصين والدول الأوروبية إلى  مراجعات النقاد، إلى جانب تعليقات الجمهور، أدوات فعالة في قياس وصل الأعمال الدرامية. فبعض الأعمال تحظى بشعبية كبيرة، مما يجعلها تتصدر قائمة المشاهدة، بينما تواجه أخرى انتقادات حادة رغم محاولاتها لكسب رضا الشارع.

تلعب المنصات الرقمية دورًا محوريًا في انتشار المحتوى، حيث يتجه العديد من المتابعين إلى إنشاء محتوى نقدي ومراجعات بطريقة تعكس آراءهم الشخصية، وتعزز من قبول أو رفض العمل. وفي هذا السياق، تشير دراسة حديثة إلى أن نحو 70% من الجمهور الأمريكي يعتمد على تقييمات الأقران أو مراجعات الأقران  أو ما يعرف Peer Review    وهو ما يعني المراجعات التي يقوم بعض الكتاب أو أفراد الجمهور من المثقفين بعمليات عرض لهذه المسلسلات أو البرامج على تطبيقات السوشيال ميديا ويؤثر ذلك بشدة في مدى قبول الجمهور العام على اتخاذ قرار بالمشاهدة، مما يبرز قوة تأثير الشارع في توجيه الصناعة.

الكتابة والسيناريو

الكتابة والسيناريو هما القلب النابض لأي عمل درامي، حيث تتشكل من خلالهما الأسس التحتية التي تُبنى عليها الشخصيات والأحداث. في الدراما التليفزيونية المصرية، يُعتبر السيناريو الأداة الأساسية المسؤولة عن نقل الرسائل الثقافية والاجتماعية، مما يساهم في تجسيد القضايا المعاصرة في طابع عام وشامل. تتنوع أساليب الكتابة لتشمل الأسلوب التقليدي الحواري، حيث تتداخل القصة مع تشابك العلاقات الإنسانية، أو الأسلوب الحديث الذي قد يميل نحو تقنيات السرد غير الخطّي، مما يمكن المشاهد من تذوق الأمور من زوايا مختلفة.

الخطة المحكمة للسيناريو تتطلب مزيجًا من الإبداع والتقنية، حيث يجب على الكُتّاب مراعاة التوقيت والمكان، وتوازن تقديم الأحداث، مما يحفظ الشغف والإثارة على مدار الحلقات. تتضمن هذه العملية تطوير الشخصيات بعمق، بل وتقديمها ككيانات متفاعلة تعكس الصراعات الداخلية، ما يُثري من محتوى العمل. من هنا، يستوجب الأمر على المؤلفين التعامل مع نصهم كتحفة فنية يمكن أن تُعيد تشكيل نفسها مع كل حلقة، مستجيبة لتفاعلات الجمهور وملاحظاتهم.

علاوة على ذلك، أصبح مفهوم الكتابة للدراما التليفزيونية في مصر يشمل الآن مزيجًا من سرد القصة والتفاعل مع المشاهدين عبر شاشة صغيرة قد تكون مجهزة للتواصل المباشر، مما يستوجب الإبداع في استخدام منصات وسائل التواصل الاجتماعي. لذلك، في خضم هذه الديناميكيات المعقدة، تكمن أهمية وجود كتاب سيناريو قادرين على الابتكار، للارتقاء بمستوى الدراما المصرية، وجعلها أكثر جذبًا وعمقًا، مما يمكنها من أن تُنافس على المنصات التقليدية والدولية..

إن أحد أهم أفكار الكتابة الدرامية هو استخدام النصوص السردية كالروايات في الأعمال الدرامية,  وكان ذلك دأب السينما والتليفزيون المصري حتى الألفية الجديدة،  لكنها تراجعت بشكل كبير الآن في الدراما التليفزيونية، وعلى سبيل المثال إذا ألقينا نظرة سريعة على أهم 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية سنكتشف أمرًا يمكن أن يساعدنا في تحسين الدراما التليفزيونية، وسأقتصر هنا على أول 20 فيلما منها كنموذج، فالعلاقة بين الدراما والرواية علاقة في غاية الأهمية، وابتعاد التليفزيون والسينما عن الرواية أمر في غاية الغرابة، فبناء العقل الفني والقيمي والجمالي يعتمد على الأعمال السردية الأصيلة التي حصلت على جوائز محلية وإقليمية كبيرة، دعونا نلقي نظرة على أهم أول 20 فيلما من أعمال السينما المصرية.

هذه دلالة في غاية الأهمية وهي العلاقة بين الرواية والدراما بشكل عام.

كيفية   الإخراج

يُعتبر الإخراج عنصراً حيوياً في تشكيل تجربة المشاهد، حيث يمتد تأثيره إلى عمق العمل الدرامي، ويُعزّز محتواه الفني والرسالة التي يسعى لتوصيلها. يعتمد الإخراج الجيد على قدرة المخرج على تجسيد الرؤية الإبداعية للنص الكتابي، وتحويل الكلمات إلى مشاهد تنبض بالحياة. يستند المخرج إلى مجموعة متنوعة من التقنيات، بدءاً من اختيار الزوايا المناسبة للتصوير إلى تنسيق الحركة بين الممثلين، مما يساهم في خلق جمالية بصرية تأسر انتباه الجمهور.

علاوة على ذلك، تتطلب عملية الإخراج الفعّال تواصلًا مستمرًا مع جميع أفراد فريق العمل، من الكتاب والممثلين إلى الفنيين والعاملين في الإنتاج. هذا التفاعل يسهم في تكامل العناصر المختلفة، حيث يتطلب من المخرج أن يكون صانع قرار حذراً ومبدعاً في ذات الوقت، مما يؤثر بشكل مباشر على الأداء العام للدراما. باستخدام تقنيات الإضاءة والموسيقى والمونتاج، يمكن للمخرج تعزيز الأجواء الدرامية وإضفاء لمسات فريدة على القصة. يُعتبر الإيقاع، على سبيل المثال، أحد العناصر الأساسية التي يعمل المخرج على ضبطها بعناية لمواصلة جذب اهتمام الجمهور وإشراكهم بشكل عاطفي مع الأحداث.

في الدراما التليفزيونية المصرية، تأتي أهمية الإخراج من السياق الثقافي والاجتماعي الذي يحيط بالقصص المتناول، وهو عامل  مصيري لتقديم  موضوعات معقدة بطرق تعكس القيم والتقاليد المحلية.

يستطيع المخرج، بفهمه العميق لهذا السياق، أن يعكس القضايا الاجتماعية والإنسانية ويعطي صوتًا للشخصيات الفريدة. من خلال هذا الإخراج المدروس، يمكن للدراما أن تبني جسوراً من التفاهم والتعاطف بين المشاهدين والقضايا المطروحة، مما يجعلها أكثر من مجرد تسلية، بل تجربة ثقافية غنية.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة