صدر هذا الكتاب مؤخراً عن الهيئة العامة لقصور الثقافة ضمن سلسة «إصدارات خاصة» والكتاب من القطع المتوسط، وقد جاء الكتاب في 487 صفحة مشتملاً على سبعة عشر عنواناً بعد مقدمة بقلم «لورد شاكلتون» (مجلس اللوردات) وتصدير بقلم «سير جوليان هكسلي»، أما عن مؤلفة هذا الكتاب «راشيل كارسون» (1907– 1964) فقد تخصصت في اللغة الإنجليزية في جامعة بنسلفانيا، ثم حصلت على البكالوريوس في العلوم البيولوجية سنة 1929م، وقامت بإجراء البحوث في علم الوراثة بجامعة «جونز هوبكنز»، وفي علم الحيوان بجامعة ماريلاند. من مؤلفاتها الأخرى «تحت رياح البحر»، «حافة البحر»، «البحر من حولنا».. وترجمه العلامة الدكتور أحمد مستجير أستاذ الوراثة المعروف بجامعة القاهرة، وأحد علماء البيئة الدوليين الكبار.
وفي هذا الكتاب الرائع المثير للجدل، استخدمت المؤلفة "راشيل كارسون" دراستها لعلوم الحياة ومقدرتها ككاتبة في أن تطرق وبعنف وجهة مهمة -بل ومشؤومة- من أوجه التقدم التكنولوجي للإنسان، إنها قصة استعمال الكيماويات السامة في الريف، وذلك التحطيم واسع النطاق للحياة البرية في أمريكا (والذي سببته مبيدات الآفات والفطريات والأعشاب) ولكن "الربيع الصامت" ليس مجرد كتاب عن السموم، إنه كتاب عن علم البيئة، أو علاقة النباتات والحيوانات ببيئتها، وببعضها البعض، إن علماء البيئة يصبحون الآن أكثر وأكثر اتفاقا على أن الإنسان في هذا المقام ليس سوى حيوان، بل إنه بحق أكثر الحيوانات أهمية، وإنه مهما كان سكنه مصطنعا، فهو يستطيع أن يسمح بتحطيم الكائنات الحية التي نشأ عنها حديثا، دون أن يصيبه أذى، وعلى هذا، فإن الآنسة "كارسون" تقدم للبشر -أساساً- قضية مقنعة أحسن تعضيدها بالحجج، ليتعلموا أن يقدروا حقيقة أنهم جزء من العالم الحي، الذي يعمر هذا الكوكب، وأن عليهم أن يتفهموا شروط البقاء، وأن يتصرفوا دون أن ينتهكوا هذه الشروط.
ولم يتعرض البريطانيون -حتى كتابة هذا الكتاب- في إنجلترا لنفس قوة الهجوم الذي تعرض له الأمريكيون، ولكننا سنجد هنا ناحية عابسة للقصة، فلقد كانت هنا مثلاً، تلك التقارير عن مرض غامض يصيب الثعالب، جاءت أول التقارير الجوهرية عن "موت الثعالب" في نوفمبر 1959 من "أوندل" في "نورثامبتون"، ثم بدأت التقارير بسرعة تصل من كل أنحاء البلاد، حتى قدر عدد الثعالب التي وجدت ميتة بألف وثلاثمائة ثعلب، وكان هناك كثير من التخمينات عن السبب، واقترح البعض أن السبب هو مرض فيروسي، فقد كانت الأعراض ملفتة للنظر، إذ تبدو الثعالب دائخة، نصف عمياء، فائقة الحساسية للضوء، تكاد تموت من العطش ثم تموت.
وقد علقت على هذه الحادثة مصلحة المحافظة على البيئة عرضاً غريباً، إذ تبدو الثعالب المريضة وقد فقدت خوفها من الإنسان، حتى لقد وجدت في مناطق غير معقولة، مثل الساحة الخاصة بحارس الغابة (هيثورب)، ولم يكن هناك من الاختبارات البسيطة وقتئذ ما يوضح السبب، ولكننا الآن نعتقد عموماً -وبناء على الطرق الأكثر استقصاء التي طورت حديثاً- إن سبب موت الثعالب كان الهيدرو كربونات الكلورنية وغيرها من السموم التي استعملت بحرية فائقة في الريف.
ولم يكشف الحقيقة إلا أكوام الطيور الميتة، ولقد حذر علماء الحياة من الخطر سنين، وارتفعت سنة 1960م -في البرلمان وغيره من الأماكن- أصوات تطلب تقييد -بل وحظر- استعمال كيماويات (كالديلدرين والألدرين والهبتاكلور)، وأصبح من الواضح أن السيطرة على استعمالها كانت غير كافية على الإطلاق، ووصلت مناشدات من جهات رسمية تطلب زيادة الحيطة، حتى ربيع سنة 1961م عندما ظهرت عشرات الألوف من الطيور مبعثرة في الريف، ميتة أو محتضرة في ألم، ولعل في القصة التالية لضيعة واحدة ما يوضح طبيعة المأساة، فقد أبلغ في ربيع 1960م عن خسائر فادحة في الطيور من (طامبي بلنكولنشير)، وفي سنة 1961م أحصى ما يزيد عن 6000 طائر ميت، أما قائمة الطيور الميتة في الضيعة الملكية في ساندر نجهام بنورفولك فقد شملت واحداً وعشرين نوعاً من الطيور، وفي مسح خاص جمع ما يزيد على 142 جثة خلال 11.5 ساعة، كما جمعت المئات خلال أسبوع، ومن بين الطيور سنجد طائر الشرشور الجبلي، الذي يحميه القانون خاصة، وقد سقط أمام منجل السموم الكيماوية الذي لا يميز.
وفي أعقاب هذه الكارثة ازداد الإلحاح لاتخاذ إجراء حاسم ونوقش الموضوع باستعجال في البرلمان، وطلبت وزارة الزراعة والمصايد والأغذية، عقد اجتماعات خاصة، وتدخلت مصلحة المحافظة على البيئة -مثل الجمعية الملكية لحماية الطيور، والاتحاد البريطاني لعلم الطيور، وجمعية بحوث طيور الصيد- وعقد في النهاية اتفاق اختياري بالابتعاد عن استعمال معالجات معينة للبذور، إلا عند توقع هجوم خطير لذبابة بادرات القمح، وعندئذ يكون الاستعمال فقط في الزراعة الخريفية، ولكن هناك من البراهين ما يدل على أن التسمم الناتج عن الرش مازال مستمرا، ولو أن المؤكد أن هذا الخطر الاختياري قد تسبب في انخفاض واضح في موت الطيور بسبب السموم التي تعالج بها البذور، ولقد كانت ظروف الزراعة طيبة جداً في موسم 1961م- 1962م، الشيء الذي ولابد أن كان له أثره في خفض أعداد الطيور النافقة، ورغم ذلك فقد أبلغ عن الكثير من الطيور النافقة من أماكن متباعدة، ومرة أخرى كانت قائمة الموت طويلة في طامبي، لا سيما بالنسبة لطيور الفزان، حيث تأثر الخصب في الطيور تأثراً خطيراً، وقد ابتدأ هجر الأوكار في أوائل العام، وكان العدد الذي نفق من عينة 740 بيضة أقل بكثير من المعدل، كما أن الكثير من الأنفاق كان صغيراً ومات بسرعة، وقد وجد باستخدام الطرق المحسة في التحليل أن الكثير من البيض الذي لم يفقس كان يحتوي على الزئبق وال"ب.هـ.ك."( بنزين هكسا كلوريد)، وهذان مبيدان كيماويان استعملا بكثرة في الزراعة.
وقصة الباز الجوال، لها أهميتها الخاصة، إنها تمييز التغير الذي حدث في الريف بسبب السموم الكيماوية، فلطائر الباز -كغيره من المفترسات- دوره المهم الذي يلعبه في أيكولوجيا الريف، وإذا نظرت على خريطة انتشار الباز سنة 1962م فستجد أنه قد اختفى تقريبا من جنوب إنجلترا، أما في شمال إنجلترا فلا يزال الباز موجوداً بأعداد معقولة، غير أن نصف البيض -الذي يضعه البعض فقط من الطيور- لا يفقس، وفي جنوب اسكتلنده سنجد أيضاً نفس الوضع، ولم يعد هناك موسم تكاثر طبيعي حقاً إلا في أعالي اسكتلنده وفي الجزر، ولقد حللت بيضة مأخوذة من وكر مهجور قرب بيرث، واتضح أن السموم قد وصلتها.
ولقد وجدت أيضا مفترسات أخرى -كالبوم- ميتة، وهناك واقعة لها أهميتها في تلك البومة السمراء المصفرة التي وجدت ميتة في كينسنجتون في 9 يوليو 1962م، فلقد حلل هذه البومة أحد الكيماويين التابعين للجمعية الملكية لحماية الطيور، ووجد أنها تحتوي على الزئبق وهكسا كلوريد البنزين والهبتا كلور، والدريلدرين، والأرجح أن هذه البومة قد تسممت بسبب أكلها للقوارض أو الحشرات في حدائق لندن، كما وجد أحد طيور (الدج المغرد) ميتاً في وسط لندن في صيف 1962م، وكان يحتوي على مركبات مماثلة. إن العدد من كيماويات الحدائق المعروضة للبيع، والتي تعتمد على الهيدروكربونات الكلورينية، والتي يكتب عليها أنها مأمونة، يشكل عاملاً جديداً مقلقاً، لاسيما إذا عرفنا أن هذا الدمار بالحقول، ومن المحتمل أن حدائقنا هي الأخرى قد غدت أماكن في غاية الخطورة بالنسبة للحياة البرية.
وقد بدأت المؤلفة حديثها تحت عنوان "أسطورة للغد" بالكلام على مدينة كأنها جنة وارفة الظلال تقول "كانت هناك مدينة في أمريكا تبدو فيها الحياة كلها في وفاق فيها حقول الحبوب وسفوح البساتين، تسبح فوق حقولها الخضراء في الربيع سحب بيضاء من الأزهار ثم زحفت كارثة غريبة فوق المنطقة، وابتدأ كل شيء يتغير، وجثم سحر مشئوم فوق المجتمع، واجتاحت أمراض غامضة قطعان الدجاج، ومرضت الماشية والأغنام لتنفق، داخل سبح الموت في كل مكان.......؛ ما الذي أسكت أصوات الربيع في هذا العدد الكبير من مدن أمريكا؟ إن هذا الكتاب محاول لشرح هذا السبب.
وترى المؤلفة أن معرفتنا بطبيعة هذا التهديد لا تزال معرفة محدودة جداً إذ إن هذا العصر هو عصر المتخصصين، فيه ينظر كل متخصص إلى مشكلته غير عارف بالإطار الأكبر التي تتوافق داخله، أو متعصباً ضده، ثم إنه أيضا عصر الصناعة عصر لا اعتراض فيه على حق اكتساب القرش أيا كانت الوسيلة، وإذا ما احتج الجمهور يوماً، عندما يجابه بعض البراهين الواضحة على النتائج التخريبية لاستخدام المبيدات الحشرية، فإنه يسكن بحبوب مهدئة نصف الحقيقة، إننا نحتاج بشدة على وضع حد لهذه التأكيدات الكاذبة، إلى نهاية حبوب الحقائق الكريهة المغلفة بالسكر، إن الجمهور هو من يطلب منه المجابهة التي يقدرها مكافحو الحشرات، والجمهور هو الذي يحق له أن يقرر ما إذا كان يود أن يستمر على الطريق الحالي أم لا، وهو لا يستطيع ذلك إلا إذا كان على بينة بالحقائق. وكما قالت: (جين روستان): "إن ما علينا أن نتحمله، يعطينا الحق في أن نعرف".
ثم تناولت المؤلفة الأسباب التي أدت إلى تلوث المياه السطحية والبحار الجوفية فقد كانت مياه الري في هذه المزارع تأتي من آبار ضحلة وعند فحص هذه الآبار اتضح أنها تحتوي على خليط من الكيماويات، كانت الكلوريدات وأملاح حامض الفسوفونيك والفلوريدات والزرنيخ تصرف أثناء عمل ترسانة روكي ماونتن في أحواض النفاية، ويبدو أن الماء الجوفي بين الترسانة وهذه المزارع أصبح ملوثاً، وأن الأمر استدعى 7 – 8 سنين لكي تنتقل النفايات تحت الأرض مسافة الأميال الثلاثة التي تفصل الأحواض عن المزارع، وقد استمر هذا النشع في الانتشار ليلوث مساحات أوسع غير معروفة.
وبعد دراسة طويلة دقيقة، انتهى الكيماويون بالمؤسسة إلى أن هذه المادة تكونت تلقائياً في الأحواض المكشوفة، وأنها نشأت هناك تلقائياً من بعض المواد الأخرى التي تخلصت منها الترسانة -في وجود الماء والهواء وضوء الشمس، وعلى هذا تحولت أحواض النفايات وبدون تدخل من الكيماويين- إلى معامل كيماوية لإنتاج نوع جديد من المبيدات، نوع يتلف الكثير من النباتات التي يلمسها.
وتركز المؤلفة على واحدة من النقاط المهمة يجب أن نذكرها عن المبيدات وهي طول بقائها في التربة، الذي يقاس بالسنين لا بالشهور، فقد ثبت بقاء الألدرين بعد أربع سنوات، كبقايا في نفس صورته، وبكميات وافرة في شكله المحمول كديلدرين، ويبقى من التوكسافين كميات محسوسة في الأراضي الرملية بعد عشر سنوات من استعماله لقتل النمل الأبيض.
ومن وجهة نظر المؤلفة فإن الإنسان قد كتب في تقدمه نحو هدفه المعلن -وهو قهر الطبيعة- سجلاً محزناً من التخريب، التخريب الموجه ليس فقط ضد الأرض التي يسكنها وإنما أيضاً ضد الكائنات الحية التي تشاركه فيها، وهناك في تاريخ القرون الأخيرة فقرات سوداء– إبادة الجاموس من سهول الغرب، مذبحة لطيور الشاطئ قام بها الصيادون، وما يقرب من الإبادة لطائر (البلشون) من أجل ريشه.
ويضيف مستخدمو المبيدات إلى هذه الفقرات، وغيرها مما يشبهها، فصلاً جديداً ونوعاً جديداً من الدمار– القتل المباشر للطيور والثدييات والأسماك، بل وفي الحق لكل شكل من أشكال الحياة البرية، وذلك عن طريق استعمال المبيدات الحشرية الكيماوية التي ترش على الأرض دون تمييز.
وهناك حقيقتان حرجتان قد أهملتا عند تصميم البرامج الحديث لمقاومة الحشرات، الحقيقة الأولى هي أن المقاومة الفعالة حقاً ضد الحشرات هي التي تتبعها الطبيعة لا التي يتبعها الإنسان، إذ تكبح الطبيعة جماح تزايد عشائر الحشرات عن طريق ما يسميه علماء الأيكولوجي بالمقاومة البيئية ولقد اتبعت الطبيعة هذه الوسيلة منذ خلقت الحياة، ومن الأشياء المهمة في هذا الصدد كمية الغذاء المتاحة وحالة الطقس والمناخ ووجود أنواع أخرى منافسة أو مفترسة، "ولعل أكثر العوامل أهمية في منع الحشرات من قهر بقية العالم هي تلك الحرب الضروس التي تقع بين الحشرات وبعضها "كما يقول الحشري روبرت ميتكاف، ولكن معظم الكيماويات التي تستعمل الآن تقتل الحشرات جميعاً، الصديق منه والعدو.
أما الحقيقة الثانية التي أهملت فهي تلك القدرة حقا لأنواع الحشرات على التكاثر إذا ما ضعفت المقاومة البيئية.. إن الخصب في الكثير من الكائنات الحية يكاد يقع خارج قدرتنا على التصور، غير أن لمحات موحية عنه تظهر لنا بين الحين والآخر.
فالمشكلة هي أنه من النادر معرفة الحماية التي يقدمها الأعداء الطبيعيون إلا عندما تتوقف هذه الحماية، فالغالبية تسير غير مبصرة خلال هذا العالم، لا تعرف أيضاً مباهجه وعجائبه، ولا بكثافة المخلوقات التي تعيش على هذه الأرض، ونفس هذا صحيح بالنسبة للمعرفة بنشاط الحشرات المفترسة، والطفيليات حتى أن القليل من يدري شيئاً عنها، فقد تلاحظ حشرة غريبة التكوين ذات سحنة شرسة تسعى فوق شجرة في الحديقة، فيعرف في غير وضوح أنها حشرة فرس النبي التي تعيش على حساب حشرات أخرى ولكن يتضح بعد ذلك شيء، فعند المرور ذات ليلة في الحديقة فقد يلاحظ في لمحة أن هذه الحشرة وهي تزحف لتنقض على فريستها فساعتها يحدث شعور بشيء من مسرحية الصائد والفريسة، ويبدأ الإحساس بتلك القوة الملحة، بلا رحمة والتي تسيطر بها الطبيعة على نفسها.
وفي نهاية الكتاب ترى المؤلفة أن السيطرة على الطبيعة عبارة تفهم خطأ، ولدت في العصر الحجري لعلم الحياة والفلسفة، عندما كان يظن أن الطبيعة قد خلقت لرفاهية الإنسان، إن أفكار علم الحشرات التطبيقي وممارسته، في أغلبها، ترجع إلى عصر العلم الحجري، هذا.. إن محنتنا الرهيبة هي أن العلم البدائي قد سلح نفسه بأحدث الأسلحة وأفظعها، وأنه حول هذه الأسلحة عندما استعملها ضد الحشرات لتعمل أيضاً ضد الأرض.
فهذا الكتاب الممتع الذي يلقي الضوء على جانب مهم من التقدم البشري وبالأخص على الجوانب السلبية لهذا التقدم، يوضح طغيان التفكير المادي في الجانب العلمي؛ ويأتي ليكمل الحلقة المفقودة في محاولة للتصالح مع البيئة بعد أن دمرتها أمواج التقدم المادية التي لا ترى سوى مصلحتها بنظرة قاصرة جداً ليست على الآثار البعيدة فحسب وإنما جاهلة بآثار التقدم السلبية على الوضع الحالي في الكثير من الجوانب فهو يتحدث عن استعمال المبيدات الحشرية بشكل غير مدروس بالمرة من ناحية الآثار السلبية على البيئة بمن فيها دون تمييز سواء إنسان أو حيوان أو جماد من تربة وهواء وماء كما أنه يكشف في أمانة علمية تستر المروجين لهذه المبيدات على آثارها المدمرة بشكل خطير على المستوى البعيد، وللأسف الشديد فصدور هذا الكتاب لمؤلفة ماتت منذ أكثر من نصف قرن ولم يجد التفاعل الإيجابي المفترض أن يلقاه بالحد من التلوث ولكننا لا نعرف الخطر إلا بعد وقوعه. فهذا الكتاب هو الأنسب في ظل الظروف الحالية خاصة بعد انتشار الأمراض الخطيرة بسبب التجرؤ غير المدروس من قبل اليد البشرية.