الخميس 5 يونيو 2025

تحقيقات

العلاقات المصرية الروسية.. شراكة استراتيجية وتعاون وثيق

  • 8-5-2025 | 14:04

الرئيس السيسي وفلاديمير بوتين

طباعة
  • أماني محمد

يصل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم إلى العاصمة الروسية موسكو، حيث يشارك في احتفالات روسيا بعيد النصر، وذلك في إطار العلاقات المصرية الروسية التي اكتسبت زخمًا كبيرًا خلال السنوات الماضية، تكلل بتوقيع اتفاق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، بخلاف مجالات التعاون المشتركة بينهما في العديد من المشروعات بكل المجالات.

 

تاريخ العلاقات المصرية الروسية

وتعود العلاقات المصرية الروسية لأكثر من 80 عاما أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين مصر والاتحاد السوفيتي في عام 1943، وكانت الخطوة الأولى للتعاون الاقتصادي المصري الروسي عند توقيع أول اتفاقية اقتصادية بين الجانبين في عام 1948، وتطورت العلاقات بين البلدين في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حيث تعاونتا في بناء السد العالي وإقامة المراجل البخارية وتشييد أفران الحديد والصلب ومجمع الألومنيوم بنجع حمادي وشركات الكيماويات، بمساعدة الخبراء السوفييت، حيث توصف فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، بأنها ذروة العلاقات المصرية الروسية، وخلالها تم مد الخطوط الكهربائية أسوان – الإسكندرية، وكذلك 97 مشروعًا صناعيًا بمساهمة الاتحاد السوفيتي، وحصلت القوات المسلحة المصرية في الخمسينيات على أسلحة سوفيتية.

وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991، كانت مصر في طليعة الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع روسيا الاتحادية في العام نفسه، واستمرت العلاقات بين البلدين في التعاون والنمو، وكانت الزيارة الأولى للرئيس الأسبق حسني مبارك إلى روسيا في سبتمبر‏ 1997، وخلالها تم توقيع البيان المصري - الروسي المشترك وسبع اتفاقيات تعاون.

وعلى مدار العشر سنوات الماضية، منذ تولي الرئيس السيسي مقاليد الحكم، تطورت العلاقات السياسية بين الدولتين، وحرص زعيما البلدين على تبادل الزيارات بين القاهرة وموسكو، وزار الرئيس السيسي روسيا في العديد من المرات، كان آخرها في أكتوبر الماضي للمشاركة في قمة تجمع دول "بريكس"، المنعقدة بمدينة "قازان" الروسية.

كذلك وقعت مصر وروسيا وفي أكتوبر 2018، وقع اتفاقية بشأن الشراكة السياسية والإستراتيجية بين البلدين، خلال زيارة الرئيس السيسي لموسكو حينها، وشهد الرئيسان توقيع مذكرة تفاهم بشأن نتائج المشاورات الإستراتيجية بين البلدين.

ملفات الزيارة

وقال السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة الرئيس السيسي لروسيا، اليوم أعقبته زيارته لليونان أمس، حيث يشارك الرئيس في احتفالات عيد النصر، وهو ذكرى انتصار روسيا العظيم على ألمانيا النازية في احتفالية كبرى يحضرها الرئيس الصيني وقادة وزعماء دول العالم، ومنهم الرئيس مادورو رئيس فنزويلا، والرئيس لولا دا سيلفا رئيس البرازيل، ووزراء سلوفاكيا ورئيس صربيا والبوسنة وأذربيجان وقرغيزستان وأوزباكستان وتركستان.

وأكد "حجازي"، أن الاحتفالية يمكن من خلالها التشاور مع الدول الكبرى المشاركة للتواصل وتبادل الرؤى، ويمكن من خلالها بحث  المشكلات الإقليمية والدولية وسبل التوصل لحلول، خاصة ما يتعلق بالوضع المتدهور في قطاع غزة والجريمة الشنعاء التي ترتكبها يوميا القوات الإسرائيلية، وكذلك على مسار المباحثات الروسية مع أوكرانيا بواسطة أمريكية، والتشاور أيضا بشأن المباحثات المتعثرة بين إيران والولايات المتحدة بشأن برنامج إيران النووي.

ولفت إلى أنه إضافة لهذه اللقاءات الهامة التي يعقدها الرئيس مع القيادة الروسية، وهناك أيضا قادة دول العالم، هناك أيضا البعد الثنائي الهام لدعم العلاقات الأمنية والعسكرية والتجارية والاقتصادية والاستثمارية بين مصر وروسيا، حيث تشكل العلاقة المصرية الروسية ركيزة للاستقرار العالمي والأمن واستقرار الشرق بحكم مكانة روسيا وصلاتها التاريخية بمصر والدول العربية.

وشدد على أن الزيارة ستشهد حوارا معمقا مع القيادة الروسية التي تربطها مع مصر علاقات استراتيجية، وفرصة أيضا للتشاور مع الجانب الصيني في هذه المرحلة شديدة الحساسية، وكذلك الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، حيث يترأس تجمع البريكس خلال المرحلة القادمة لتعقد في قمة تعد واحدة من أهم قمم البريكس، حيث شارك وزير الخارجية بدر عبد العاطي الأسبوع الماضي مع وزراء خارجية دول بريكس في الإعداد للوثيقة التي ستعتمد خلال القمة من قبل القادة.

تعزيز العلاقات وتوازن

ومن جانبه، قال الدكتور نبيل رشوان، الخبير في الشأن الروسي، أن زيارة الرئيس السيسي لروسيا تأتي في هذا التوقيت الحساس للمنطقة ولروسيا، خاصةً وأن مصر دولة محورية في منطقة الشرق الأوسط. تسعى مصر إلى الحفاظ على علاقات متوازنة، فعلى الرغم من علاقاتها الجيدة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلا أنها تحرص على تعزيز علاقاتها مع روسيا.

وأوضح "رشوان"، أن روسيا لديها العديد من المشروعات الكبيرة في مصر، أبرزها محطة الضبعة النووية، وكذلك المنطقة الصناعية الروسية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مؤكدا أن هذه الزيارة مهمة جدًا لروسيا في المقام الأول، نظرًا للمقاطعات ومحاولات العزل التي يفرضها الغرب عليها جراء الحرب الروسية الأوكرانية.

وأضاف أن العلاقات بين مصر وروسيا مستقرة ومتبادلة ومنتظمة، وحجم التبادل التجاري بين البلدين جيد، وهناك رغبة مشتركة في زيادته، موضحا أن الميزان التجاري يميل لصالح روسيا بشكل كبير، إلا أن حجم السياحة الروسية في مصر كبير أيضًا، خاصةً خلال فترة أعياد مايو، حيث الإجازات المدرسية في روسيا، وهذا التدفق السياحي يساهم بشكل كبير في الميزان التجاري لصالح مصر.

ولفت إلى أن حجم التبادل التجاري الحالي يتراوح بين 7 و8 مليارات دولار، وهو رقم جيد، حيث تعتبر مصر من الموردين الرئيسيين للخضروات والفواكه إلى روسيا، وهذا مصدر مهم للعملة الصعبة، رغم التحديات المصرفية الحالية، مضيفا أنه يتوقع أنه بعد انتهاء النزاع الروسي الأوكراني وتذليل العقبات المصرفية هناك، قد يصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 10 مليارات دولار.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة