لعبت الدراما والسينما دورًا محوريًا في تسليط الضوء على القضايا المجتمعية الشائكة، وكانت قضية التحرش الجنسي أحد أبرز هذه الموضوعات التي شغلت صناع الفن في مصر خلال السنوات الماضية، ما بين مشاهد صادمة تفضح الواقع، وحبكات درامية تعكس معاناة الضحايا، ظهرت أعمال متنوعة تتناول هذه الظاهرة من زوايا مختلفة، مما أثار تفاعلًا جماهيريًا واسعًا وفتح نقاشات مهمة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
مسلسل لام شمسية
وكانت أحدث الأعمال التي ناقشت قضية التحرش، وتناول مسلسل لام شمسية قضية التحرش بالأطفال، وتلعب خلاله أمينة خليل شخصية مُدرسة في إحدى المدارس الدولية، الذي تعلم أن صديق زوجها يتحرش بـ يوسف ابن زوجها الذي يجسده الطفل علي البيلي، لتسعى إلى محاكمة صديق زوجها على هذا الأمر.
وأثار المسلسل إعجاب الكثير من الجمهور وتفاعل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي بعد عرض الحلقة الأخيرة والحكم على المتحرش.
فيلم عسل أسود
وتم تسليط الضوء على قضية التحرش في إحدى مشاهد الفيلم الكوميدي "عسل أسود" حيث ظهرت بشكل ساخر من خلال مشهد داخل أتوبيس نقل عام، حيث يتعرض البطل "مصري" (أحمد حلمي) لموقف محرج حين يظنه أحد الركاب امرأة بسبب شعره الطويل، فيقوم بالتحرش به. المشهد رغم بساطته، يسلط الضوء على أن دوافع المتحرش لا تستند إلى منطق، بل تعكس سلوكًا مشينًا لا يُبرره مظهر أو ظرف.
فيلم أبو شنب
كما قدم فيلم أبو شنب، الذي عُرض عام 2016، معالجة ساخرة لقضية التحرش من خلال إطار كوميدي، حيث جسّدت ياسمين عبدالعزيز دور ضابطة شرطة تقود حملة لملاحقة المتحرشين، بمشاركة عدد من زميلاتها، وذلك في مشهد أمام إحدى دور السينما. الفيلم، من إخراج سامح عبدالعزيز وتأليف خالد جلال، ركّز على دور الأجهزة الأمنية في مواجهة الظاهرة، دون اللجوء إلى مشاهد صادمة أو خادشة، ما جعله مناسبًا لطرح القضية بأسلوب خفيف ومؤثر في آن واحد.
فيلم 678
بينما سلط فيلم 678، الذي أُنتج عام 2010 وكتبه وأخرجه محمد دياب، الضوء على ظاهرة التحرش الجنسي في مصر من خلال سرد ثلاث حكايات لنساء ينتمين إلى خلفيات اجتماعية مختلفة، ويمررن بتجارب متباينة لكن متقاربة في الألم والمعاناة. استمد الفيلم اسمه من رقم حافلة عامة كانت شاهدة على واحدة من هذه الحكايات، ليجسّد عبرها واقعًا مأساويًا تتعرض فيه المرأة للتحرش اليومي، وسط تجاهل مجتمعي وتراخٍ رسمي. الفيلم اعتمد على قصص مستوحاة من الواقع، كاشفًا عن هشاشة المساندة القانونية والاجتماعية للضحايا، وموجهًا رسالة قوية لضرورة التغيير.
مسلسل الخانكة
وتناول مسلسل الخانكة قضية التحرش من زاوية مختلفة وصادمة، حيث تسلط القصة الضوء على المعلمة "أميرة" (غادة عبد الرازق) التي تتعرض لتحرش من أحد طلابها داخل مدرسة خاصة، لكن بدلاً من إنصافها، تتحول إلى متهمة وتجد نفسها محاصرة باتهامات كاذبة.
يدفعها هذا الموقف الظالم إلى السجن ثم إلى مستشفى للأمراض النفسية، في تصعيد درامي يعكس كيف يمكن للضحية أن تُدان في مجتمع يتردد في تصديق النساء أو مناصرتهم في قضايا التحرش، ويناقش المسلسل بجرأة اختلال موازين العدالة، وواقع النساء اللاتي يُعاقبن على فضح الجريمة بدلاً من معاقبة الجاني.
مسلسل قضية رأي عام
مسلسل قضية رأي عام يُعد من أبرز الأعمال الدرامية التي طرحت قضية التحرش والاغتصاب بجرأة غير معتادة وقت عرضه في رمضان 2007. تدور القصة حول الطبيبة "عبلة عبد الرحمن" (يسرا)، التي تعود برفقة زميلاتها من نوبة عمل متأخرة، ليقعن ضحايا لهجوم عنيف من ثلاثة شباب، ينتهي بجريمة اغتصاب جماعي.
يُسلط العمل الضوء على المعاناة النفسية والاجتماعية التي تواجهها الضحايا، إلى جانب تعقيدات الإجراءات القانونية ومحاولات طمس الحقيقة تحت ضغط الأعراف المجتمعية.
يناقش المسلسل كيف تتحول جريمة بشعة إلى قضية رأي عام تهز المجتمع وتكشف عن التحديات التي تواجه النساء في سعيهن للعدالة.