تعتبر فترة تجهيزات الزواج من أكثر المراحل توترًا وضغطًا يمر بها الطرفان، حيث تختلط المشاعر بالضغوط المادية والاجتماعية، وكثيرًا ما تنشب الخلافات التي قد تتطور لتصل إلى الأهل، وتهدد استقرار العلاقة قبل بدايتها، ولذلك نستعرض مع استشارية أسرية أهم النصائح لتقليل تلك المشاكل، ومساعدة العروسين على عبور هذه المرحلة بأقل قدر ممكن من الأزمات.
ومن جهتها تقول الدكتورة هبة غازي، استشاري أسري وتربوي ونفسي، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، إن التوتر والمشكلات خلال فترة تجهيزات الزواج أمر طبيعي، إذ يخضع كل طرف لضغوط مادية ونفسية، وغالبًا ما تتدخل العائلات في التفاصيل، مما يزيد من حدة التوتر، ولذلك يجب على العروسين اتباع بعض النصائح لتقليل تلك الخلافات، والتي من أهمها ما يلي:
- الاتفاق المسبق على الأولويات، وتحديد ما هو ضروري وما يمكن تأجيله أو الاستغناء عنه، مع وضع ميزانية واضحة منذ البداية، والاتفاق على الحدود المالية لكل طرف حتى لا يشعر أحدهما بالضغط.
- تحديد مسؤوليات كل طرف بوضوح، وأن يتفق العروسان منذ البداية على من سيقوم بشراء أو تجهيز كل بند، ومن سيتحمل تكاليف معينة، لتفادي سوء التفاهم لاحقًا وتجنب العبارات الشائعة مثل "كنت فاكر أنت اللي هتعمل ده".
- تقبل اختلافات وعادات كل أسرة، خاصة إذا كان هناك مستويات اجتماعية أو تقاليد متباينة، مثل تقاليد "القائمة" أو تجهيزات الزواج التي تختلف من محافظة لأخرى، للوصول إلى حلول وسط ترضي الطرفين دون تعنت.
وأضافت استشاري الأسري والنفسي، أن بالنسبة لتدخل الأهل، فيجب أن يعي العروسين أهمية التعامل المرن معهم، خاصة أن وجودهم في تلك المرحلة طبيعي ومن حقهم إبداء الرأي، لكن القرار النهائي يجب أن يكون للزوجين معًا، مع ضرورة أن يفهم الطرفان أن آرائهم لا يعني فرضًا، بل مجرد وجهات نظر، وعليهم الدفاع عن اختياراتهما بهدوء واحترام دون تصعيد أو إساءة.
وحذرت، من أن تتحول كل الحوارات بين الطرفين إلى نقاشات مادية فقط، بل هناك تفاصيل أخرى تستلزم التدقيق مثل الأحلام المستقبلية والخطط بعد الزواج، والطموح، لأن الحب أهم من تفاصيل التجهيز، الذي يعد وسيلة لا غاية، والأهم هو توافق المشاعر واتفاق الأفكار، مع تجنب المقارنة والمنافسة مع الاخرين، فلكل أسرة ظروفها، وإدراك الطرفين أن فترة تجهيز الزواج يمكن أن تكون بداية لتأسيس علاقة قائمة على الاحترام، التفاهم، والحب، بدلًا من أن تكون ساحة للصراعات.