بمناسبة مرور 10 سنوات على إطلاق مبادرة تكافل وكرامة، قال الخبير الاقتصادي، الدكتور محمد أنيس، إن برنامج "تكافل وكرامة" يُعد من أنجح أدوات الدعم المباشر في مصر، نظراً لأنه يستند إلى دراسات دقيقة تستهدف الفئات المستحقة فقط، وليس كبرامج الدعم العيني التي قد تصل إلى غير مستحقيها.
وأوضح في تصريحات خاصة لـ"بوابة دار الهلال"، أن البرنامج يعتمد على تقديم دعم نقدي مباشر، يوجه إلى الأفراد بناءً على معايير موضوعية، ما يمنحه كفاءة عالية في الوصول إلى الفئات الأكثر احتياجاً.
وأكد أن برامج الدعم العيني، مثل دعم الخبز أو المحروقات، تصل إلى كل من يستهلك السلعة دون تمييز بين مستحق وغير مستحق، وهو ما يضعف من كفاءة الدعم ويثقل كاهل الدولة بمصروفات لا تحقق العدالة الاجتماعية.
وأشار أنيس إلى ضرورة التفكير في المرحلة المقبلة في تحويل الدعم من شكله الاستهلاكي الحالي إلى دعم إنتاجي مستدام، موضحاً أننا بحاجة إلى تمكين الفئات القادرة على العمل داخل برنامج تكافل وكرامة – كالسيدات في مقتبل العمر أو الشباب – من التحول إلى منتجين، من خلال توفير فرص تدريب وتشغيل، ودعمهم بمشروعات صغيرة أو متوسطة، تمكنهم مستقبلاً من الخروج من دائرة الدعم ليصبحوا ضمن الطاقات المنتجة في الاقتصاد الوطني.
وأضاف أن الهدف على المدى المتوسط والطويل هو إدماج هؤلاء المستفيدين في دورة الإنتاج، مما يحولهم من عبء اقتصادي إلى طاقات تدر دخلاً وتدفع ضرائب، وبالتالي تساهم في دعم الموازنة العامة للدولة بدلاً من استنزافها.
وأشار إلى أن التحول من الدعم الاستهلاكي إلى الإنتاجي هو التوصية الأهم الآن، فبه وحده نضمن استدامة العدالة الاجتماعية وبناء اقتصاد أكثر شمولاً.