قال ممثل منظمة الصحة العالمية بالأراضي الفلسطينية المحتلة الدكتور ريك بيبركورن، إن 71 ألف طفل سيعانون من سوء تغذية حاد خلال الـ11 شهرًا القادمة في غزة، مضيفًا "أن ما نراه في غزة هو أن الناس عالقون بهذه الحلقة المفرغة، حيث يغذي نقص الغذاء المتنوع، وسوء التغذية، والأمراض بعضها بعضا".
وحذر "بيبركورن" - وفقًا لبيان مركز إعلام الأمم المتحدة - من أن الحظر الإسرائيلي الكامل على المساعدات لم يترك من إمدادات منظمة الصحة العالمية سوى ما يكفي لعلاج 500 طفل يعانون من سوء تغذية حاد، وهو "جزء بسيط من الاحتياجات الملحة".
وأوضح - في تعليقه على التقرير الجديد للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي الذي نشر مؤخرًا - أن 470 ألف شخص في غزة سيواجهون جوعا كارثيا (المرحلة الخامسة والأشد من التصنيف) خلال الفترة بين مايو وسبتمبر 2025 بزيادة 250% عن تقديرات التصنيف السابقة.
وتابع "هذه واحدة من أسوأ أزمات الجوع في العالم، وهي تتكشف في الوقت الراهن"، مشيرًا إلى أن زيارته الأخيرة لمستشفى كمال عدوان شمال غزة، كشفت عن أن أكثر من 11 % من الحالات مصابة بسوء التغذية الحاد الشامل، قائلًا "رأيت طفل يبلغ 5 سنوات ولكني ظننته يبلغ عامين ونصف".
كما حذر من الضرر طويل الأمد الناجم عن سوء التغذية والذي يمكن أن يستمر مدى الحياة، مع آثار تشمل التقزم وضعف النمو المعرفي والصحة، وقال "بدون توفير ما يكفي من الطعام المغذي والمياه النظيفة والوصول إلى الرعاية الصحية، سيتأثر جيل كامل بشكل دائم".
وشدد المسؤول الأممي على أن الرعاية الصحية ليست هدفًا، مجددًا دعوته إلى حماية المرافق الصحية، وإنهاء منع المساعدات فورًا، وإطلاق سراح جميع الرهائن، ووقف إطلاق النار الذي يؤدي إلى سلام دائم.
من جانبه..أوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن نائبة منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "سوزانا تكاليتس"، زارت المستشفى، وأعربت عن صدمتها من تعرض هذا المستشفى إلى هجوم آخر، وهو الرابع منذ بداية هذه الحرب، مؤكدة أن هذه الهجمات غير مقبولة ويجب أن تتوقف، ويجب حماية مرافق الرعاية الصحية والعاملين فيها دائما.
وأضاف أن الأمم المتحدة وشركاءها قدموا جلسات توعية للأطفال في خان يونس هذا الأسبوع؛ لإرشادهم حول كيفية تجنب الذخائر غير المنفجرة، وفي غضون ذلك، زار فريق أممي يوم الجمعة الماضي مدرستين في دير البلح تعرضتا لغارة جوية قبل يومين.
وأشار إلى أن مئات العائلات التي تتخذ من هاتين المدرستين مأوى لها تحتاج إلى طرود غذائية وخزانات مياه ومراحيض، ويبذل الشركاء قصارى جهدهم لتوزيع ما تبقى من إمدادات المأوى الطارئة، حيث نفدت الخيام.
ولفت إلى أن السلطات الإسرائيلية تواصل رفض وعرقلة محاولات العاملين في المجال الإنساني للقيام بمهام حيوية في غزة، منوهًا بأنه من أصل 11 طلبًا من الأمم المتحدة لتنسيق التحركات الإنسانية، رُفضت 5 طلبات رفضا قاطعا بما في ذلك مهمة مُخطط لها لجلب الوقود من رفح لتزويد المستشفيات وسيارات الإسعاف ومرافق المياه والصرف الصحي والنظافة، وتم تسهيل المهمات الست الأخرى، التي شملت تناوب الموظفين.
وشدد على ضرورة السماح بدخول المساعدات الإنسانية المبدئية وغيرها من الإمدادات الأساسية إلى غزة لإنقاذ الأرواح وتسهيل عمل العاملين بالمجال الإنساني؛ للوصول إلى الناس في جميع أنحاء القطاع، منوهًا بأنه يجب على إسرائيل، بصفتها القوة المحتلة، الالتزام بالقانون الدولي الإنساني وتسهيل وصول المساعدات إلى المحتاجين أينما كانوا.