يصادف اليوم 17 مايو عيد ميلاد أحد أعمدة الفن العربي، عادل إمام، الذي وُلد عام 1940، وصنع خلال أكثر من نصف قرن، مسيرة فنية استثنائية جمعت بين الكوميديا، السياسة، الدراما، والرومانسية
ومع أن الإيرادات في السينما تختلف باختلاف الأزمنة وسعر التذكرة وتطوّر السوق، فإن عادل إمام استطاع في فترات متباعدة أن يتربع على عرش الإيرادات، ليس فقط بقوة حضوره، بل بذكاء اختياراته وتنوع أدواره.
رغم أن الإيرادات وحدها ليست مؤشرًا كافيًا على القيمة الفنية، فإن بعض أفلام عادل إمام جمعت بين النجاح الجماهيري، والإيرادات المرتفعة نسبيًا في سياقها الزمني.
من أبرز الأفلام التي حققت له أعلى الإيرادات، يأتي فيلم "حسن ومرقص" الذي صدر عام 2008، وحقق وقتها ما يُقارب 25 مليون جنيه مصري، وهو رقم اعتُبر قياسيًا في حينها الفيلم الذي شاركه بطولته عمر الشريف، تناول موضوع العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في مصر، ونجح تجاريًا رغم جدله السياسي والاجتماعي، كما استفاد من اللقاء النادر بين اثنين من كبار نجوم السينما المصرية.
فيلم "زهايمر"، الذي صدر في 2010، يأتي ضمن قائمة أنجح أفلامه على مستوى الإيرادات. الفيلم، الذي مزج بين الدراما والكوميديا، تناول قصة رجل أعمال متهم بالفساد يدّعي الإصابة بالزهايمر ليتهرب من المسؤولية، وقد حقق أكثر من 13 مليون جنيه في شباك التذاكر، ما اعتُبر عودة قوية له إلى الصدارة في مواجهة جيل جديد من النجوم الذين كانوا يتصدرون السوق آنذاك.
من الأفلام التي شكلت نقطة تحول في علاقة الجمهور بعادل إمام، فيلم "الإرهاب والكباب" عام 1992، الذي يمكن اعتباره من أوائل الأفلام التي جمعت بين الكوميديا والطابع السياسي بشكل مباشر رغم أن أرقام الإيرادات في تلك الفترة لا تُقارن بما يُعرف الآن من أرباح، فإن الفيلم حظي بإقبال جماهيري غير مسبوق، وأثبت قدرة إمام على تقديم أدوار تطرح أسئلة اجتماعية وسياسية معقدة في قالب ساخر.
أما فيلم "طيور الظلام"، الذي قُدم عام 1995، فقد شكّل تجربة ناضجة على المستوى الفني والسياسي، حيث تناول الصراع بين التيارات الدينية والدولة، عبر قصة ثلاث محامين تجمعهم صداقة قديمة وتفرقهم المواقف. الفيلم لم يُعرف عنه رقم دقيق للإيرادات، لكنه يُعتبر من أنجح أفلامه فنيًا، وواحدًا من أكثر الأعمال التي يتم الرجوع إليها في التحليل الثقافي والسياسي.
هناك أيضًا فيلم "اللعب مع الكبار" عام 1991، الذي مثّل أول تعاون بين عادل إمام والمخرج شريف عرفة والكاتب وحيد حامد، وشكل حجر أساس لمرحلة جديدة في أفلامه، حيث ظهر فيه كمواطن يحاول اختراق النظام من الداخل عبر سلسلة من البلاغات الأمنية الفيلم حقق إيرادات قوية بالنسبة لسوق السينما وقتها، وأصبح مرجعًا لجيل كامل في الحديث عن علاقة المواطن بالدولة.
ولا يمكن الحديث عن الأعمال المؤثرة لعادل إمام دون التوقف عند فيلم "عمارة يعقوبيان"، الذي عُرض عام 2006، وهو مأخوذ عن رواية شهيرة للكاتب علاء الأسواني أدى فيه إمام دور "زكي الدسوقي"، الأرستقراطي المتدهور، في واحد من أجرأ أدواره وأعمقها دراميًا الفيلم طرح قضايا اجتماعية وسياسية حساسة تتعلق بالفساد، القمع، الطبقية، والدين، وضم مجموعة كبيرة من النجوم.
حقق الفيلم إيرادات مرتفعة مقارنة بفترة عرضه، وكان أيضًا بداية واضحة لانفتاح السوق المصرية على الإنتاج الضخم والنقاش المفتوح حول موضوعات غير تقليدية.