على مدار السنوات الماضية، أولت الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، قطاع الزراعة اهتماما غير مسبوق، بتنفيذ عدد كبير من المشروعات للتوسع الأفقي والرأسي في القطاع الزراعي، ومن أبرزها مشروع مستقبل مصر للتنمية المستدامة، الذي يعد باكورة مشروع الدلتا الجديدة لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتصدير الفائض في مجال الإنتاج الزراعي، ويضيف للرقعة الزراعية أكثر مليون فدان، في منطقة الضبعة على عدة مراحل.
ويشهد الرئيس السيسي، اليوم الأربعاء، انطلاق موسم حصاد القمح من داخل مشروع "مستقبل مصر" للإنتاج الزراعي، الواقع في منطقة الضبعة، وذلك في إطار متابعة تنفيذ مشروعات الدولة القومية لتعزيز الأمن الغذائي وتحقيق التنمية المستدامة.
مشروع مستقبل مصر الزراعي
بدأت فكرة مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي، لأبريل 2017، حين وجه الرئيس السيسي بالبدء فورا في تنفيذ مشروع مستقبل مصـر للإنتاج الزراعـي لـتـوفير منتجـات زراعيـة ذات جـودة عاليـة بأسعار مناسـبة للمـواطنين وتصـدير الفـائض للخـارج ممـا يسـاهم في تقليل الاستيراد وتوفير العملة الصعبة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة .
ويستهدف المشروع تعظيم فرص الإنتاج وتوفير منتجات زراعية بجودة عالية وأسعار مناسبة للمواطنين لتلبية احتياجات، فضلا عن سد الفجوة بين الإنتاج والاستيراد وتحقيق الأمن الغذائي لمصر ، وهو هدف تسعى إليه القيادة السياسية، فضلا عن تحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الاستراتيجية.
ويعمل مشروع مستقبل مصر الزراعي على توفير نحو 10 آلاف فرصة عمـل مباشـرة، بجانب أكثـر مـن 360 ألـف فرصـة عمـل غير مباشرة، وتزداد هذه الفرص مع توالي اكتمال المشروع ومراحله المختلفة، حيث يعد من أهم المشروعات لتوفير فرص عمل للأيدي العاملة، بجانب تسهيل توصيل المنتجات النهائية إلى الأسواق الرئيسية وإلى موانئ التصدير البرية والجوية.
وفي 21 مايو 2022، افتتح الرئيس السيسي مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي والذي تقدر مساحته المستهدف مليون وخمسون ألف فدان، من إجمالي مساحة الدلتا الجديدة 2.2 مليون فدان.
وفي 13 مايو الماضي، افتتح الرئيس السيسي المرحلة الأولى من موسم الحصاد بمشروع مستقبل مصر للتنمية المستدامة، وخلال كلمته أكد أهمية التصنيع الزراعي، الذي يُعظم الاستفادة من المحاصيل الزراعية ويزيد أرباحها، موضحا أن الدولة تتكلف كثيرًا من أجل تنمية هذه المشروعات وتطويره، ولكن لا يوجد خيارات أخرى لدى الدولة إلا التنمية.
كما أوضح الرئيس أن الدولة أنفقت 190 مليار جنيه، خلال الفترة الماضية، على مشروعات تحلية المياه، التي توفر حوالي 7.5 مليون متر من المياه ، بالإضافة إلى مشروعات شق الترع ومحطات رفع المياه، والتي تهدف لخدمة مشروع مستقبل مصر للتنمية.
موقع مشروع مستقبل مصر الزراعي
يقع مشروع مستقبل مصر على امتداد طريق محور روض الفرج - الضبعة الجديد، وهو الطريق الذي أنشئ ضمن المشروع القومي للطرق بطول 120 كم وعمق 60: 70 كم، ويبعد 30 دقيقة عن مدينة السادس من أكتوبر، وقُسّم المشروع إلى 60 طريقًا طوليًا، و35 طريقًا عرضيا، مقسمة إلى قطع متساوية كل قطعة 1000 فدان.
تبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع 8 مليارات جنيه، وتشمل تمهيد الطرق الداخلية بإجمالي طول نحو 500 كيلو متر وعرض 10 أمتار، وحفر آبار مياه جوفية، وإنشاء محطتين للكهرباء بقدرة 350 ميجاوات وإقامة شبكة كهرباء داخلية بطول 200 كيلو متر يتم ربطها بشبكة كهرباء الدلتا الجديدة، ومخازن مستلزمات الإنتاج ومبان إدارية وسكنية.
يوفر المشروع حوالي ١٠ آلاف فرصة عمل مباشرة وأكثر من ٣٦٠ ألف فرصة عمل غير مباشرة، ومن المتوقع زيادة فرص العمل خلال المواسم القادمة، كما يتم تطبق أعلى معايير السلامة والصحة المهنية في بيئة العمل لسلامة العمال والموظفين، وتقوم وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي بتقديم الدعم الكامل ونقل الخبرات للمشروع .
يعتمد المشروع على خزانات المياه الجوفية وهي ٣ خزانات (الأيوسين – المايوسين - المغرة) وهي امتداد لمنطقة وادي النطرون وذلك بحفر الآبار الجوفية مع الوضع في الاعتبار المسافة البينية بين الآبار للحفاظ على الخزانات الجوفية وعدم السحب الجائر منها وتحقيق معايير التنمية المستدامة، وجاري دخول مصدر مياه سطحي بمد ترعة مستقبل مصر بطول ٤١ كم لإمداد المشروع بطاقة ١٠ مليون م³/يوم لزراعة حوالي ٧٠٠ ألف فدان إضافية وتعد تحلية مياه الصرف الزراعي وإعادة تدويرها واستخدامها للري من أكبر التحديات في مشروع الدلتا الجديدة.
كما سعى المشروع لتوفير الميكنة الزراعية بأحدث المعدات والتقنيات لإتمام العمليات الزراعية المختلفة بجودة وسرعة عالية.