تحل اليوم 24 مايو ذكرى وفاة أبو ضحكة جنان، الفنان إسماعيل يس، الذي أضاء سماء الكوميديا المصرية بإبداعه الفريد، واستطاع أن يتحدى الصعاب منذ طفولته في السويس، كما نجح في تحويل معاناته إلى قصة نجاح ملهمة، ليصبح واحدًا من أعظم نجوم الفن في العالم العربي، تاركًا إرثًا لا يُنسى من الضحك والفرح في قلوب محبيه.
بداية صعبة في السويس
وُلد إسماعيل يس في مدينة السويس في 15 سبتمبر 1915، لكنه عانى في طفولته من فقدان والدته وسجن والده الصائغ بسبب الديون، مما اضطره لترك المدرسة وهو في المرحلة الابتدائية ليعمل في وظائف بسيطة مثل منادي السيارات في مواقف السويس، إلى أن قرر في سن الثامنة عشرة الانتقال إلى القاهرة في أوائل الثلاثينيات لتحقيق حلمه بأن يصبح مطربًا.
التحول إلى مونولوجست ناجح
رغم محاولاته للانضمام إلى فرق فنية شهيرة مثل فرقة بديعة مصابني، إلا أنه لم يُقبل كمطرب، بل تم توجيهه للعمل كمونولوجست، وهو الدور الذي حقق من خلاله شهرة واسعة، حتى اكتشفه المخرج فؤاد الجزايرلي ومنحه فرصة التمثيل في فيلم «خلف الحبايب» بعد تسع سنوات من العمل في الفرق الغنائية والاستعراضية.
أفلام حملت اسمه
صار إسماعيل يس واحدًا من القلائل الذين أنتجت لهم السينما أفلامًا تحمل أسمائهم، مثل «إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة»، و«إسماعيل ياسين في متحف الشمع»، و«إسماعيل ياسين في الجيش»، وغيرها من الأعمال التي تركت بصمة كبيرة في الكوميديا المصرية.
تدهور الصحة وتأثيره على مسيرته الفنية
كما كان له حضور قوي في المسرح الكوميدي، حيث أسس فرقته الخاصة التي قدمت أكثر من 50 مسرحية خلال فترة 1954 حتى 1966.
مع بداية الستينيات، بدأت صحته تتدهور، مما دفعه للمشاركة في أفلام أقل جودة، وشارك في بعض الأعمال في لبنان قبل أن يعود إلى القاهرة عام 1968 ليقدم فيلمين هما «عصابة النساء» و«طريق الخطايا». توقف عن العمل خلال السنوات الأربع الأخيرة من حياته، والتي شهدت تدهورًا في وضعه المالي.
رحيله وإرثه الخالد
رحل إسماعيل يس في 24 مايو 1972 إثر أزمة قلبية، بعد أن قدم آخر أفلامه «الرغبة والضياع». وكرّم التلفزيون المصري ذكراه من خلال مسلسل "أبوضحكة جنان" بطولة أشرف عبدالباقي الذي تناول سيرته الفنية والشخصية.