أنهت أسعار النفط تعاملات الأسبوع المنقضي على ارتفاع طفيف، وسط تقلبات حادة نتيجة لتأثيرات متعددة شملت التوترات الجيوسياسية وتوقعات العرض والطلب، بالإضافة إلى تصاعد حدة التوترات التجارية عقب التهديدات الجمركية الجديدة التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وسجل خام غرب تكساس الوسيط مكاسب أسبوعية بلغت 1.63% ليغلق عند 61.53 دولار للبرميل ختام تعاملات أمس الجمعة، بينما ارتفع خام "برنت "بنسبة 1.19% ليستقر عند 64.78 دولارا، في ظل حالة من الحذر تسيطر على الأسواق قبيل اجتماع "أوبك+" المرتقب، وفقا لبيانات منصة "ماركت ووتش".
وخيم الجمود على المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، والتي عقدت جولة جديدة منها في روما الجمعة الماضية؛ ما أثار مخاوف بشأن إمكانية تعطل الإمدادات النفطية من إيران في حال فشل التفاوض.
في الوقت نفسه، صعد الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" من لهجته التجارية، معلنا عن توصية بفرض رسوم جمركية مباشرة بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي اعتبارا من 1 يونيو؛ ما أثار موجة قلق في الأسواق المالية، انعكست سلبا على أسعار النفط.
كما برزت حالة من عدم اليقين حيال العقوبات الأمريكية على فنزويلا، إذ أعلنت واشنطن عن تمديد ترخيص شركة "شيفرون" لمدة 60 يوما، بينما أشار وزير الخارجية إلى احتمال انتهاء الإعفاء في 27 مايو، في تناقض أثار الحيرة بين المتعاملين.
وتتزايد التوقعات بأن تعلن "أوبك+"، التي تضم دول أوبك وحلفاءها بقيادة روسيا، عن رفع إنتاجها بمقدار 411 ألف برميل يوميا بدءا من يوليو، خلال اجتماعها المنتظر في 1 يونيو.
وكانت المجموعة قد رفعت بالفعل أهداف الإنتاج بنحو مليون برميل يوميا لأشهر أبريل ومايو ويونيو، وسط حديث عن إنهاء التخفيضات الطوعية المتبقية البالغة 2.2 مليون برميل يوميا بحلول أكتوبر المقبل.
في المقابل، أظهر تقرير لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) زيادة في المخزونات التجارية للنفط الخام والمنتجات المكررة، كما ارتفعت الاحتياطيات الاستراتيجية بمقدار 1.3 مليون برميل لتصل إلى 400.5 مليون برميل، وهو ما شكل عامل ضغط إضافيا على الأسعار.
ورغم الضغوط، رفعت مؤسسة "جولدمان ساكس" توقعاتها للطلب العالمي على النفط بمقدار 600 ألف برميل يوميا لهذا العام، و400 ألف برميل إضافي في 2026، بدعم من تحسن مؤشرات الاستهلاك في بعض الأسواق.
وسجل "مؤشر الاقتصادية الرائدة"، وهو أداة تستخدم لتقييم اتجاه الاقتصاد الأمريكي على المدى القريب، تراجعا بنسبة 1.0%، وهو الانخفاض الخامس على التوالي، والأكبر منذ مارس 2023، كما هبط "مؤشر ثقة المستهلك" إلى 50.8 في أبريل، وهو ثاني أدنى مستوى مسجل على الإطلاق.
وتراجعت مؤشرات الأسهم الأمريكية على مدار الأسبوع، تحت ضغط تصريحات ترامب بشأن الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي وشركة "أبل"، بينما لم يوفر ضعف الدولار الأمريكي دعما كافيا لأسعار النفط.