يزخر تاريخنا الثقافي والفني بنجوم مضيئة، عاشت تتلألأ في حياتنا، من مؤلفين وممثلين ومخرجين، ونجومًا خلف الستار، أضافوا الكثير بالتزامهم وإخلاصهم ومواهبهم وإبداعهم في مسيرة المسرح المصري والعربي، واسعدوا الجمهور بكل ما قدموا، تركوا إرثًا فنيًا في الحركة الفنية المصرية وحفروا أسماءهم في عالم الإبداع بما قدموه بعروض مسرحنا المصري.
ومع بوابة «دار الهلال» نواصل تسليط الضوء يوميًا على رحلة أحد صناع رحلة المسرح المصري على الخشبة، ومن عالم الكواليس، وخلف الستار، ومن المؤلفين والمخرجين، والمشاركين في خلق العرض، ولنسافر معه من خلال سطورنا تحت عنوان «نجوم المسرح المصري».
ونلتقي اليوم مع نجمة من نجوم المسرح إنها فايزة كمال
في مسرح الحياة، ثمة من يمرون مرور العابرين، وثمة من يُشعلون الخشبة نورًا ويبقون، بدأت الرحلة من الكويت ، ومن المعهد العالي للفنون المسرحية شقّت طريقها، متحدية القيود، مسنودة بالموهبة والإصرار، و كانت تجسيدًا للمرأة التي اختارت الفن رسالة، والمسرح وطنًا، والصوت المصري ضميرًا حيًّا يُغني بأشعار فؤاد نجم ويُجسد نصوص سعد الله ونوس إنها النجمة الراحلة فايزة كمال التي ستبقى معنا بأعمالها الفنية الراقية.
بداية الرحلة مع المسرح
ولدت فايزة كمال في الكويت لأبوين مصريين يعملان في الكويت، وعاشت هناك أكثر من عشرين عامًا حيث أنهت دراستها الابتدائيّة والمتوسطة والثانوية في مدارسها ك
التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية وقدّمت في قسمي الديكور كرغبة أولى والتمثيل كرغبة ثانية، ونجحت في القسمين، وأصرَّ والداها على أن تلتحق بقسم الديكور فلا يمكن أن يسمحا لابنتهما بدراسة التمثيل، حتى استطاع أستاذها الفنان سعد أردش إقناعهما، لتتلمذ على يده.
بدأت فايزة كمال مشوارها الفني وهي في السنة الأولى بالمعهد فشاركت في مسلسل تاريخي باسم «العدل والتفاح» أمام مديحة كامل وعبد الله غيث، ثم توالت أعمالها الفنية والأدوار التي يعرضها عليها المخرجين
وقدمت فايزة كمال مع المخرج سامي محمد علي بمسلسل وتاه الطريق وظهرت في فيلم الطائرة المفقودة، إلى أن قررت العودة إلى مصر لتبدأ مشوارها الفني في الثمانينات لثلاثين عامًَا متواصلة
فايزة كمال تغني من أشعار فؤاد نجم على المسرح
شاركت فايزة كمال في العرض«براكسا» 1978 م والذي مثل هو مشروع تخرج طلبة المعهد العالي للفنون المسرحية للعام الدراسي، وأخرجها أحمد عبدالحليم إخراج 1978م وأخرجها تلفزيونيًا محمد السيد عيسى .
وشاركت في مسرحية «التشريفة» من تأليف أحمد عفيفي وإخراج عبد الغني زكي 1984 م.
وشاركت في مسرحية في «فيما يبدو سرقو عبدو» و تدور أحداث المسرحية الكوميدية الساخرة حول شاب فشل في حياته، وخسر كل ما ورثه عن أبيه، حتى تراكمت عليه الضرائب والديون، فاستنجد بأحد أصدقائه القدامى لمساعدته في الخروج من تلك الحالة، فتتوالي الأحداث بينهما وبين ما يتعرضان له.
والمسرحية من ﺗﺄﻟﻴﻒ أحمد الإبياري وبطولة النجوم.. أحمد آدم، ميمي جمال، صلاح عبدالله، عبير صبري، سامي سرحان، حسام حسني، وﺇﺧﺮاﺝ محسن حلمي 1995م.
كما شاركت في المسرحية الغنائية والاستعراضية «لولي» 1996م من إخراج مراد منير مع نجوم الفن محمد الحلو، أحمد ماهر، عائشة الكيلاني، سامي العدل.
وشاركت فايزة كمال في مسرحية «الملك هو الملك» و التي تحكي المسرحية قصة ملك ضجر بأبهة الحكم ، فيقرر أن يتنكر هو ووزيره بحثا عن ترفيه بين العامة، فيلتقي بتاجر قد أفلس يمضي وقته في الخمرة والهذيان ويحلم بأنه الملك ، فيقرر الملك أن يلبسه ثيابه ويجعله ملكا ليوم حتى يضحك من هذا المشهد الغريب، ولكن الجميع يتصورون أن التاجر هو الملك بما في ذلك الملكة وحراس القصر ، ويكتشف التاجر مؤامرة لقلب الحكم في ذلك اليوم ، مما يرسخه أكثر فوق كرسيه، ويجد الملك نفسه ضحية لعبة ترفيهية .
والمسرحية من ﺗﺄﻟﻴﻒ: سعد الله ونوس ومن أشعار أحمد فؤاد نجم، ومشاركة صلاح السعدني محمد مني، حسين الشربيني، لطفي لبيب، علي حسني، ﺇﺧﺮاﺝ مراد منير وأخرجها تلفزيونيا جمال عبدالحميد
وكانت آخر مشاركات الفنانة فايزة كمال المسرحية في عرض «سي علي وتابعه قفة» 2009 م/ من تأليف ألفريد فرج وإخراج مراد منير وشاركها نجوم الفن من بينهم محمود الجندي ، محمود الحلو، لطفي لبيب.، وآخرين
تزوّجت فايزة كمال من المخرج المسرحي مراد منير، وأنجبت ابنان هما ليلى، ويوسف مراد منير مخرج مسرحي.
رحيل وأثر باق
تعرضت فايزة كمال لأزمة صحية في نهاية حياتها ونقلت على أثرها إلى غرفة العناية المركزة بمستشفى القصر العيني، ورحلت عن عالمنا في مثل هذا اليوم 26 مايو 2014م.