كشفت جهات التحقيق سر اتهام الدكتورة نوال الدجوي، رئيس مجلس أمناء جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب (MSA)، لحفيدها أحمد الدجوي بسرقة مبالغ مالية ضخمة تجاوزت 300 مليون جنيه، وذلك قبل وفاته.
تعود بداية الواقعة إلى أبريل 2024، حيث قام أحمد الدجوي بتحرير عقد مع سيدة مصرية تمتلك 17 قطعة أرض زراعية مزروعة بأشجار السنديان، وهي أشجار تُستخدم في تصنيع الأعشاب الطبية والأخشاب. وتقع تلك الأراضي في ناحية بعبدا بمدينة بيروت، لبنان. نص العقد على شراء الأراضي بمبلغ 150 مليون جنيه مصري، على أن يمنح أحمد الدجوي البائعة شيكًا بقيمة 166 مليون جنيه، بحيث يتم صرف الشيك واستيداء قيمة البيع البالغة 150 مليون جنيه.
وتضمن العقد بندًا ينص على أنه في حالة تعذر صرف الشيك، تقوم البائعة بإخطار المشتري ليقوم بالسداد بأي وسيلة أو باتخاذ الإجراءات القانونية، مع التأكيد على أنه لا تُنقل ملكية الأرض للمشتري إلا بعد السداد الكامل للمبلغ.
عند علم الدكتورة نوال الدجوي بتفاصيل شراء الأرض باستخدام شيك صادر من حسابها، سارعت بالتواصل مع البنك وأصدرت تعليمات بعدم صرف الشيك. وبالفعل، عند توجه السيدة البائعة لصرف الشيك، فوجئت بتعذر صرفه. وعلى إثر ذلك، حررت جنحة شيك ضد كل من نوال الدجوي وحفيدها أحمد.
تجدر الإشارة إلى وجود خلافات عائلية كبيرة بين أحفاد الدكتورة نوال الدجوي حول الميراث الذي تمتلكه. وتنقسم الأطراف إلى: أبناء الدكتور شريف الدجوي، الابن الأكبر للدكتورة نوال، والذي توفي عام 2015، وهم أحمد وعمرو ومحمد الدجوي؛ والطرف الآخر أبناء منى الدجوي، الابنة الصغرى للدكتورة نوال، والتي توفيت عام 2025، ولديها ابنتان هما إنجي ومهيتاب.
تفاقمت الخلافات بين الجانبين ووصلت إلى ساحات القضاء، حيث تم تسجيل نحو 40 قضية متبادلة بين الطرفين منذ عام 2022 وحتى الآن. وقد بقيت هذه النزاعات طي الكتمان حتى مايو الجاري، حينما حررت إنجي ومهيتاب، ابنتا منى الدجوي، بلاغًا ضد أحمد وعمرو الدجوي، تتهمانهما بسرقة ما يقرب من 50 مليون جنيه، و3 ملايين دولار، و150 ألف جنيه إسترليني.
وفي تطور مأساوي، أقدم الحفيد أحمد الدجوي على إنهاء حياته نتيجة الضغوط النفسية والخلافات العائلية. ومن المنتظر أن يصدر تقرير الطب الشرعي لحسم ما إذا كانت الوفاة ناتجة عن انتحار أم شبهة جنائية.